الاسلام دين السلام
الاسلام دين السلام
الاسلام دين السلام
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.



 
الرئيسيةالرئيسية  البوابةالبوابة  أحدث الصورأحدث الصور  التسجيلالتسجيل  دخولدخول  

 

 نقد الخطبة الإلهامية من أدلة صدق المسيح الموعود

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
رضا البطاوى




عدد المساهمات : 3283
نقاط : 9745
السٌّمعَة : 0
تاريخ التسجيل : 16/07/2011

نقد الخطبة الإلهامية من أدلة صدق المسيح الموعود Empty
مُساهمةموضوع: نقد الخطبة الإلهامية من أدلة صدق المسيح الموعود   نقد الخطبة الإلهامية من أدلة صدق المسيح الموعود I_icon_minitimeالجمعة يونيو 17, 2022 8:29 am

نقد الخطبة الإلهامية من أدلة صدق المسيح الموعود
المؤلف هو هانى طاهر وهو من دعاة الأحمدية وهى الفرقة التى أسسها ميرزا غلام أحمد الذى ادعى المهدية كونه المسيح المنتظر منذ حوالى قرن ونصف تقريبا في اقليم البنجاب عندما كانت الهند وباكستان دولة محتلة واحدة
الغريب في الأمر أن الفرقة أى الديانة الجديدة اعتنقت مذهب غريب وهو منع الجهاد واعتبرت نفسها الأمة المسلمة رغم أن كل المسلمين على اختلافهم ينكرون كون تلك الفرقة مسلمة وفى نفس الوقت تقريبا ظهر مذهب اللاعنف في الهندوسية على يد المهاتما غاندى والغريب أن الإنجليز عندما قرروا الخروج من الهند أعطوا السلطة لمن حرموا العنف والجهاد
ومن يتابع ما يسمى باستقلال دول آسيا وأفريقيا سيرى سياسة عجيبة من قبل المحتلين فمعظم البلاد التى استقلت هنا وهناك أعطيت السلطة فيها للسياسيين الذين لم يكونوا يحاربون المحتل وإنما من كان يشاركونه الحياة السياسية ولم يكن غريبا أن تعطى السلطة أحيانا للأقلية كما حدث مع سنجور النصرانى الذى ارتد عن الإسلام في السنغال وكذلك حدث هذا في غانا وساحل العاج وتنزانيا حيث أعطيت السلطة للنصارى من أهل البلاد رغم أن أكثرية المواطنين كانوا مسلمين
لماذا هذا الكلام رغم أنه يبدو بعيدا عن موضوع الكتاب؟
لأن حقيقة الاحتلال كانت تقوم على زرع على ألغام في كل مكان حرصا على اختلاف أهل كل بلد فيما بعد مع بعضهم وحرصا على وجود عملاء لهم يفعلون لهم ما يريدون في أى وقت ولأحدهم كلمة في استقلال مصر تلخص تلك السياسة تقول :
" خرج الإنجليز الحمر وجاء الإنجليز السمر "
وهى كلمة صادقة فما زالت كل بلادنا محتلة رغم وثائق الاستقلال والثورات المزعومة فمن يحكموننا ليسوا من المسلمين على الإطلاق وكل سياساتهم تصب في مصلحة الكفار
غلام أحمد هو عميل انجليزى زرعه القوم لاحداث فتنة بين المسلمين وتفرقتهم في الهند وقد سعوا إلى حمايته بكل السبل وهو الأخر اعترف في كتبه بسلطتهم مع أن المفروض حسب الوحى المزعوم عنده أن يكون هو السلطة المطلقة باعتبار المسيح والمهدى في نفس الوقت
هانى طاهر وهو واحد من أنشط دعاة الأحمدية في عصرنا يحدثنا عن غلام أحمد ألقى خطبة دون اعداد مسبق وهانى اعتبر أن يلقى أحدهم خطبة مرتجلة هو معجزة فقال :
"ملخص هذه المعجزة أن المسيح الموعود قد ألقى خطبة طويلة ارتجالية باللغة العربية البليغة المليئة بالمعاني من دون أي تحضير
