رضا البطاوى
عدد المساهمات : 3257 نقاط : 9667 السٌّمعَة : 0 تاريخ التسجيل : 16/07/2011
| موضوع: نظرات فى كتاب الروح الخميس أكتوبر 26, 2023 5:55 am | |
| [size=24]نظرات فى كتاب الروح المؤلفة ياسمين عبد الكريم وهو يدور حول مسألة الروح وماهيتها وما يجرى لها وقد عرفتها نفس التعريف القديم بكونها سر الحياة فقالت : "الروح عبارة عن مصطلح ذو طابع ديني وفلسفي يختلف تعريفه وتحديد ماهيته في الأديان والفلسفات المختلفة، لكن هناك إجماع على أن الروح عبارة عن "ذات" قائمة بنفسها وبأن حضورها في الكائن هو ما يميز الحياة فيه كائن حي و ذات طبيعة معنوية غير ملموسة." وتحدثت عن اعتبار البعض الروح مادة أثيرية فقالت : "والبعض يعتبر الروح مادة أثيرية أصلية من الخصائص الفريدة للكائنات الحية، واستناداً إلى بعض الديانات والفلسفات فإن الروح مخلوقةً من جنسٍ لا نظير له في عالم الموجودات وهو أساس الإدراك والوعي والشعور." وهذا كلام ليس عليه دليل ثم تحدثت عن اختلاف الروح عن النفس فقالت: "وتختلف الروح عن النفس بحسب الاعتقادات الدينية فالبعض يرى النفس هي الروح والجسد مجتمعين ويرى البعض الآخر إن النفس قد تكون أو لا تكون خالدة ولكن الروح خالدة حتى بعد موت الجسد." والقرآن ليس فيه ذكر للروح على أنها سر الحياة وإنما سر الحياة فيه هى النفس فهى التى تحيى وتموت كما قال تعالى : " كل نفس ذائقة الموت" وتحدثت عن عقيدة التناسخ الكفرية فقالت: "البعث والتناسخ تختلف المعتقدات الدينية في المسار الذي تسلكه الروح بعد الموت ففي الأديان السماوية تبقى الروح في عالمها (البرزخ) إلى حين بعثها مجدداً في جسدها القديم يوم القيامة، ثم تحاسب النفس وترسل لتعاقب في الجحيم أو تثاب في الفردوس الموعودة للمؤمنين، وبعض الطوائف تؤمن أن الأرواح تلازم أفنية قبورها خلال مكوثها في عالم البرزخ، وقال مجاهد بن جبر وهو أمام وفقيه إسلامي أن الأرواح تكون على أفنية القبور سبعة أيام من يوم دفن الميت لا تفارق ذلك والله أعلم." وما قيل فى الفقرة السابقة كله أوهام تخالف كتاب الله فالنفس التى يسمونها الروح تدخل الجنة أو النار فى السماء الحالية عقب وفاتها كما قال تعالى : الذين تتوفاهم الملائكة ظالمى أنفسهم فألقوا السلم ما كنا نعمل من سوء بلى إن الله عليم بما كنتم تعملون فادخلوا أبواب جهنم خالدين فيها فلبئس مثوى المتكبرين" وقال : "الذين تتوفاهم الملائكة طيبين يقولون سلام عليكم ادخلوا الجنة بما كنتم تعملون" والجنة والنار الموعودتين الحاليتين فى السماء كما قال تعالى : " وفى السماء رزقكم وما توعدون" وتحدثت عن معتقدات الكفار فقالت: "بينما في بعض الأديان الأخرى تسلك الروح دورة حياة جديدة فتودع في جسد جنين مختلف يخرج إلى الدنيا حتى أنه يمكن أن يكون من طبيعة مختلفة من حيوان أو نبات كما نجد ذلك في معتقدات تناسخ الأرواح التي نراها في الدين الهندوسي، ويمكن لها أن ترتقي في الفردوس العلوي أو ينحط قدرها لتكون في شقاء ومرتبة متدنية من حيوان أو نبات كالزواحف أو الحشرات. الروح في المعتقدات الدينية: 1 - في معتقدات قدماء المصريين كان قدماء المصريين يؤمنون بخلود الروح و بأن روح الإنسان مكونة من 7 أقسام: - رين: هو مصطلح قديم يعني الاسم الذي يطلق على المولود الجديد. - سكم: وتعني حيوية الشمس. - با،: وهو كل ما يجعل الإنسان فريدا وهو أشبه بمفهوم شخصية الإنسان. - كا: ويمكن أن تمثل النفس أو الروح وهي القوة الدافعة لحياة الإنسان وحسب الإعتقاد فإن الموت هو نتيجة مفارقتها للجسد وتمثل عادة كطائر، وعليها أن تعثر على الجسد المتوفى وإلا سيفنى الجسد