رضا البطاوى
عدد المساهمات : 3279 نقاط : 9733 السٌّمعَة : 0 تاريخ التسجيل : 16/07/2011
| موضوع: نظرات فى مقال صداقة من نوع آخر الأحد يونيو 23, 2024 5:51 am | |
| نظرات فى مقال صداقة من نوع آخر صاحب المقال اياد العطار وهو يدور حول صداقات أو وقائع غريبة تحدث بين أنواع مختلفة من الحيوانات وقد استهل المقال بذكرى حزينة عن قصة صداقة بينه وبين طفل أخر كانا يحبان بعضهما ويلعبان معا ويقضيان الوقت مع بعضهما حتى فوجىء بغياب صديقه أياما فذهب للسؤال عنه ففوجىء بأم الصديق تنهره وتطلب منه الابتعاد عن صديقه وعندما عاد باكيا لبيته سألته أمه عن سبب حزنه فشرح لها فطلبت هى الأخرى منه ألا يصاحب ذلك الطفل ومع هذا لم يقتنع الطفلان ولكن في النهاية حدثت القطيعة بسبب فروق بين العائلتين قال العطار في مقدمته : "لست من أصحاب الذاكرة الحديدية لا أذكر أمورا كثيرة عن حياتي ولست حزينا على ذلك إذ لا يوجد الكثير لأتذكره لكن هناك أطياف باهتة من الماضي لا تنفك تزورني من حين لآخر غالبا لتنغص أفكاري لا أزعم بأن طفولتي كانت حزينة بالمجمل تخللتها أوقات جميلة هنا وهناك لكن الجانب الأسود طغى دوما على الأبيض وواحدة من تلك الذكريات السوداء البعيدة هي عن صديق طفولة كنا لا نفترق أنا وإياه كأننا أشقاء نلعب ونمرح ونضحك لساعات دون أن نتعب كنت اهرع لملاقاته كل يوم ولم يكن منزلهم بعيدا عنا إذ كنا جيران نفس الشارع وذات يوم تأخر صديقي عن ملاقاتي فذهبت ببراءة الطفل ودققت باب منزلهم أسأل عنه فإذا بأمه تخرج وتنهرني بشدة: "إياك أن تأتي لمنزلنا مرة أخرى إياك أن تتحدث مع أبني هيا أذهب من هنا يا " فقلت والعبرة تتردد في حلقي: "لكن ماذا فعلت أنا يا خالة؟ " فردت بنبرة ملئها الكراهية: " أذهب من هنا لا نريد أي علاقة بكم" عقلي الصغير لم يفهم ما قالته كانت تلك أمورا أسمع بها أول مرة عن الفروق بين البشر ليست فروق الشكل والمظهر بل الفروق التي يرثونها عن آبائهم وأمهاتهم من دون أن يكون لهم يد فيها عدت إلى منزلي أكفكف دموعي وأجر أذيال الخيبة سألتني أمي عن سبب بكائي فأخبرتها القصة فقالت باقتضاب: "لا تلعب مع أبنهم مرة أخرى ولا تحدثه" ه كذا بكل بساطة تم منعي من التحدث إلى صديقي العزيز ومن دون أن أفهم السبب ولأيام عديدة بعدها كنت أقف على الرصيف ببجامتي البيضاء المخططة أضع يديي في جيبي من البرد وما بين اليأس والرجاء أنتظر أن يخرج صديقي ويمر بي لعله يكلمني وكان يخرج بالفعل وكان يتظاهر بتجاهلي مكرها مثلي ينظر إلي من بعيد وعيناه تشعان حزنا وكمدا" وتحدث عن تحول الناس لبهائم غبية بسبب الكراهية وان الحيوانات أفضل منهم فقال : "عقود مرت على تلك الذكرى الحزينة كبرت أنا خلالها وأدركت جيدا ماهية الفروق التافهة بين البشر أدركت أيضا بأن البشر حين تمتلئ نفوسهم بالكراهية فأنهم يتحولون إلى بهائم غبية لا تجتر سوى الحقد والبغضاء لا بل أن البهائم تكون أفضل وأرحم وأرقى منهم في بعض الأحيان ومقالي هذا هو خير دليل على ما أقول" قطعا الخطا وصف الناس بالبهائم فهو وصف خاطىء فيمكن مثلا تشبيه الناس بالحيوانات في فعل معين هو شتمة للناس ولكنه ليست شتمة للحيوان كوصف اليهود بأنهم يشبهون الحمير من خلال حملهم الكتب وعدم عملهم بها لأنهم