وقد كتب المسيح الموعود عن هذه الخطبة ونشرها في حياته، وكتب أنه شاهد إلقاءها قرابة مائتي شخص، ولم يعترض على هذا القول من معاصريه أحد وهذا دليل دامغ على صحة الواقعة ثم رواها عدد من صحابته بحضور صحابة آخرين، ونشرت أقوالهم، ولم يعترض أحد، فكانت هذه شهادات إضافية لما هو دامغ."
وهو كلام لا قيمة له فهناك ألوف مؤلفة من الخطب ألقيت دون إعداد مسبق ومع هذا لم يقل أحد ما عن خطبة أنها معجزة أى أمر خارق
والعجيب أن شهود مائتى شخص للخطبة يعد شهادة دامغة على صحتها وهو كلام لا قيمة له فهناك خطب كثيرة مسجلة تلفزيونيا حضرها الملايين ولم يعتبر أحد ان حضور هذا العدد دليل على اعجاز الخطبة
ويخبرنا هانى أن غلام كتب على غلاف كتاب الخطبة أنها وحى من الله فقال :
"وقد كتب المسيح الموعود على غلاف هذه الخطبة:
"هذا هو الكتاب الذي ألهمت حصة منه من رب العباد، في يوم عيد من الأعياد فقرأته على الحاضرين، بإنطاق الروح الأمين، من غير مدد الترقيم والتدوين فلا شك أنه آية من الآيات، وما كان لبشر أن ينطق كمثلي مرتجلا مستحضرا في مثل هذه العبارات وكان الناس يرقبون طبعه رقبة يوم العيد، ويستطلعون بعيون المشتاق المريد فالحمد لله الذي أراهم مقصودهم بعد الانتظار، ووجدوا مطلوبهم كبستان مذللة أغصانه من الثمار، وإنه صنيعة إحسان الحضرة، ومطية تبليغ الناس إلى السعادة، وإنه غيث من الله بعدما أمحلت البلاد، وعم الفساد، ولن تجد لهذه المعارف في الآثار المنتقاة المدونة من الثقاة، بل هي حقائق أوحيت إلى من رب الكائنات وإنه إظهار تام، وهل بعد المسيح كتم، وهل بعد خاتم الخلفاء على السر ختم؟ وليس من العجب أن تسمع من خاتم الأئمة نكاتا ما سمعت من قبل من علماء الملة، بل العجب كل العجب أن يأتي المسيح الموعود والإمام المنتظر وحكم الناس وخاتم الخلفاء، ثم لا يأتي بمعرفة جديدة من حضرة الكبرياء، ويتكلم كتكلم العامة من العلماء، ولا يفرق فرقا بينا بين الظلمة والضياء وإني سميت هذه الرسالة: خطبة إلهامية .. وإني علمتها إلهاما من ربي وكانت آية."
وغلام هنا معترف بأن الخطبة معدة وليست ارتجالية بقوله" فقرأته على الحاضرين"
فالخطبة المرتجلة لا تقرأ من كتاب وإنما تلقى هكذا دون كتاب أو ورقة مسجلة فيه
والعجيب أن غلام المزعوم كما قال هانى ألقى الخطبة اللغة العربية رغم أن الحاضرين ى يتكلمون اللغة العربية فقال :
"كما كتب المسيح الموعود ما تعريبه: "في صباح عيد الأضحى تلقيت إلهاما يقول: ألق كلمات بالعربية (تكلم شيئا بالعربية) فتم إخبار كثير من الأحباب بذلك، ولم أكن قد ألقيت أي خطاب بالعربية من قبل، ولكن قمت في ذلك اليوم بإلقاء خطبة العيد بالعربية، فأجرى الله على لساني كلاما عربيا بليغا فصيحا مليئا بالمعارف وقد سجل في الكتاب (الخطبة الإلهامية)، وهو خطاب يبلغ عدة صفحات، وألقيته ارتجالا دفعة واحدة واقفا وقد سماه الله تعالى في وحيه آية؛ لأن هذا الخطاب الارتجالي قد ظهر بمحض قدرة الله تعالى. إنني لا أصدق أبدا أن أديبا عربيا من أهل الفصاحة والعلم يقدر على أن يقف ويلقي مثل هذه الخطبة ارتجالا. (نزول المسيح، الخزائن المجلد 18، ص588)"
وهذا الكلام يجعل شهود الخطبة المائتين لا قيمة لهم لأن الخطيب تكلم باللغة العربية التى لا يعرفونها إذا هم لم يسمعوا ما قاله لأن ما قاله ليس بلغتهم فكيف يكون الإنسان سامعا لشىء يجهله لفظا ومعنى