للأبد ولن يتحقق له الخلود بعد التحنيط. (كما في الصورة المبينة). - آخ: وهو بمثابة الشبح الناتج من اتحاد كا وبا بعد الموت - آب: وهو "قطرة من قلب الأم". - شوت أو خيبيت وهو ظل الإنسان." ومعتقد المصريين القدامى عن وجود البعث والجزاء يناقض القرآن فى أن المصريين المذكورين فى القرآن كقوم فرعون كانوا كفرة مكذبين بهم كما قال تعالى : "وقال فرعون ذرونى أقتل موسى وليدع ناديه إنى أخاف أن يبدل دينكم أو أن يظهر فى الأرض الفساد وقال موسى إنى عذت بربى وربكم من كل متكبر لا يؤمن بيوم الحساب" وحتى من عاش معهم يوسف(ص) والذى قال فيها: "قال لا يأتيكما طعام ترزقانه إلا نبأتكما بتأويله قبل أن يأتيكما ذلكما مما علمنى ربى إنى تركت ملة قوم لا يؤمنون بالله وهم بالآخرة هم كافرون" وتحدثت عن المعتقد الهتدوسى وهو معتقد الغرض منه نفى المسئولية عن الإنسان فقالت: 2 - في المعتقد الهندوسي يؤمن الهندوسيين بمبدأ التوافق واستمرار تناسخ الأرواح حتى الخلاص وهي ديانة تحرم أكل ذوات الأرواح. وحسب المعتقد الهندوسي هناك كينونة خالدة للكائنات الحية وهي جيفا Jiva : وتعتبر مرادفة لروح وليست مرتبطة بالجسد أو أي قيمة أرضية أي أنها من نسب علوي. وهناك مصطلح هندوسي أخر ويدعى مايا: وهي شبيه لنفس في بعض الديانات وليست خالدة ولها ارتباط وثيق بالحياة اليومية. يعتقد الهندوسيين أن الجيفا منذ الأزل تمر في عدة تناسخات وقد تنتقل من المعادن إلى النباتات ثم إلى الحيوانات وتكون الأفعال هي التي تحدد الكائن الأحق الذي ينتقل إليه الجيفا بعد فناء الكائن السابق وتكمن الطريقة الوحيد لتخلص من دورة التناسخات بالوصول لمرحلة موشكا والتي هي شبيهة بمرحلة النيرفانا بالبوذية. وهناك مصطلح آخر في الهندوس قريب من مفهوم الروح وهي أتمان Atman : وهي الجانب الخفي أو الميتافيزيقي في الإنسان , و يعتبره بعض المدارس الفكرية الهندوسية أساس الكينونة , ويمكن اعتبار أتمان كجزء من البراهما أو جزء من الخالق الأعظم داخل كل إنسان. هناك اختلاف وجدل عميق بين الهندوسيين أنفسهم حول منشأ وغرض الروح , وينقسمون إلى طائفتان: 1 - الموحدون من الهندوس (أدفايدا): يعتقدون أن الروح ستتحد في النهاية مع الخالق الأعظم. 2 - غير الموحدون من الهندوس (دفايتا): الروح لا صلة له على الإطلاق بالخالق الأعظم وأن الخالق لم يخلق الروح ولكن الروح تعتمد على وجود الخالق." بالطبع التناسخ وهو حلول الروح فى إنسان وحيوان ونبات وجماد حسب عمله هو خرافة الغرض منها نفى المسئولية عن الإنسان ونفى الحساب الأخروى وهى تتنافى مع حقيقة خلقنا من إنسان واحد لأنها تؤدى بنا إلى أن آدم (ص)حل فى كل هذه الأجساد عبر العصور وعبر الأماكن المختلفة وأنه كافر ومسلم وهو من اخترع كل الأديان واخترع كل الآثام فلكى يصح التناسخ لابد ألا يكون هناك آدم (ص) واحد وإنما عدة منه بكى يكون كل واحد على دين من أديان البشرية الكافرة وتحدثت عن المعتقد البوذى الكافر بالبعث والحساب الأخروى فقالت: 3 - في المعتقد البوذي في العقيدة البوذية يكون كل شيء في حالة حركة مستمرة وإن الاعتقاد بان هناك كينونة ثابتة أو خالدة على هيئة الروح هو عبارة عن وهم يؤدي بالإنسان إلى صراع داخلي واجتماعي وسياسي. ويقسم البوذيين الكائنات الحية إلى خمسة مفاهيم: 1 - الهيئة الجسمانية. 2 - الحواس. 3 - الإدراك. 4 - الضمير. 