لا يعرفون ما في داخلها بينما اليهود عرفوا ما فيها وحفظوه ولم يعملوا به وفى هذا قال تعالى : مَثَلُ الَّذِينَ حُمِّلُوا التَّوْرَاةَ ثُمَّ لَمْ يَحْمِلُوهَا كَمَثَلِ الْحِمَارِ يَحْمِلُ أَسْفَارًا بِئْسَ مَثَلُ الْقَوْمِ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِ اللَّهِ" فالمشتوم هنا حملة التوراة وليس الحمار لأن شريعة الله لا تسمح به بالقراءة بعد ذلك حكى العطار حكايات عن صداقات نشأت بين حيوانات من انواع مختلفة مثل النمر وذكر ماعز فقال : "النمر آمور والجدي تيمور آمور هو نمر سيبيري ضخم الجثة يعيش في منتزه بروميسكي للحياة البرية في روسيا نمر ذو كبرياء لا يأكل إلا من عرق جبينه! تعاف نفسه الوجبات الجاهزة ويفضل أن يرمى له طعامه على شكل حيوانات حية يقوم بقتلها بنفسه ثم يلتهمها وهكذا فأن إدارة المنتزه كانت تختار كل بضعة أيام حيوانا بريا من حيوانات المنتزه لتقدمه كوليمة لآمور وقد وقعت القرعة ذات يوم على جدي شاب أسمه تيمور والجدي للعلم هو ذكر الماعز أقارب وأصدقاء تيمور حزنوا عليه حزنا عظيما ودعوه بالدموع والآهات وشيعوه بالرغاء والثغاء متوقعين له ميتة شنيعة على يد النمر المفترس لكن تيمور على ما يبدو كان أذكى من أقرانه وأضرابه من معاشر ذوات الظلف إذ استطاع حمل النمر آمور على أن يبقيه حيا ولا يأكله! كيف فعل ذلك؟ الله أعلم لعله كان عبقريا بفن الإقناع تصور جدي يقنع نمرا بأن لا يأكله وحياتي لو كنت أنا رئيس دولة لجعلت الجدي تيمور وزيرا للخارجية فهو والشهادة لله أفهم بكثير من الحمير والبغال الذين ابتلانا الله بهم لعقود ولعله أقنع اليهود بأن يعيدوا فلسطين بلا قتال وخلال يومين فقط! النمر آمور ليس فقط لم يلتهم الجدي تيمور بل أتخذه صديقا وصاحبا وخليلا! مما أثار دهشة إدارة المنتزه وتسبب بجلبة كبرى في الصحافة والإعلام امتدت أصداءها إلى جهات الأرض الأربع لا بل أن بعض الناس رؤوا في تلك الصداقة النادرة علامة من علامات الساعة شخصيا لي نظرية خاصة بشأن القصة فبرأيي المتواضع بما أن النمر آمور يعيش في روسيا فهو حتما شرب عدة كؤوس من الفودكا قبل أن يدخلوا عليه تيمور أي أن المسكين كان سكرانا لا يفرق ما بين اليمين واليسار حين دخل الجدي عليه والدليل أنه لاحقا ندم على قراره إبقاء تيمور حيا فتلك الصداقة الغريبة لم يكتب لها الدوام نحن قلنا بأن الجدي تيمور كان ذكيا لكن كما يقال فأن العرق دساس بالنهاية هو لم يكن سوى ماعز وقد دفعه الغباء الأزلي لبني الماعز إلى أن ينسى نفسه ويمارس المزاح الثقيل مع النمر آمور مرة ينطحه في مؤخرته ومرة يدوس على بطنه وهو نائم كل هذا وآمور صابر ولسان حاله يقول: " يا أبن الحلال الله يهديك أنا نمر وأنت ماعز لا تنسى نفسك" فيرد عليه تيمور قائلا: "بين الأصدقاء لا توجد مقامات وبين الأحباب تسقط الآداب" قصة صداقة لم بكتب لها الدوام أخيرا طفح كيل آمور من تصرفات الجدي الوقح بعد أن نال نطحه شديدة منه فأنشب أنيابه الحادة في رقبته وصرخ فيه صرخة تزلزلت لها أركان المنتزه قائلا: "يا أبن آكلة الروث والزبالة ألم أحذرك من التمادي معي" ثم طفق يهزه ذات اليمين وذات الشمال كأنه ريشة في مهب الريح وأخيرا طوح به الهواء راميا إياه بعيدا ليتكوم ما بين