رضا البطاوى
عدد المساهمات : 3257 نقاط : 9667 السٌّمعَة : 0 تاريخ التسجيل : 16/07/2011
| موضوع: قراءة فى مقال أنين الموتى ورعب القبور الجمعة يونيو 14, 2024 5:51 am | |
| قراءة فى مقال أنين الموتى ورعب القبور صاحب المقال أبو ميثم العنسي وهو يدور حول سماع بعض الأحياء لما يدور فى القبور مثل كلام الميت استهل العنسى المقال بسؤال هو : "هل يمكن للأحياء سماع اصوات الموتى في القبور؟" ثم أجاب بحكاية من الحكايات التى سمعها فقال : "اخترق صوت أنين سكون الليل وتناهى إلى سمع كمال، الشاب في عمر الثامنة والعشرين والذي كان يحرس أرضه المزروعة من اللصوص وقد قرب وقت حصادها. كان الوقت قد قارب على الساعة الثالثة ليلا حين كان كمال في محراسه وتناهى إلى سمعه ذلك الصوت. ظن كمال أن هناك امرأة تأن من الألم، ولكن من هذه المرأة وما الذي جاء بها إلى هذا المكان المقطوع في هذه الساعة المتأخرة وما الذي حدث لها؟! سأل كمال نفسه. خرج الشاب من محراسه باحثا عن مصدر الصوت ومشى حتى وصل إلى مقبرة حديثة ضمت 89 قتيل ما بين رجل وامرأة وطفل قضوا نحبهم في قصف لعرس في اليمن. ازداد صوت أنين المرأة وضوحا وازداد اقتراب كمال من مصدر الصوت، لقد كان أنينا مخيفا يخرج من قبر امرأة، حينها تجمد الرجل في مكانه وتجمد الدم في عروقه ولم يستطع أن يتقدم خطوة أو يتأخر، وأغمي عليه من هول الموقف ولم يستيقظ إلا بعد الفجر وقد سكن ذلك الأنين. رجع إلى بيته وحكى لوالده ما حصل، وفي الليلة التالية ذهب بعض الرجال إلى المقبرة وتأكد لهم الخبر. ظل الأنين عدة ليالي ثم لم يعد يسمع لاحقا، وأيضا لم يعد كمال كما كان قبلا، فما زال يعاني من مرض نفسي وخوف شديد حتى يومنا هذا." والحكايات التى يحكيها الناس ليست دليلا على شىء فى الشرع فحتى لو افترضنا ان الحكاية وقعت فليس لها سوى تفسير واحد وهو : أن المرأة دفنت حية وأن سماع الناس فى الليلة الثانية وعدة ليالى بعدها نفس الصوت ثم اختفائه بعدها بمدة يؤكد أن المرأة ماتت جوعا وعطشا أو اختناقا داخل المقبرة بعد ذلك وواجب من ان يسمع صوتا داخل قبر أن يجلب بعض من الناس ومعهم حارس المقابر ويفتحوا المقبرة لكى يخرجوا الحى فى داخلها ومما يحدث فى المقابر حاليا من قيام المجرمين والمدمنين بالدخول للمقابر والجلوس والسهر فيها لا يمنع أن يكون بعضهم سجل صوتا لدعاء امرأة ولكى يخيف الآخرين من الاقتراب من المنطقة قام بتشغيل المسجل وأسمعه للناس كل ليلة حتى يبتعدوا مستقبلا عن المقابر ليلا والتى hصبحت فى زمننا هذا فى الكثير من القرى والمدن مكان لارتكاب الجرائم ولم يكتف العنسى بتلك الحكاية بل قص علينا حكاية ثانية يقال أنها وقعت فى الأردن فقال : "هذه القصة كنت على إطلاع كبير عليها بحكم انها حدثت في منطقتي وقريتي، وهي الدافع الذي جعلني أبحث عن موضوع الأنين الذي