5 - الكارما أو الأفعال. وهذه الأجزاء الخمسة يمكن اعتبارها مرادفة لمفهوم الروح وعليه فإن الإنسان هو مجرد اتحاد زمني طارئ لهذه المفاهيم , وإنه من الخطأ التصور بوجود "أنا ذاتية"، وجعلها أساس جميع الموجودات التي تؤلف الكون فالهدف الأسمى حسب البوذية هو التحرر التام عبر كَسر دورة الحياة والانبعاث، والتخلص من الآلام والمعاناة التي تحملها. وبما أن الكارما هي عواقب الأفعال التي يقوم به الأشخاص، فلا خلاص للكائن ما دامت الكارما موجودة. عند وفاة الإنسان فإن الجسد ينفصل عن الحواس، الإدراك، الكارما والضمير وإذا كانت هناك بقايا من عواقب أو صفات سيئة في هذه الأجزاء المنفصلة عن الجسد فإنها تبدأ رحلة للبحث عن جسد لتتمكن من الوصول إلى التحرر التام عبر كَسر دورة الحياة والانبعاث وحالة التيقظ التي تخمُد معها نيران العوامل التي تسبب الآلام كالشهوة ,الحقد والجهل, ويسمي البوذيون هذا الهدف النيرفانا." وقطعا لا وجود لتلك الأجزاء فى الروح وهو معتقد مماثل للتناسخ الهندوسى حيث أن بوذا حل فى 24 جسد أو أكثر وتحدثت عن الدين اليهودى مبينة أنه لا يعرف الروح فقالت: 4 - في المعتقد اليهودي لا يوجد في التوراة توصيف دقيق لـ "الروح"، لكن في سفر التكوين نجد أن الخالق خلق الإنسان من غبار الأرض ثم نفخ في انف الإنسان ليصبح مخلوقا حياً. وقد أنقسم إيمان اليهود إلى قسمين: - الفريسيون الذين يؤمنون بالروح والقيامة والملائكة. - الصديقيون الذين لا يؤمنون بالروح ولا القيامة ولا الملائكة. وقال الفيلسوف اليهودي سعيد ابن يوسف الفيومي: " أن الروح هي ذلك الجزء من الإنسان المسؤول عن التفكير والرغبة والعاطفة "، وهناك تشابه كبير بين هذا الوصف وتقسيم فرويد للاوعي الذي أنقسم إلى الأنا السفلى والذات والأنا العليا واستنادا إلى كتاب كابالا المفسر لكتاب التوراة فإن الروح تنقسم إلى ثلاث أقسام: - نفيش: الطبقة السفلى من الروح وترتبط بغرائز الإنسان الجسدية وهو موجود من لحظة الولادة. - روخ: الطبقة الوسطى من الروح والمسؤولة عن التمييز بين الخير والشر وتنظيم المبادئ الأخلاقية. - نيشامه: هي الطبقة العليا من الروح المسؤولة عن تميز الإنسان عن بقية الكائنات الحية. ويعتقد اغلب اليهود أن أرواحهم تتميز عن باقي الأرواح وذلك لأنها جزء من خالقهم مثل الابن جزء من والده وأن الأرواح الغير يهودية هي أرواح شيطانية وشبيهة بأرواح الحيوانات كما أنهم يعتقدون بأن الروح مطابقة لصورة الجسد أي أنها تتخذ هيئته." وقطعا كل هذا تخريف فالروح وهى النفس تتركب من الشهوات والبصيرة وهى العقل والإرادة التى تختار اتباع أحدهما وتحدثت عن الدين النصرانى فقالت: 5 - في المعتقد المسيحي تعتبر الروح بمثابة الكينونة الخالدة للإنسان وأن الخالق الأعظم بعد وفاة الإنسان إما يكافئ أو يعاقب الروح وقد ذكرت كلمة الروح على لسان المسيح في العهد الجديد من الكتاب المقدس حيث شبهها برداء رائع أروع من كل ما كان يملكه سليمان و يجزم المسيحيين أن الروح خالدة حتى بعد الموت وأن الجسد هو الذي يفنى وقد ورد في الكتاب المقدس: " الروح هو الذي يحيي أما الجسد فلا يفيد شيئًا، الكلام الذي أكلمكم به هو روح وحياة " (يوحنا 11 - 13) " لا تخافوا من الذين يقتلون الجسد ولكن النفس لا يقدرون أن يقتلوها بل خافوا بالحري من الذي يقدر أن يهلك النفس والجسد كليهما في جهنم " (أنجيل متى 28:10 - أنجيل لوقا 5,4:12). " من يزرع لجسده فمن الجسد يحصد فساداً ومن يزرع للروح فمن الروح يحصد حياة أبدية " (رسائل بولس 8:6) - وهناك جدل كما في باقي الأديان عن ماهية الروح فالبعض يعتقد إنها موجودة قبل ولادة الإنسان وعند الولادة يقوم الخالق بإعطاء الروح إلى الجسد بينما يعتقد البعض الآخر أن روح الإنسان تنتقل كمزيج من روح الوالدين وأن آدم هو الشخص الوحيد الذي خلقت روحة مباشرة من الخالق. لكن هناك أجماع في المسيحية