الحياة والموت فأسرع عمال المنتزه وأخرجوا الجدي الجريح وأسعفوه وفي الحقيقة لم تكن جروح تيمور مميتة أي أن النمر لم يكن ينوي قتله لكن ربما أراد تأديبه لكن تلك الحادثة دفعت إدارة المنتزه إلى فصل الصديقين عن بعضهما والآن كل واحد منهما يعيش لوحده بالنسبة لآمور لم يتغير شيء فهو نمر والنمور انعزالية بطبعها تحب العيش لوحدها ولا تصاحب غيرها من النمور إلا في فترة التزاوج ولا يدوم ذلك سوى لفترة قصيرة أما بالنسبة لتيمور فقد قلبت هذه القصة حياته رأسا على عقب فبعد أن كان جديا مغمورا مجهزا للذبح أصبح بقدرة قادر من المشاهير وصار له حظيرة لوحده وعليقة شهية خاصة به وجلبوا له أنثى رشيقة فسبحان مغير الأحوال الضفدع الذي أنقذ الفأر من الغرق" الحكاية تدل على أن بعض الأنواع قد تتصادق نتيجة ما يسمى بالمشاعر ففيما يبدو أن النمر ظن أن تيمور كان مريضا ومن ثم لم يقم النمر بأكله وإنما رعاه وصار صداقة بينهما فهمها تيمور خطأ ومن صار يهاجم النمر والنمر ساكت عليه لاعتقاده أن مريض حتى حدثت المصيبة لأن الألم غلبه فقام بمهاجمة تيمور دون أن يأكله والحكاية الثانية صداقة فأر وضفدع وفيها قال : "حين ركن المصور الفوتوغرافي أعظم حسين دراجته البخارية بالقرب من بركة ماء صغيرة في ضواحي مدينة لوكنو الهندية لم يكن يتخيل المفاجأة التي تنتظره هناك حدث ذلك في أحد أيام عام 2013 وقف أعظم ليدخن سيجارة ووقعت عيناه صدفة على شيء صغير يتحرك فوق سطح ماء البركة بالتدقيق أكثر تبين بأن ذلك الشيء هو فأر متشبث ببعض الخردة الطافية فوق سطح الماء كجزيرة صغيرة وكان الفأر يبحث عن سبيل للنجاة بلا جدوى فالماء يحيط به من كل جهة وهناك مسافة طويلة تفصله عن الضفة فجأة ظهر ضفدع كبير من تحت سطح الماء كالغواصة وأستقر طافيا إلى جانب قطعة الخردة يقول أعظم: " لقد بدا لبرهة بأن الضفدع والفأر يتحدثان بلغتهما الخاصة وخلال لحظات حدث ما جعل شعر رقبتي ينتصب إذ قفز الفأر إلى ظهر الضفدع كأنه يركب قاربا فاستدرت إلى دراجتي وأخرجت الكاميرا بسرعة والتقطت بعض الصور لهذا الحدث الفريد" بحسب أعظم فأن الضفدع حمل الفأر على ظهره حتى أوصله بأمان إلى ضفاف البركة هناك نزل الفأر واختفى بسرعة بين الأحراش فيما غاب الضفدع مجددا تحت سطح الماء ذهب الفأر والضفدع وبقي المصور أعظم يقف هناك على ضفاف البركة فاغرا فاه من شدة التعجب كالأبله! ولحسن الحظ فقط تمكن من التقاط بعض الصور التي أدهشت الناس حول العالم وجعلتهم يتساءلون بحيرة: " هل الحيوانات غبية فعلا كما نظن؟ أم أننا أغبى من أن ندرك ذكاءها وروعتها"" والحكاية لا تعدو أن تكون ان الفأر والضفدع نشأوا وهم صغار مع بعضهم دون أن يكون معهم أحد من الكبار ومن ثم ظلوا يساعدون أحدهما الأخر ومن ثم لم يعرفوا ما يعرفه الكبار للصغار من كونهم نوع والأخرين نوع لا يجب الاقتراب من بعضهم البعض والحكاية الثالثة عن صداقة بين أسد وكلب وفيها قال : "أسود بولدغير والكلب ميلو الأسد الذي اتخذ من الكلب صديقا بنظر معظم بني البشر فإن الأسد هو الحيوان الأكثر شراسة وقوة بين جميع الوحوش ولهذا استحق لقب ملك الغابة وغني عن القول بأن الأسد هو فعلا حيوان متوحش ومفترس بامتياز أعني لو صادفت يوما أسدا طليقا فلا تتوقع أن يصبح