والأعجب في كلام غلام أنه لا يعرف هل كان المتكلم أم واحد من الملائكة والمفروض إذا أن يعرف فإن كان هو المتكلم فهو من خطب وإن لم يكن هو فهو كاذب عندما يتكلم واحد غيره وينسب الكلام لنفسه في القول :
"وكتب المسيح الموعود ما تعريبه: "في يوم 11 إبريل (نيسان) 1900م صباح عيد الأضحى تلقيت إلهاما: "اخطب اليوم بالعربية، قد أعطيت القوة". وتلقيت إلهاما (بالعربية): "كلام أفصحت من لدن رب كريم" ... فقمت بعد صلاة العيد لإلقاء الخطبة باللسان العربي، ويعلم الله أنني أوتيت قوة من الغيب والخطاب العربي الفصيح الذي كان يخرج من فمي ارتجالا كان خارج نطاق قدرتي كلية ولا أظن أبدا أن شخصا في الدنيا يقدر -من دون إلهام رباني خاص- على إلقاء خطاب بهذه الفصاحة والبلاغة يبلغ عدة صفحات من دون أن يكتبه على ورق أولا.
عندما ألقيت هذه الخطبة العربية التي سميت (خطبة إلهامية) بين الناس كان عدد الحضور قرابة مائتي شخص .. سبحان الله! كانت عين غيبية تتدفق عندئذ، ولا أدري ما إذا كنت أنا المتكلم أم كان ملاكا يتكلم بلساني؛ لأنني كنت أعلم أن لا دخل لي في هذا الكلام كانت الجمل الجاهزة تخرج من فمي تلقائيا وكل جملة منها كانت آية لي ... إنها معجزة معرفية أراها الله تعالى، ولا يستطيع أحد أن يقدم نظيرها. (حقيقة الوحي، الحزائن الروحانية، المجلد 22، ص375 - 376)"
وغلام كتب إعلانا عند نشر الكتاب بأنه موجه لأهل الإسلام في كل مكان فقال :
"وكتب حضرته إعلانا عند نشر الخطبة جاء في مقدمته: " أيها الإخوان من العرب وفارس والشام، وغيرها من بلاد الإسلام .. اعلموا رحمكم الله أني كتبت هذا الكتاب لكم ملهما من ربي، وأمرت أن أدعوكم إلى صراط هديت إليه وأؤدبكم بأدبي وهذا بعدما انقطع الأمل من علماء هذه الديار، وتحقق أنهم لا يبالون عقبى الدار، وانقطعت حركتهم إلى الصدق من تفالج لا من فالج، وما نفعهم أثر دواء ولا سعي معالج، وما بقي لأجارد المعارف في أرضهم مرتع، ولا في أهلها مطمع فعند ذلك ألقي في قلبي من الحضرة، أن آوي إليكم لطلب النصرة، لتكونوا أنصاري كأهل المدينة"."
ويستدل هانى طاهر على صحة كلام غلام أحمد بالأدعية المستجابة التى لم يذكرها ولم يذكر كيفية تحققها فقال :
"وقال المنشي ظفر أحمد الكبورتهلي أحد الصحابة الذين حضروا الخطبة:
"كتب المسيح الموعود رسالة إلى الخليفة الأول في الصباح الباكر يوم عرفة -وكان الخليفة الأول موجودا في قاديان أيضا- قال فيها: اليوم وبجزء من الليل سوف أقضي بالدعاء لنفسي ولأحبابي، فاذكر لي أسماء الموجودين وأماكنهم لأدعو لهم وكانوا قد جاءوا يصلون العيد وراء حضرته.
فكتب حضرة الخليفة الأول (المولوي نور الدين) الأسماء في قائمة وبعثها له وجمعت صلاة المغرب والعشاء في ليلة عرفة تلك، وقال بعدها المسيح الموعود : عاهدت الله تعالى أن أقضي اليوم في الدعاء، لذا سأذهب كي لا أخلف العهد وفي صباح العيد دخل المولوي عبد الكريم السيالكوتي على المسيح في بيته ليلتمس منه أن يخطب اليوم فقال حضرته لقد أمرني الله نفسه بذلك، ثم تابع يقول: لقد تلقيت إلهاما البارحة يقول الله فيه: "اخطب بضع جمل عربية في الجمع" وكنت أظن أنه جمع آخر، ولعله هذا الجمع وهذه خطبة العيد، فعندما استعد المسيح الموعود لإلقاء الخطبة أمر المولوي عبد الكريم السيالكوتي والمولوي نور الدين أن يقتربا