وهو أن الوصول لمعرفة ماهية الروح من الأمور المستحيلة. - وقد قال المفكر المسيحي (أورليس) أن الروح عبارة عن مادة خاصة وفريدة غرضها التحكم في الجسد. - ويرى طائفة شهود يهوه أن الروح مطابقة لكلمة نفيش العبرية والتي حسب تصور الجماعة مشتقة من التنفس أي أن نفخ الخالق للروح في جسم أي كائن يجعل هذا الكائن متنفساً. - وهناك بعض من الناس ممن يعتقد إن الروح تذهب إلى حالة من السبات لحين يوم الحساب." والمستنتج مما قالته أن معرفة ماهية الروح مستحيلة فى النصرانية وأخيرا تعرضت لأقوال الفقهاء المسلمين فقالت: 6 - في المعتقد الإسلامي تنسب الروح إلى ذات " الله" العليا وهي جسم نوراني أو طاقة عليا ويعتقد البعض أنها خالدة وهي أمر الله الذي يبث الحياة في الجسد بينما يعتقد آخرون أن الروح تموت وتذوق الموت لأنها نفس وكل نفس ذائقة الموت. لكن هناك خلاف حول طبيعة الروح والنفس فهي علاقة معقدة فكثير ما يدخلها الغلط والخلط ويشار أحياناً إلى الروح على أنها نفس مما يسبب غموض فهناك من يعتقد أن الروح هي النفس وهناك من يعتقد أن الروح مختلفة عن النفس ويعرف ابن تيمية الروح بقوله أنها الروح المدبرة للبدن التي تفارقه بالموت وهي الروح المنفوخة فيه، وهي النفس التي تفارقه بالموت. - وقد أتفق أجماع العلماء على أن الروح من عالم الأمر الذي يتعلق بصفات الله وغير خاضعة للمكان والزمان و الروح تنتمي لهذا العالم وأن النفس هي المسيطرة التي تحث على الخير والشر وهي التي تُعاقب أو تُثاب وأحياناً تطلق النفس على البدن أو على الشخص بحد ذاته. - وقد ذكرت الروح في القرآن الكريم في عدة مواضع: " ويسألونك عن الروح قل الروح من أمر ربي وما أوتيتم من العلم إلا قليلاً " (الإسراء -85) تؤكد هذه الآية صعوبة فهم ماهية الروح على عقول البشر وبأنها أمر يختص به الله وحده. وعن خلق آدم نجد: " فإذا سويته ونفخت فيه من روحي فقعوا له ساجدين " (الحجر - 29) و (ص - 72). وهنا يتبين أن روح المخلوق هي من روح الله. وأيضاً: " ولا تيأسوا من روح الله إنه لا ييأس من روح الله إلا القوم الكافرون " وردت في هذه الآية كلمة روح الله ولا يعرف المقصد الحقيقي منها قال بعض المجتهدين بالتفسير: يقصد روح ذات الله لأن من يأس قد أنكر الله وبهذا يكون قد كفر وقال البعض الأخر أن المقصود من الروح هنا هي الرحمة أو الكلمة. الروح والنفس فرق بعض علماء المسلمين بين الروح والنفس وقالوا: بأن الروح هي أمر من الله تعالى، وهي بمثابة سر الحياة وهي تختلف في ماهيتها عن النفس بينما النفس هي التي تثاب وتعاقب وتتألم وتنقسم إلى 3 أنواع: 1 - النفس المطمئنة. 2 - النفس اللوامة. 3 - النفس الأمّارة. الروح في الملائكة تعتبر الملائكة رسل الله وجنده لتنفيذ إرادته في الكون وقد يشار إليها في عدة مواضع من القرآن الكريم بكلمة "الروح" التي قد تعني كياناً منفصلاً او ملكاً من كبار الملائكة ويرجح أنها تشير إلى جبريل الذي قد توكل إليه مهمة نفخ الروح وإيصال رسالة الله إلى الإنبياء كما في الآيات: " فاتخذت من دونهم حجابا فأرسلنا إليها روحنا فتمثل لها بشرا سويا * قالت إني أعوذ بالرحمن منك إن كنت تقيا * قال إنما أنا رسول ربك لأهب لك غلاما زكيا * قال أنى يكون لي غلام ولم يمسسني بشر ولم أك بغيا " (مريم - 17 إلى 20) حيث أتى ملاك لينفخ الروح (يلقي كلمة الله) في رحم العذراء مريم عليها السلام لكي تصبح حاملاً بالمسيح أو عيسى عليه السلام. ويفسر بعض العلماء أن كلمة "روحنا " يقصد منها روح الملائكة، لأن الملائكة هي رسل الله وبأن لها روح ولهذا وصفت بـ "الروح". ونجد أيضاً كلمة الروح