صديقك ويلاعبك بل على الأرجح سيمزقك إلى أشلاء ويزدردك لذا أطلق ساقيك للريح ودع عنك كل ما ستقرئه من قصص في هذا المقال لأنها قصص نادرة وحالات فريدة من نوعها لا تحدث على الدوام وإحدى تلك القصص النادرة والفريدة هي عن صداقة غريبة نشأت وتوثقت عراها بين أسد أسمه بولدغير ويزن 225 كيلوغراما وكلب صغير أسمه ميلو لا يزن أكثر من 5 كيلوغرامات تلك الصداقة لم تكن طارئة بل يمتد عمرها لسنوات منذ أن كان بولدغير شبلا رضيعا واليوم يقضي الاثنان معظم وقتهما معا يلعبان ويمرحان ويستلقيان تحت أشعة الشمس الدافئة ومن دون أن يتعرض الكلب الصغير لأي نوع من الأذى فعلاقته بالأسد وثيقة إلى درجة أنه يقوم أحيانا بإدخال رأسه الصغير إلى فم بولدغير المدجج بالأنياب القاطعة لينظفها من بقايا الطعام! قد يقول قائل بأن الأسد بولدغير نشأ في مزرعة خاصة وهو لم يتعلم الصيد والافتراس لأن لا حاجة له بهما فطعامه جاهز على الدوام وعليه فما من داعي لالتهامه الكلب وقد يكون هذا الكلام صحيحا لكن ما رأيك بأسد شاب في البرية يمسك بغزال صغير وبدل أن يأكله يقوم بملاعبته وملاطفته لا بل ويحميه من بقية الأسود! وما رأيك بلبوة تتبنى ظبيا صغيرا في البرية وترعاه كأنه شبلها! هذه أمور تحدث وهي موثقة بالصورة والصوت فحتى الأسد المتوحش والقاتل بالفطرة يمكن أن تتسلل الرحمة إلى قلبه في بعض الأحيان" كما سبق القول أن الحيوانات المختلفة الأنواع إذا نشأوا بعيدا عن الآباء والأمهات والاخوة فإنها لا تكتسب صفات الافتراس أو العداوة وإنما تكتسب صفات أخرى نتيجة تكرار نفس الأفعال المغايرة فالأسد هنا تعود على أن يأكل لحم يقدم له في مواعيد محددة ومن ثم لم يتعلم أنه يفترس ومن ثم صاحب الكلب وظلت الصداقة بينهما لأنهما نشأ في بيئة علمتهم أفعال أخرى وأما حكاية رحجمة الحيوانات المفترسة لبعضهم الأنواع التى تعودت على أكلها فهذا ليس رحمة فيبدو أن شريعتها عدم أكل الحيوانات المريضة كما يبدو أنها تعتقد أن الصغير أحد أولادها أو أنها شريعتها عدم أكل الصغار وحكى حكايات عن نوع يقوم بتربية صغار نوع أخر فقال : "حيوانات ذات قلب كبير القطة تبنت افراخ البط مع صغارها مثلما هناك بشر يتبنون أطفال بشر آخرين هناك أيضا حيوانات تتبنى صغار حيوانات أخرى وهو أمر يبعث على الحيرة فنحن نزعم بأن الحيوانات بلا عقل وأنها تتصرف بوحي الغريزة فقط وكوني أربي الحمام وكنت أربى دجاجا في السابق فأنا أعلم علم اليقين بأن الأكلة المفضلة لمعظم القطط هي صغار الحمام والدجاج والبط متى ما وجدت إليها سبيلا فكيف إذن لقطة أن تتبنى أفراخ دجاج أو بط؟ أليس في ذلك مدعاة للدهشة؟ ذات يوم تفقد أحد المزارعين الايرلنديين قن الدجاج والبط ليجد بأن بعض أفراخ البط الصغيرة مفقودة طبعا كان المتهم الأول باختطاف هذه الأفراخ هي قطة العائلة التي كانت قد وضعت صغارها قبل بضعة أيام ظن المزارع بأن القطة التهمت تلك الأفراخ واحدا تلو الآخر فذهب ليتفقد وجارها وليجد نفسه أمام مفاجأة صادمة فالقطة كانت قد اختطفت الأفراخ فعلا لكنها لم تأكلهم بل تبنتهم مع صغارها المزارع أستدعى زوجته لترى المنظر الغريب القطة تحتضن صغار البط مع صغارها وتعاملهم بكل محبة ورحمة والعجيب هو أن علاقة الأمومة الغريبة ما