رضا البطاوى
عدد المساهمات : 3257 نقاط : 9667 السٌّمعَة : 0 تاريخ التسجيل : 16/07/2011
| موضوع: نقد بحث ذاكرة باتجاهين: العلم يبحث في القدرة على قراءة المستقبل الجمعة ديسمبر 15, 2023 6:18 am | |
| نقد بحث ذاكرة باتجاهين: العلم يبحث في القدرة على قراءة المستقبل الباحث كمال غزال وهو يدور حول وجود ذاكرتين للإنسان إحداهما تتعلق بالماضى والأخرى تتعلق بالمستقبل وهى أكذوبة فكيف تتذكر النفس الذى لم يحدث بعد ؟ المهم استهل غزال بحثه أن الدراسات العلمية أثبتت ذلك فقال : "تبين آخر الدراسات أنه بإمكان الناس أن تكون على دراية مسبقة بأحداث ستقع في المستقبل" السؤال أين تلك الدراسات ؟ يتحدث غزال عن روايات وأفلام فيقول : " في رواية "أليس في بلاد العجائب " لـ لويس كارول والتي تحول إلى فيلم في عام 2010 تخبر الملكة البيضاء الفتاة (أليس) ومن خلال رؤيتها في المرآة أن "الذاكرة تعمل في كلا الاتجاهين" في مملكتها. إذ ليس بإمكانها فحسب تذكر أموراً حدثت في الماضي لكنها أيضاً تتذكر " أموراً حدثت في الأسبوع بعد القادم "، فتجادل (أليس) الملكة قائلة:" أنا متأكدة من أن ذاكرتي لا تعمل إلا باتجاه واحد ... إذن لا يمكنني تذكر أمور قبل حدوثها "، فترد الملكة عليها:" "لديك نوع ضعيف من الذاكرة يعمل للوراء فقط! ". كم ستكون حياتنا أفضل بكثير لو استطعنا العيش في أرض الملكة البيضاء حيث ستعمل ذاكرتنا إلى الأمام والوراء؟ على سبيل المثال، في عالم كهذا يمكنك أن نخضع لإمتحان ومن ثم نقوم بالتحضير له بشكل أمامي لكي نكون متأكدين من تحقيق أداء جيداً فيه في الماضي." بالطبع الروايات والأفلام ليست دراسات علمية ولا حتى مبنية على واقع ورواية الأطفال الخرافية فجأة أصبحت مصدرا علميا عند غزال الغريب أن يصدق غزال أن الناس يعلمون المستقبل وهو أحد أنواع الغيب مع أن الله قال أنه الوحيد العالم به فقال : "إنما الغيب لله" ومن ثم أى دراسة تتحدث عن ذلك يجب رفضها أو نقدها مضعفا إياها وراميا إياها فى المزبلة وليس الترويج لها وتحدث غزال عن دراسات قامها بها أحدهم وهو بيم داريل فقال : "من حسن الحظ أن هناك خبراً ساراً في هذا الشأن وهو مبني على سلسلة من الدراسات العلمية الأخيرة التي قام بها (بيم داريل)، فنحن فعلاً نعيش في هذا العالم! تجارب د. بيم أجرى د. بيم وهو طبيب في علم النفس الإجتماعي من جامعة كورنيل سلسلة من الدراسات التي نشرت في إحدى المجلات المرموقة في علم النفس وهي (مجلة الشخصية وعلم النفس الاجتماعي)، حيث قام د. بيم باختبار فكرة أن أدمغتنا لا تعكس فقط تجارب الماضي الذي عشناه بل أيضاً تتوقع التجارب المستقبلية وذلك من خلال إجراء 9 تجارب، وغالباً ما يشار إلى القدرة التي يستطيع الدماغ من خلالها "رؤية المستقبل" بـ "ظاهرة بساي" Psi Phenomena أو قدرات نفسانية. وعلى الرغم من إجراء بحث سابق حول "ظاهرة بساي" - معظمنا شاهد صور من الأفلام حول أناس يحدقون في بطاقات زينر مع أشكال النجمة والخطوط المموجة - فإنه غالباً ما تفشل مثل تلك الدراسات في تلبية الحد الأدنى لمتطلبات "التحقيق العلمي" لكن دراسات د. بيم كانت فريدة من نوعها من حيث أنها تمثل تطبيقاً للأساليب العلمية القياسية كما أنها تعتمد على المبادئ الراسخة في علم النفس، وفي الأصل أخذ د. بيم بعين الاعتبار تلك المؤثرات التي تعتبر صحيحة وموثقة في علم النفس والتي تدرس طرق تحسين الذاكرة وأزمنة الاستجابة وتأثير الذاكرة الكامنة Priming Effect ( ذلك النوع من الذاكرة الذي يجعل الناس مثلاً يعرفون كيف يربطون أحذيتهم أو يركبون دراجتهم بدون التفكير الواعي بتلك الأنشطة) لكنه ببساطة قام بعكس تسلسلها الزمني. على سبيل المثال، نعلم جميعاً أن التدرب على مجموعة من الكلمات يجعلها سهلة التذكر (استرجاعها من الذاكرة) في المستقبل، ولكن ماذا لو حدث العكس: التدرب بعد التذكر؟ - في إحدى الدراسات، وزعت قائمة من الكلمات على مجموعة من طلاب الجامعات وبعد قراءتهم لها خضعوا لاختبار التذكر المفاجئ بهدف معرفة عدد الكلمات التي نجحوا في تذكرها، ولاحقاً اختار كومبيوتر بشكل عشوائي بعض الكلمات من القائمة للتمرن عليها ومن ثم طلب من المشاركين إعادة كتابتها لعدد من المرات. وأظهرت نتائج الدراسة أن الطلاب حققوا أداء أفضل في التذكر في اختبار التذكر المفاجئ مقارنة مع خضعوا له لاحقاً من تزويدهم بكلمات عشوائية للتدرب عليها، ووفقا لـ د. بيم، فإن التدرب على الكلمات بعد الاختبار سمح للمشاركين بـ "العودة إلى الوراء في الزمن لأداء التذكر ". تجربة الذاكرة الكامنة ذات الأثر الرجعي: وفي دراسة أخرى، إختبر د. بيم إمكانية عكس تأثير الذاكرة الكامنة Priming Effect المعروف وفي تلك الدراسة النموذجية عرضت صور على المشاركين وطلب منهم تحديد فيما إذا كانت تمثل صوراً سلبية أم إيجابية. فمثلاً إذا كانت الصورة لهريرة محببة فيفترض أن يقوم بالضغط على زر "ايجابي Positive" وإذا كانت الصورة لديدان على لحوم متعفنة، فيفترض به أن يقوم بالضغط على زر "سلبي " Negative. وكان عدد كبير من البحوث قد أثبت مدى قوة تأثير الذاكرة الكامنة في تسريع اكتساب القدرة على تصنيف الصور مع أن العقل الواعي لا يعي ما يراه، يحدث تأثير الذاكرة الكامنة عندما تومض كلمة بسرعة (فلاش) على شاشة الكومبيوتر إلى درجة أن عقلك الواعي لا يتمكن من إدراكها لكن العقل اللاواعي يدركها وإذا طلب منك أن تخبر عما رأيت فإنك لن تكون قادراً على ذلك. لكن عميقاً في عقلك اللاواعي ترى الكلمة وتعالجها، في الدراسات التي تناولت تأثير الذاكرة الكامنة، نجد دائماً أن الناس الذين سبق لهم أن تعرضوا لذاكرة جزئية مرتبطة بصورة تكون قدرتهم أسرع في التعرف إليها. فمثلاً لو ومضت كلمة "سعيد" قبل صورة الهريرة مباشرة ستقوم بالضغط على زر "إيجابي" بشكل أسرع مما لو ومضت كلمة "قبيح" قبل صورة الهريرة وذلك لأن الذاكرة الكامنة حول كلمة سعيد تجهز عقلك لمشاهدة أشياء سعيدة." وكل ما سبق من الكلام هو عن الذاكرة العادية وهى ذاكرة الماضى التى لا يعرف البشر سواها وحدثنا عن تجارب أخرى لا علاقة لها بالمستقبل وإنما بالتخمين والتنبؤ وليس علما بالمستقبل فالعلم دوما يكون صحيحا وإما التخمين فغالبا ما يكون خاطئا والقليل هو الصحيح فقال : " قام بيم في دراسته للذاكرة الكامنة ذات الأثر الرجعي ببساطة بعكس التسلسل الزمني وذلك عن طريق ومض الكلمة بعد تعرف الشخص على الصورة حيث تظهر صورة هريرة ثم يقرر المشترك فيما إذا كانت إيجابية أو سلبية ومن ثم تعرض عليه كلمة سلبية أو إيجابية. وأظهرت النتائج أن الناس كانوا أسرع في التعرف على الصور عندما أتبعت بكلمة سبق أن كانت جزء من الذاكرة الكامنة ( Primed) ، لذلك لن يقوم المشترك بتصنيف الصورة بشكل أسرع فقط حينما تسبقها كلمة طيبة ولكن أيضاً سيصنفها بشكل أسرع من أن تلحقها كلمة طيبة، كما لو أن أدمغة المشاركين لحظة إنشغالهم في تصنيف الصور تعلم عن الكلمة القادمة ستأتي وهذا ما يلعب دور في قرارهم" وتحدث غزال