في الآيات التالية والتي يقصد منها أحد الملائكة الكبار (جبريل): " نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الأَمِينُ " (الشعراء - 193) " رَفِيعُ الدَّرَجَاتِ ذُو الْعَرْشِ يُلْقِي الرُّوحَ مِنْ أَمْرِهِ عَلَى مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ لِيُنْذِرَ يَوْمَ التَّلاقِ " (غافر - 15) " يَوْمَ يَقُومُ الرُّوحُ وَالْمَلائِكَةُ صَفًّا لا يَتَكَلَّمُونَ إِلا مَنْ أَذِنَ لَهُ الرَّحْمَنُ وَقَالَ صَوَابًا " (النبأ - 38) وكما يختص حبريل في نفخ الروح فإن ملك الموت يختص بقبضها عند الموت كما نجد في الآية التالية: " قُلْ يَتَوَفَّاكُمْ مَلَكُ الْمَوْتِ الَّذِي وُكِّلَ بِكُمْ ثُمَّ إِلَى رَبِّكُمْ تُرْجَعُونَ " (السجدة - 11) الروح في الجن يؤمن المسلمون بالجن كمخلوقات روحية خارقة لطبيعة تملك روح وهي عاقلة ومكلفة كما الإنسان وقد ثبت عند المسلمين وجود الروح فيه حسب دينهم وأنهم يستطيعون التجسد والتزاوج مع البشر. وهناك من يقول أن الجن لها روح فقط بدون جسد وآخرون يقولون أن الجن لها جسد وروح وأن جسدها مخلوق من نار. مكان الروح قبل الحياة اختلف الناس بكون الروح كانت موجود قبل الجسد أو العكس. - يقول ابن القيم (1292 - 1349) وهم من أهم علماء الدين الإسلامي: " لو كان لروح وجود قبل البدن وهي حية عالمة ناطقة لكانت ذاكرت لذلك في هذا العالم شاعرة به ولو بوجه عام، ومن الممتنع أن تكون حية عالمة ناطقة عارفة بربها وهي ملأ من الأرواح ثم تنتقل إلى هذا بدون أن تذكر ولا تشعر بحالها قبل ذلك بوجه ما ". - ويقول بعض الناس أن الأرواح كانت مخلوقة في عالم قبل هذا العالم يدعى عالم الذر، وفي القرآن الكريم نجد: وإذ أخذ ربك من بني آدم من ظهورهم ذريتهم وأشهدهم على أنفسهم ألست بربكم قالوا بلى شهدنا أن تقولوا يوم القيامة إنا كنا عن هذا غافلين " (الأعراف - 172)، أقرا عن عالم الذر." وتلك الأقوال المنقولة من هناك وهناك هى تفسيرات البشر فالروح فى القرآن لا علاقة لها بسر الحياة التى هى النفس إن لفظ الروح يطلق فى الوحى على عدة معانى : 1-رحمة الله كما فى قوله تعالى بسورة يوسف "ولا تيأسوا من روح الله إنه لا ييأس من روح الله إلا القوم الكافرون "وقوله بسورة النساء "وكلمته ألقاها إلى مريم وروح منه "وقوله بسورة المجادلة "وأيدهم بروح منه"أى بنصر منه أى بجند من رحمته 2-الوحى كما بقوله بسورة الإسراء "ويسألونك عن الروح قل الروح من أمر ربى وما أوتيتم من العلم إلا قليلا "ويفسره قوله بسورة النحل "ينزل الملائكة بالروح من أمره على من يشاء من عباده"وقوله بسورة غافر "يلقى الروح من أمره على من يشاء من عباده "وقوله بسورة الشورى "وكذلك أوحينا إليك روحا من أمرنا " 3- جبريل (ص)وهو رسول الله كما فى قوله بسورة مريم "فأرسلنا إليها روحنا "وقوله بسورة القدر "تنزل الملائكة والروح فيها "وقوله بسورة الشعراء "نزل به الروح الأمين "ولم يأت لفظ الروح بالمعنى المشهور حاليا وهو النفس أى سر الحياة فى الوحى . ماهية الروح حقيقة الروح وهى ما يسمونه سر الحياة هو الكلام سواء كان قولا أى رمزا فالكلام ينقسم لأقوال ورموز أى إشارات مصداق لقوله تعالى بسورة آل عمران "قال آيتك ألا تكلم الناس ثلاثة أيام إلا رمزا " فالكلام هو الشىء الوحيد الخفى فى الإنسان فكل منا يكلم نفسه طوال الوقت عدا وقت النوم الذى يتوفى فيه الله النفس وهى الروح ثم يعيدها عند الإستيقاظ وفى هذا قال تعالى بسورة الزمر "الله يتوفى الأنفس حين موتها والتى لم تمت فى منامها فيمسك التى قضى عليها الموت ويرسل الأخرى إلى أجل مسمى "فالإرسال