بين القطة والأفراخ استمرت حتى بعد أن تحولت تلك الأفراخ إلى بطات بالغة القطة السويدية تبنت افراخ الدجاج وبعيدا عن أيرلندا في مزرعة أخرى تقع بالسويد حدثت واقعة مشابهة لكن هذه المرة القطة تبنت أفراخ الدجاج والعجيب أنها لم تكن حديثة الولادة أو لديها صغار الدجاجة مابل تبنت جراء الكلب! وما رأيكم بتبني دجاجة لجراء كلب! هذه الواقعة حدثت في إحدى مزارع انجلترا حيث أن الدجاجة مابل استغلت فرصة غياب والدة الجراء لكي تحتضنهم بنفسها كأنهم فراخها" فيما يبدو أن الأنواع المختلفة تقوم بتربية صغار أنواع أخرى لأنهم وجدتهم بجوارها فاكتسبوا رائحة أولادها و كثير من الحيوانات تعتمد حاسة الشم في معرفة أولادها كالقطط ومن ثم لا تطرد الأولاد الأخرين والحيوانات المرباة من قبل الناس تكتسب صفات أخرى غير صفاتها المعروفة في البرية مثل أنها تجد طعامها موجود ومن ثم فهى لن تبحث عن عداوة الأنواع الأخرى لأن الطعام الذى يتم التنازع عليه موجود ومن ثم تتغير في معاملة الأنواع ألأخرى صغارا أو كبارا وتحدث العطار عن حكاية مشتهرة من عقود عن فتاتان من البشر ربتهما ذئبة وهو ما يعيدنا لحكاية حى بن يقظان الذى ربته ظبية فقال : "وهناك قصص أكثر غرابة عن تبني الحيوانات لصغار البشر مثل قصة الفتاتان الهنديتان أمالا وكمالا حيث زعم الشخص الذي رعاهما بأنه عثر عليهما في وجار أنثى الذئب وأن أنثى الذئب هي من أرضعتهما وأعتنت بهما بعد أن هجرهما والديهما وقيل بأنها كانتا تتصرفان كالذئاب تماما فتمشيان على أربع وتأكلان اللحم النيئ ولا تتكلمان لغة البشر بل تعويان كالذئاب تماما " قطعا السبب في حدوث تلك الحكايات الغريبة هو واحد من التالى : الأول تعليم الإنسان فقد اخبرنا الله أن الإنسان يعلم الكلاب الصيد وتطيعه فقال : "وَمَا عَلَّمْتُمْ مِنَ الْجَوَارِحِ مُكَلِّبِينَ تُعَلِّمُونَهُنَّ مِمَّا عَلَّمَكُمُ اللَّهُ " ومن ثم في معظم الحكايات نجد أن الحيوانات السابقة وجدت في بيئة الإنسان من حيث التربية والعادات وأهمها أن الإنسان يقدم الطعام بوفرة لتلك الحيوانات ومن ثم ينسى الحيوان نتيجة ذلك افتراس غيره أو مهاجمته لأنه شبعان وليس بحاجة للأكل أو البحث عنه الثانى التعود بمعنى نشأة الحيوانين معا ومن ثم يعتمدان على بعضهما البعض وهناك صداقات اجبارية بين أنواع مختلفة كما يقال فهناك طائر يقول علماء الحيوان كثيرا ما نجده في فم التمساح ومع هذا لا يمسه التمساح بسوء لأنمه يقوم له بتنظيف أسنانه الثالث أن في شريعة الحيوانات المفترسة عدم أكل الحيوانات المريضة والصغيرة واختتم العطار مقاله بأن لديه حكايات كثيرة ولكنه اكتفى بما سبق فقال : "ختاما هناك قصص أخرى كثيرة عن غرائب الصداقة والألفة والمحبة بين الحيوانات المتضادة الطباع والأنواع لكننا ارتأينا الاختصار لأن التطويل يوجب الملل فاقتصرنا على هذه النماذج الرائعة التي تدل بما لا يقبل الشك على أنه حتى الحيوان الأعجم يمتلك في قلبه بعض الرحمة والشفقة لا بل أن معظم الحيوانات حتى تلك المفترسة هي أرحم من بعض البشر ذلك أنها حين تقتل وتأكل فأنها تفعل ذلك لكي تعيش وليس من أجل متعة القتل المحضة بينما الكائن الوحيد على هذا الكوكب الذي يقتل من أجل المتعة العبثية هو الإنسان" | |
|