عن دراسات أخرى ولكنها تتحدث عن توقع المستقبل وهو تخمين وليس عن العلم بالمستقبل فقال : "حجم الأثر وقيمة الدراسة ما ذكر أنفاً لم يكن سوى مثالين عن الدراسات التي أجراها بيم، لكن دراسات اخرى أظهرت أنها تملك "آثاراً رجعية" مشابهة حيث تشير النتائج بوضوح إلى أن الأشخاص الذين لا يمتلكون ما ندعوه بالشفافية أو قدرات تتخطى الإدراك الحسي المعروف يكون لديهم على ما يبدو قدرة على توقع الأحداث في المستقبل." وطرح غزال أسئلة وأجاب عنها وقرر أن بين نفسه لم يزعم العلم بالمستقبل وإنما العملية كلها تدور عن الاحتمالات وهو نفسه التخمين فقال : "وهنا يبرز سؤال: ما هو حجم هذا الفرق؟ هل هي دراسة عن اختبار قد حدث، أو أن يكون التعرض لكلمة بعد تصنيف صورة أثر ملحوظ أم أنه لا يعد إلا تحسن ضئيل في الأداء؟ بالأساس نتكلم عن "حجم الأثر"، وفي الواقع حجم تلك المؤثرات صغير في دراسات بيم فهي لا تشكل إلا ارتفاعاً طفيفاً عن الصدفة (قانون الإحتمالات) ومع ذلك يوجد لدينا عدة أسباب تمنعنا عن تجاهل الأحجام الصغيرة لتلك التأثيرات، إذ أنها متناسقة للغاية." وتحدث الرجل عن نتائج الدراسات التى أثبتت اختلاف الناس فى صحة توقعاتهم فقال : أولاً - وجد بيم من خلال دراساته أن بعض الناس يظهرون آثاراً أقوى من الآخرين، على وجه الخصوص فاقت قدرة أولئك الذين لديهم جانباً من الانفتاح من أنفسهم للآخرين EXTROVERSION مرتين مقارنة مع المعدل لدى الشخص العادي، وهذا يثبت أنه لدى بعض الناس حساسية أكبر لمؤثرات بساي عن سواهم. ثانياً الحجم الضئيل للتأثيرات ليس أمراً غير شائع في تجارب علم النفس (والعلوم الأخرى أيضاً) على سبيل المثال، أظهرت دراسات بيم أن متوسط حجم تأثير يقدر بـ 0.2 (من مجال يتراوح من 0 إلى 1) وعلى الرغم من أنه صغير نسبياً فإنه كمية كبيرة أو أكبر من بعض الآثار الأخرى في التجارب مثل تأثير العلاقة بين الأسبرين والوقاية من الذبحة القلبية، أو بين تناول الكالسيوم وكتلة العظام، ومن جهة أخرى بين الدخان وصلته بسرطان الرئة، أو استخدام الواقي الذكري والوقاية من فيروس نقص المناعة البشرية (إيدز) (البوشمان وأندرسون، 2001). وكما أشار كوهين لها فإن مثل تلك الكميات الصغيرة في التأثير تكتشف عادة في المراحل الأولى من استكشاف أمر جديد، وهي اللحظة التي بدأ فيها العلماء للتو اكتشاف سبب حدوث ومتى يرجح أنه يحدث." وتحدث عن ظاهرة بساى متحدثا عن التوقعات فقال : "فيزياء الكم مثال مدهش على توقع المستقبل حتى إذا سلمنا أن " ظاهرة بساي " حقيقية، فكيف يمكن لنا تفسيرها من دون فهم كامل للزمن والفيزياء؟ في الواقع تكون تلك الآثار متناسقة جيداً مع الفيزياء الحديثة وتأخذ الزمان والمكان على محمل الجد. على سبيل المثال يعتقد آينشتاين أن الفعل المجرد في مراقبة أمر هنا قد يؤثر على أمر آخر هناك، وهي ظاهرة وصفها بأنها "فعل شبحي يحدث عن بعد". وبالمثل، أظهر علم فيزياء الكم الحديث أن جسيمات الضوء تعلم ما ينتظرها مستقبلاً وتضبط سلوكها وفقاً لذلك، على الرغم من أن الحدث المستقبلي لم يقع. على سبيل المثال، في تجربة الشق المزدوج Double Split Experiment الكلاسيكية اكتشف الفيزيائيون أن جسيمات الضوء تستجيب بشكل مختلف عندما تتم مراقبتها، لكن في عام 1999 دفع الباحثون تلك التجربة إلى أقصى إمكانياتها متسائلين: "ماذا لو حدثت المراقبة بعد نشر جسيمات الضوء؟! ". ومما يدعو للدهشة حقاً أن الباحثين وجدوا الجسيمات وقد تصرفت بنفس الطريقة كما لو