هو الإعادة والإستيقاظ هو الأجل المسمى الذى لا ترجع بعده النفس فالملاحظ هو أن الشىء الوحيد الذى يختفى من الإنسان عند نومه هو الكلام الروح والجسد : الروح وهى النفس تركب فى الجسد بعد خلق الله له بدليل أن الله سوى جسد آدم (ص)أولا ثم نفخ فيه النفس وهى الروح من روحه وهى رحمته وفى هذا قال تعالى بسورة ص "فإذا سويته ونفخت فيه من روحى فقعوا له ساجدين "وهذا يعنى أن جسد الإنسان أقدم وجودا من روحه وأما عند الموت فإن الله يمسكها عنده بمعنى يدخلها الجنة أو النار فى البرزخ والجسد الظاهر لنا يتحول إلى تراب وفى هذا قال تعالى بسورة الزمر "الله يتوفى الأنفس حين موتها والتى لم تمت فى منامها فيمسك التى قضى عليها الموت ويرسل الأخرى إلى أجل مسمى "وقطعا النفس عندما تدخل الجنة أو النار يركبها الله فى جسم حتى تحس اللذة والألم وكذا الحال فى يوم القيامة بعد الموتة الثانية وفى هذا قال تعالى بسورة التكوير "وإذا النفوس زوجت" والمراد وإذا الأرواح ركبت فى الأجسام والجسم وسيلة للإحساس باللذة أو بالألم وليس هو الملتذ أو المتألم لأن التلذذ والتألم للنفس لأنها المحاسبة مصداق لقوله تعالى بسورة المدثر "كل نفس بما كسبت رهينة " تحضير الأرواح : من الخرافات الشهيرة قدرة بعض الناس على استحضار أرواح الموتى وهو محال لأن الله حرم على الهلكى وهم الموتى العودة للحياة فقال بسورة الأنبياء "وحرام على قرية أهلكناها أنهم لا يرجعون "كما فصل الله بين عالم الموتى وعالم الأحياء فقال بسورة آل عمران "وتخرج الحى من الميت وتخرج من الحى "والمراد وتفصل العائش عن الفانى وتفصل الفانى عن العائش و لا اتصال بين عالم الأحياء وعالم الأموات من جانب الناس فيهما. ثم تحدثت عن لآاء لبعض الأفراد فى مستقر الروح فقالت: "أفكار شخصيات وطوائف حول مستقر الروح - ... قال صفوان بن عمرو: سألت عامر بن عبد الله أبا اليمان هل لأنفس المؤمنين مجتمع فقال إن الأرض التي يقول الله تعالى: " ولقد كتبنا في الزبور من بعد الذكر أن الأرض يرثها عبادى الصالحون "، قال هي الأرض التي يجتمع إليها أرواح المؤمنين حتى يكون البعث وقالوا هى الأرض التي يورثها الله المؤمنين في الدنيا ". - وقال كعب: أرواح المؤمنين عليين في السماء السابعة وأرواح الكفار في سجين في الأرض السابعة تحت جند إبليس. - وقال سلمان الفارسي: أرواح المؤمنين في برزخ من الأرض تذهب حيث شاءت، وأرواح الكفار في سجين، وفي لفظ عنه نسمة المؤمن تذهب في الأرض حيث شاءت. - وقالت بعض الناس هم بفناء الجنة على بابها يأتيهم من روحها ونعيمها ورزقها. - روى عن جماعة من الصحابة والتابعين أرواح المؤمنين بالجابية وأرواح الكفار ببرهوت بئر بحضرموت. - وقال أبو عمر بن عبد البر في شرح حديث ابن عمر أن أحدكم إذا مات عرض عليه مقعده بالغداة والعشى إن كان من أهل الجنة فمن أهل الجنة وإن كان من أهل النار فمن أهل النار يقال له هذا مقعدك حتى يبعثك الله إلى يوم القيامة قال وقد استدل به من ذهب إلى أن الأرواح على أفنية القبور. وقد قسم علماء المسلمون المجتهدين مستقر الأرواح بعد خروجها من الجسد بحسب رتبتها: 1 - ... أرواح الأنبياء: تقع أرواح الأنبياء في أعلى عليين مستدلين بأخر كلمة قالها محمد صلى الله عليه وسلم:" اللهم الرفيق الأعلى". 2 - ... أرواح الشهداء الذين يقتلون: يعيشون في عالم موازي لعالمنا ويرزقون وتأوي إلى قناديل معلقة بالعرش. 3 - ... وقال محمد صلى الله عليه وسلم في الشهداء: " أرواحهم في جوف طير خر لها قناديل معلقة بالعرش تسرح في الجنة حيث شاءت ثم تأوي إلى تلك القناديل". 