يصدر عن القبور، وبالفعل وجدت قصص كثيرة مشابهه لها، فمثلا في الأردن طلب أقارب امرأة توفت حديثا من الأجهزة الأمنية السماح لهم بفتح قبرها بعد سماعهم صوت يخرج منه وشكهم أنها ما تزال على قيد الحياة، وتم فتح القبر في مقبرة الصقلاوي بالرمثا في حضور الطبيب الشرعي والأجهزة الأمنية وعدد كبير من أقارب المرأة ليؤكد الطبيب الشرعي أن المرأة متوفية قبل دفنها." هنا فى الحكاية الواجب وهو فتح المقبرة تم وبحضور الطبيب الذى أكد أن المرأة ميتة من قبل قطعا الطبيب إذا كان الطبيب المسئول عن اخراج تصريح الدفن فهو لن يكذب تقريره السابق ولكن المعروف أن الميت من قليل يختلف عن الميت من أيام أو أسابيع ومن ثم إذا كان الطبيب صادقا فالصوت الخارج من المقبرة ما هو إلا تسجيل أو هاتف سجل فيه المجرم أو المدمن صوتا وجعل الناس يسمعونه لابعادهم عن المكان الذى يريد فيه الانفراد فيه بارتكاب الجريمة التى يرتكبها والعنسى حاول إثبات كلامه بحكاية ثالثة من العراق فهو يقول أن بعضهم سجل أنين ميت كان يخرج من القبر كما يقال قال فى الحكاية الثالثة : "في العراق وفي مقبرة وادي السلام تم تسجيل فيديو لصوت أنين ميت، وستجد الرابط على موقع اليوتيوب: الفيديو غير مناسب لجميع الاعمار .. خصوصا الصغار " قطعا الموضوع لا يعدو أن يكون تسجيل بكاء حى سواء كان هذا الحى من بين من سجلوا المقطع أو أنهم كانوا فى المقابر وكان هناك حيا يبكى فى مكان أخر لا يرونه بصوت عالى فدخل فى أنفسهم أن الصوت يخرج من المقبرة ومن المعروف أن العديد من البشر الذين يقال أنهم مرضى نفسيين يذهبون لقبور آباءهم أو أمهاتهم ويظلون يبكون امام القبر عدة دقائق أو ساعات لشعورهم أن الآباء والأمهات كانوا يحمونهم من ظلم الناس هذا النوع من البشر هم من النوعية الحيية التى لا تقدر على أخذ حقها سواء بالصوت أو بالشجار ومن ثم بدلا من الدفاع عن حقوقهم يذهبون للبكاء فى المقابر وجعل العنسى دليله الرابع هو : حكاية أخرى من المغرب وهو سماع صوت امرأة مدفونة من قبرها وفى الحكاية قال : "قصة أخرى هي من قسم تجارب ومواقف غريبة في موقع كابوس، يقول فيها محمد بن صالح من دولة المغرب : أنه في عام 1997م في قرية صغيرة بجنوب المغرب توفيت امرأة، وبعد مرور أسبوع من وفاتها وبينما كان أهل القرية ينامون على سطوح منازلهم من شدة الحر في تلك الفترة سمع جميع أهل القرية صوت أنين مرعب قادم من قبر المرأة الميتة، الأمر الذي أثار حالة من الرعب والخوف والهلع في القرية، وجعل الناس ينامون داخل بيوتهم غير مبالين بالحر الشديد، وما زالت تلك القصة في ذاكرة الصغير والكبير حتى اليوم يتداولها الجميع حسب ما ذكر في قصته، بل ويزيد أن القبر تدمر نتيجة صاعقة عام 2011م (اصوات من المقبرة)." قطعا لم يقم القوم بالمطلوب وهو فتح القبر وخافوا وقطعا هناك احتمالين : 1-أن تكون المرأة دفنت حية حتى ماتت اختناقا داخل القبر أو ماتت جوعا وعطشا لعدم قدرتها على فتح القبر ومن ثم ظلت تبكى حتى يأتى أحد يفتح القبر ويخرجها 2- قيام المجرمين والمدمنين فى القبور بتشغيل تسجيل لبكاء امرأة واذاعته لكى يسمعه الناس لكى يبتعدوا عن منطقة القبور التى يمارسون فيها نشاطهم الاجرامى ولم يكتف العنسى بتلك الحكايات فأعادنا لحكايات التراث فى الكتب التراثية فحكى حكاية خامسة حكاها ابن الجوزى فى أحد كتبه فقال : "قصة أخرى يذكرها ابن الجوزي الفقيه المحدث عن أحد أصدقاءه الذي يروي : أنه خرج ذات يوم إلى ضيعة، ويكمل صديقه قائلا: فأدركتني صلاة المغرب إلى جنب مقبرة، فصليت المغرب قريبا منها، فبينما أنا جالس إذ سمعت من ناحية القبور صوت أنين، فدنوت إلى القبر الذي سمعت منه الأنين، وهو يقول: أوه! قد كنت أصلي، قد كنت أصوم. فأصابتني قشعريرة فدنا من حضرني، فسمع مثل ما سمعت، ومضيت إلى ضيعتي ورجعت في اليوم الثاني، فوصلت موضعي الأول، وصبرت حتى غابت الشمس، وصليت المغرب، ثم استمعت إلى ذلك القبر، فإذا هو يئن يقول: أوه! قد كنت أصلي، قد كنت أصوم. فرجعت إلى منزلي وحممت، فمكثت شهرين محموما." قطعا حكاية من الممكن أن تكون وقعت لأحدهم دفن وهو حى وهو يتوسل إلى الله بالدعاء لكى يخرجه من القبر أو أن أحد من الباكين خارج القبور كان يبكى فى مكان بعيد عن السامع وكان يردد نفس الكلام وقد لا يكون لها أساس كما هو حال معظم ما ورد فى كتب التراث وحدثنا الرجل عن أن من يريد المزيد من الحكايات عن سماع الأحياء لأنين الموتى عليه أن يقرأ كتب من كتب التراث حدد بعضا منها فقال : "تظل قصص القبور والعذاب هي الأكثر رعبا والأكثر غرابة ومن أراد الاطلاع على مزيد من القصص، فعليه بكتاب (الروح) للمحقق ابن القيم، و(أهوال القبور) لابن رجب، و(البحور الزاخرة) للسفاريني. هكذا وتظل قصص القبور هي الأكثر رعبا والأكثر غرابة، وحده الله الذي يعلم ما الذي يجعل الميت يأن في قبره حتى يسمعه الحي، فنحن لا نستطيع أن نطلع على حال الموتى، ولا نستطيع أن نسألهم ما الذي يحدث معهم بعد موتهم، ولن نعرف ذلك إلا عند وصولنا لتلك الدار، نسأل الله أن يرحمنا ويغفر لنا حين يحل موعد الرحيل، وأن يجعل قبورنا روضة من رياض الجنان لا حفرة من حفر النيران." قطعا لسنا بحاجة للموت لكى نعرف صدق تلك الحكايات من كذبها لأن الله بين فى الوحى الحقيقة وهى : لا وجود لأنين الموتى فى القبور لأن لا أحد يسمع لهم ركزا أى صوتا والمراد : لا يشعر أحد من الأحياء بشىء من الموتى وفى هذا قال تعالى : "وَكَمْ أَهْلَكْنَا قَبْلَهُمْ مِنْ قَرْنٍ هَلْ تُحِسُّ مِنْهُمْ مِنْ أَحَدٍ أَوْ تَسْمَعُ لَهُمْ رِكْزًا" والعكس أيضا وهو : اسماع الحى للميت محال كما هو ظاهر قوله تعالى : " وما أنت بمسمع من فى القبور " | |
|