أنها كانت على علم بأنها على وشك أن تراقب في المستقبل مع أن تلك المراقبة لم تحدث بعد!. يبدو أن هذه الآثار الزمنية المراوغة تتناقض مع ما نعتقده بأنه جزء من المسلمات (الحس المنطقي السليم) حتى أن محاولة فهمها تصيب المرء العادي بالصداع، لكن الفيزيائيين عليهم قبولها كما هي. وهذا يذكرنا بقول دكتور تشياو وهو عالم فيزياء من جامعة بيركلي حيث قال ذات مرة عن ميكانيك الكم:"انه مناقض تماماً لتوقعاتنا وخارج عن تجربتنا اليومية، لكن نحن (الفيزيائيون) علينا الإعتياد عليه"." وما تحدث عنه غزال هنا هو جنون فكيف تعلم جسيمات الضوء أنها مراقبة فتغير سلوكها؟ هل نحن أصبحنا داخل الجسيمات وعلمنا بما تفكر فيه ونعمله كلام لا يمت للعلم بصلة وإنما للخرافة العالم الوحيد بالمخلوقات وما يدور داخلها هو الله كما قال : " ألا يعلم من خلق وهو اللطيف الخبير" وتحدث عن الزمن والتصور الإنسانى عن كونه خطى أى متتابع ورفضه لذلك فقال : "ومع أن الزمن خطي Linear بالنسبة للبشر لكن هذا لا يعني بالضرورة أنه كذلك، وعلينا كعلماء جيدين أن لا نترك المعتقدات والإنطباعات المسبقة تترك تأثيراُ على ما نقوم بدراسته من علوم حتى لو كانت تعتبر عن إفتراضاتنا الأساسية (البديهيات) عن كيفية عمل الزمان والمكان (الزمكان)." بالطبع كلام كلام النظريات غير واقعى ولا يمت للحقيقة بصلة لأنه نظريات مبنية للأسف على ظنون لا يثبتها شىء فلا أحد دخل الجسيمات والذرات ولا أحد ذهب للأفلاك ولا المجرات ومن تكلموا تكلمون دون أن يروا شىء ولعب غزال على وتر أن الكثير من المخترعات والاكتشافات كانت خيالا ثم تحققت وأنه يمكن العلم بالمستقبل فى المستقبل فقال : "واقع أم خيال علمي؟ إن عمل د. بيم أثار أفكاراً كما يفترض بأن يقوم به العلم الجيد والمبني على الدقة المتناهية، فطرح أمامنا أسئلة أكثر من إجابات، فلو جمدنا معتقداتنا حول الزمن وقبلنا بأن الدماغ قادر على الوصول إلى المستقبل فإن السؤال القادم سيكون: "كيف تسنى له فعل ذلك؟ "، وفقط لأن التأثير بدا لنا "خارقاً للطبيعة" لا يعني بالضرورة أنه كان السبب. حيث اعتبرت العديد من الاكتشافات العلمية في وقت ما خارجة عن أرض الواقع وتناسب أكثر الخيال العلمي (مثال على ذلك: الأرض كروية، العضويات التي ترى بواسطة المايكروسكوب). ويوجد حاجة للبحوث المستقبلية لاكتشاف الأسباب الفعلية لتلك التأثيرات في الدراسات. - وعلى غرار العديد من الاكتشافات غير المألوفة في العلوم فإن نتائج بيم سيكون لها تأثير عميق على ما نعرفه، وعلينا تقبلها كحقيقة، لكن قد لا تكون تلك الآثار مفاجأة كبيرة بالنسبة للبعض منكم، لأنه في مكان ما عميق في داخلكم علمتم أنكم ستقرئون عنه هذا اليوم." وهذا الكلام يصح فى حالة عدم وجود نصوص فى الوحى الإلهى تبين استحالة علم البشر وغيرهم كالجن بالغيب كما قال تعالى : " إنما الغيب لله " وقال : " تبينت الجن أن لو كانوا يعلمون الغيب ما لبثوا فى العذاب المهين" وحتى التوقع الذى يبدو صحيحا طلب الله من الإنسان فيه أن يقول إن شاء الله فنحن كبشر كل منا له عمل وهو يعرف أنه يؤديه يوميا بشكل متكرر وفى الغد سيتكرر ولكن تطرأ ظروف ليست فى قدرة الإنسان منعها توقفه عن العمل فى يوم ما مثل المرض أو موت قريب أو عزيز أو حتى معركة لا ناقة له فيها ولا جمل فى طريق عمله توقفه ليفضها أو حتى يتفرج عليها ولذا يجب على الإنسان أن يقول عند إرادة عمل فى الغد: " ولا تقولن لشىء إنى فاعل ذلك غدا إلا أن يشاء الله" | |
|