4 - ... أرواح المؤمنين: قيل أن أرواح المؤمنين في الجنة وهو قول الأمام الشافعي وقيل تكون في دار يقال لها الدار البيضاء في السماء السابعة. 5 - أرواح الكفار: تقع أرواح الكفر في سجين دار العذاب." وبالقطع القرآن بين أن اللنفوس التى يسمونها الأرواح بعد الموت تكون فى الجنة والنار الموعودتين فى السماء كما بينا فى أول النقد للكتاب وتحدثت عن أن كل الكائنات لها أرواح حتى ما يسمى الجمادات فقالت: "معتقدات الأرواحية هي الاعتقاد بوجود الأرواح في أي كيان حتى في الجماد أحياناً مثل الحجارة وكذلك الظواهر الطبيعية مثل الرعد والمعالم الجغرافية كالجبال والأنهار. وينقسم الاعتقاد بالروح إلى مبادئ: - مبدأ أن كل شيء بالعالم له روح: منتشر في العديد من الديانات مثل: الشنتو والهندوسية والسيخية والوثنية الجديدة و وحدة الوجود. - مبدأ الإحيائية: يقول (تيم أنجولد) أنه يركز على الكائنات الروح الفردية التي تساعد في إدامة الحياة. - مبدأ الطوطمية: تقول أن هناك مصدر يوفر الأساس للحياة مثل: الأرض أو الأسلاف. أن مصطلح الإحيائية يشر إلى أن إنتاج الحياة الحيوانية تتم من قبل روح معنوية وقد تبنا (ادوارد تايلور) مصطلح الأحياء في كتابة " الثقافة البدائية" وقد عرفها بنظرية الحركة و هذا المبدأ شائع لدى بعض الشعوب البدائية. وقد اعتبر علم الإحيائية جميع الأجسام على أنها تحتوي على روح ومعاملتهم كما أن الأجسام أرواح على نحو شبة شمولي." قطعا كل المخلوقات لها نفوس أى أرواح وتحدثت عن الروح عن الفلاسفة فقالت مبينة اختلافهم : "الروح عند الفلاسفة إن غموض الروح هو أكثر باعث للفلسفة والأسئلة وهي غير خاضعة للقياس ويرى بعض الفلاسفة أن العقل أشرف الموجودات لان جوهر العقل المطلق هو الله يليه الروح وهو أقرب إلى عنصر النور ثم النفس ثم الهواء والتراب. - واعتبر الفيلسوف الإغريقي (أفلاطون) (427 - 348 قبل الميلاد) أن الروح كأساس لكينونة الإنسان والمحرك الأساسي للإنسان وهي تتكون من ثلاث أجزاء متناغمة وهي: العقل والنفس والرغبة. - عرف (أرسطو) (384 - 322 قبل الميلاد) وهو تلميذ أفلاطون ومعلم الأسكدنر الأكبر أن الروح كمحور رئيسي للوجود ولكنه لم ير أن للروح وجوداً مستقلاً عن الجسد أو شيئاً غير ملموس يسكن الجسد ويستخدم أرسطو السكين لتوضيح فكرته قائلاً: " لو فرضنا أن للسكين روح فإن عملية القطع هي الروح، أي أن الروح هي الفعل "، ولم يعتبر أرسطو أن الروح شيئاً خالداً فمع تدمير السكين تنعدم عملية القطع. - وقال الإمام أبو بكر الباقلاني (950 - 1013) أن الروح عرض من الأعراض وهو الحياة فقط وهي غير النفس. - وقال الغزالي (1058 - 1111) أحد أهم أعلام عصره وأحد أشهر علماء الدين السنة في التاريخ الإسلامي أن الروح هي البخار اللطيف الذي يصعد من منبع القلب ويتصاعد إلى الدماغ بواسطة العروق وإلى جميع البدن فيعمل في كل موضع كسب مزاجه واستعداد عملاً وهو مركب الحياة وهذا البخار كالسراج والحياة التي قامت به كالضوء وكيفية تأثيره في البدن ككيفية تنوير السراج أجزاء البيت. - وحاول الفيلسوف الفرنسي (رينيه ديكارت) (1596- 1650) والملقب بأبي الفلسفة الحديثة إثبات أن الروح وتنظيم الاعتقاد بالروح تقع في منطقة الدماغ فهي المسؤول الأول في اعتقاده. - وقال (إيمانويل كانت) (1724 - 1804) أن مصدر اندفاع الإنسان لفهم ماهية الروح هو في الأساس محاولة من العقل للوصول إلى نظرة شاملة لطريقة تفكير الإنسان أي أن العقل يحاول تفسير كل شيء على أساس منطقي وعلمي." وتحدثت عن الروح عند الأطباء فقالت: "الروح عند العلماء يسعى العلم والطب لإيجاد تفسيرات واقعية لمظاهرالحياة في