يبدو أن الأحزاب والحركات السياسية مسلحة أو غير مسلحة فى
بلادنا المنكوبة ما زالت تعيش مقولة وراثة الزعيم فبعد أن تخلصنا من بعض
الأنظمة العربية التى كانت تنوى توريث الجمهوريات العربية فى مصر وليبيا
واليمن حيث جمال خليفة مبارك وسيف الإسلام خليفة القذافى واحمد خليفة على
عبد الله صالح نجد أن الحركات السياسية حتى المتمردة منها على النظام فى
بلدها بعض منها يعيد نفس المقولة فحركة العدل والمساواة اختارت جبريل
إبراهيم شقيق خليل ابراهيم زعيما للحركة الذى قتل الشهر الماضى
مقولة التوريث ما زالت تعشش فى نفوس الناس فى بلادنا فى الأحزاب والحركات
السياسية حيث عاش حزب الوفد المصرى مقولة التوريث فى عائلة سراج الدين
واقاربها ثم انقلب الحال ومثلا حزب الأمة المصرى حزب الطرابيش عبارة عن
أسرة واحدة تتبادل المواقع وقد اختفى هذا الحزب عن الساحة بعد الثورة
وحزب الكتائب اللبنانى عاش نفس المقولة من خلال عائلة الجميل وحزب البعث
السورى عاش وما زال يعيش مقولة التوريث حافظ ثم باسل القتيل ثم بشار
ولا تقتصر مقولة التوريث على ذلك وإنما تتعدى ذلك لجماعات الصوفية وفى
هذا العهد فى مصر وغيرها نجد التوريث فى مجال الاعلام كعائلات شلبى
وبسيونى والقضاء وحتى الفن أحمد عدوية وولده ومتقال وولده وكأننا أمام
نظام يتحدى التغيير .
إن مقولة التوريث للأسف منتشرة فى مناطق كثيرة فى العالم ولا تقتصر على
بلادنا فحزب المؤتمر فى الهند كانت عائلة غاندى تتوارثه ولما لم يجدوا
منها أحد اختاروا زوجة راجيف غاندى القتيل الايطالية سونيا غاندى زعيمة
للحزب وفى كوبا ورث راؤل كاسترو أخاه فيدل كاسترو فى رئاسة الجمهورية
الكوبية .
وبالقطع هذه المقولة لا تساعد إلا فى حالات نادرة على العدل ولكنها فى معظم الحالات تساعد على التمرد والانقسام والظلم