العالم الطبيعي ويعرف هذا الموقف العقلي باسم الواقعية المنهجية. وقد قامت الكثير من الدراسة العلمية المتعلقة بالروح قد شملت التحقيق في أمرها ككائن ذي معتقد إنساني أو كمفهوم يشكل استعراف وفهم حقيقية العالم بدلاً من كونها كائناً بحد ذاته. أن علماء العصر الحديث عندما يتحدثون عن الروح في السياق الثقافي والنفسي فإنهم يتعاملون من الروح على أنها مرادف شعري لـ " العقل ". ويقول (فرنسيس كريك) في كتاب (الفرضية المذهلة) أنه أخذ على عاتقة أن المرء يمكنه تعلم كل شيء معروف عن الروح البشرية والعقل ومن ثم قد يكون للعلوم العصبية صلة بفهم الإنسان لماهية الروح. وفي عام 1962 قال العالم الفيزيائي (فرانسس كوك) بأن دراسة المخ كفيلة باكتشاف مصدر إعتقاد الإنسان بوجود الروح. وقال عالم الحشرات والبيئة (إدوارد ولسن) أن الجهود في دراسة الروح يجب أن ينصب على دراسة المورثات التي تجعل الإنسان مؤمن بفكرة الروح." وهذه النقول كلها لا فائدة منها لأنها تتحدث عن مخلوق غير مرئى يخرج من الجسد عند النوم ويعود عند الصحو كما قال تعالى : "الله يتوفى الأنفس حين موتها والتى لم تمت فى منامها فيمسك التى قضى عليها الموت ويرسل الأخرى إلى أجل مسمى" وتحدقن عن وزن الروح فقالت: "وزن الروح سعى الدكتور (دنكان ماكدوجال) في القرن العشرين إلى قياس الكتلة المفقودة ظاهرياً من جسم الإنسان عند مغادرة الروح المفترضة منه ووجد أن وزن الروح في يبلغ 21 جرام من وزن الجسم ففي تجربة أجراها عام 1901 وزن (ماكدوجال) 6 مرضى كانوا في لحظات إحتضارهم بسبب مرض السل وكان من السهل نسبياً له تحديد الفترة التي تنتهي بالموت إذ لا تدوم سوى ساعات قليلة، وعند هذه اللحظة تم وضع المرضى على سرير خاص لقياس الوزن وقد توصلوا لنتائج أن الجسد خسر 21 غراماً عند مغادرة الروح له وهو متوسط الخسارة الشاملة للمرضى الستة. وقام (ماكدوجال) أيضا بقياس 15 كلاب في ظروف مماثلة لكن أغلب النتائج كانت سلبية لعدم حدوث تغير ملحوظ في الوزن لكن (مكدوجال) شكك حول تجربة الكلاب لأنه لم يعثر على كلاب تموت نتيجة أسباب طبيعية فقد ماتت الكلاب في التجربة نتيجة تسميمها المتعمد." قطعا الروح لها وزن ولكن لا يمكن معرفة وزن شىء غير مرئى والفارق بين الميت والحى فى الوزن لا يمكن أن يكون هو وزن الروح لأن هناك أمور تتوقف فى الجسد كالدماء وهو عنصر لم تأخذه تلك التجارب فى الحسبان وكذلك الهواء الداخل والطالع من الرئتين وتحدثت عن معتقد البعض بأن الروح هو مجموعة من الطاقات فقالت: "الروح والطاقة يعتقد أخصائيو العلاج بالطاقة أن الروح عبارة عن مجموعات طاقات متحدة وأن كل مرض عضوي يصيب الجسد ينجم عن انسداد في إحدى مسارات الطاقة والتي تكون متصلة مع الروح وتكون معها حقل مغناطيسي حول جسد الإنسان وإذا توفي الإنسان فأن الهالة تتقلص حتى يختفي مجال الطاقة حول الجسد، " وتحدثت عن اختلاف القوم فى مكان الروح من الجسد فقالت: "مكان الروح في الجسد حير مكان الروح العلماء والفلاسفة ولم يستطع العلم معرفة مكان الروح في الجسد، وكل باحث ينظر لمكان الروح بحسب تخصصه ومعتقده. حيث يرى علماء الأعصاب والنفس أن الروح موجودة بالدماغ والوعي ويستدلون على هذا حالة الموت الدماغي التي يعتبر المصاب فيها ميتاً رغم أن الجسم مازال توجد فيه حياة بينما يرى بعض الفلاسفة أن الروح موجودة في الجزء الأعلى من العمود الفقري المتصل بالرأس، ويرى أصحاب الرياضات الروحية أنها موجودة في منطقة السرة في وسط البطن." وقطعا الشىء الدال الوحيد على النفس هو الكلام غير المنطوق وهو يوجد فى المنطقة العليا من الرقبة[/size] | |
|