منه لكتابة الخطبة وعندما تجهز المولوي عبد الكريم والمولوي نور الدين بدأ المسيح الموعود خطبته بقوله: يا عباد الله وأثناء الخطبة قال لهما: اكتب الآن وإلا فإن هذه الكلمات سأنساها وستضيع وعندما أنهى المسيح الموعود الخطبة وجلس، طلب معظم الإخوة من عبد الكريم أن يقف ويقرأ ترجمتها وقبل أن يقرأ الترجمة قال المسيح: لقد جعلت هذه الخطبة علامة على استجابة الأدعية التي قمت بها يوم عرفة وليلة العيد أي أنني لو تمكنت من إلقاء هذه الخطبة ارتجالا فتعتبر تلك الأدعية كلها مستجابة والحمد لله أنه تعالى قد استجاب كل تلك الأدعية بحسب وعده.
ثم يقول الراوي: وبينما كان المولوي عبد الكريم يقرأ الترجمة، خر المسيح الموعود من فرط الحماس ساجدا، فسجد معه الحضور جميعا سجدة شكر ولما رفع المسيح الموعود رأسه من السجود قال لقد رأيت للتو كلمة "مبارك" مكتوبة بالحبر الأحمر وكأن هذا آية على الاستجابة. (ملفوظات، جلد2، ص29 - 31)
ويقول الراوي المنشي ظفر أحمد الكبورتهلوي:
بدأ حضرته إلقاء الخطبة العربية ارتجالا بكلمات: يا عباد الله، ولم يلق منها إلا بضعة جمل حتى استولى على الحضور -الذين كان عددهم حوالي مائتي شخص- حالة من الوجد .. كانوا مستغرقين في الإصغاء إلى خطبته استغراقا لا يوصف، وكان مما يدل على تأثير إعجازي للخطبة أن الجميع كانوا ينصتون إليها مع أنه لم يعلم منهم العربية إلا بضعة أشخاص. (روايات الصحابة، مجلد 13، ص385 - 386، وتاريخ الأحمدية، مجلد 3، ص92)"
ويكمل الرجل أكاذيبه فيسمى غلام أحمد إنسان سماوى فيقول :
"ويقول الراوي نفسه أيضا: "أما المسيح الموعود فكان يبدو من صورته ولسانه وأسلوب كلامه أن هذا الشخص السماوي إنسان من عالم آخر، يتكلم رب العرش على لسانه كنا نشعر بتغير ملموس في حالته وصوته أثناء الخطبة كان صوته ينخفض ويبدو رخيما لينا عند نهاية الخطبة في آخر كل جملة كانت عيونه عندها مغلقة ووجهه أحمر يشع نورا وقد قال حضرته أثناء الخطبة للذين يكتبونها: إذا لم تفهموا لفظا أو كلمة فاسألوني فورا، فلعلي لن أتمكن من أن أخبركم بها فيما بعد. ثم إنه كان يتكلم بسرعة بحيث كان يتعذر على القلم أن يواكب لسانه ولهذين السببين كان المولوي عبد الكريم والمولوي نور الدين اللذان قد عهد إليهما كتابة الخطبة يضطران في بعض الأحيان أن يسألاه عن بعض الكلمات. (سيرة المهدي، جز3، ص90 - 91)."
وبالقطع الإنسان ليس شماويا وإنما أرضى خلق من طينة الأرض ونلاحظ أن الرجلين يقران في الفقرى السابقة أنهما لم يكتب الخطبة كما هى بالضبط وهو ما يعنى أنهما كذبا في كتابتها لأنهما لم يكونا قادرين على متابعة سرعة كلام غلام في الكلام وهو قولهم" ثم إنه كان يتكلم بسرعة بحيث كان يتعذر على القلم أن يواكب لسانه"
وبعد كل هذه المقدمة ذكر هانى طاهر نص الخطبة الذى بالقطع ليس النص الأصلى المزعوم لأن الكاتبان تركا مثيرا من الكلام الذى قاله غلام نظرا لسرعته العالية في الكلام
قال هانى:
"إذن، هذه الخطبة حضرها مئتا شخص، وسجلها اثنان من كبار صحابة المسيح الموعود ، وفيما يلي نصها كاملا:
بسم الله الرحمن الرحيم
نحمده ونصلي على رسوله الكريم
يا عباد الله .. فكروا في يومكم هذا يوم الأضحى، فإنه أودع أسرارا لأولي النهى وتعلمون أن في هذا اليوم يضحى بكثير من العجماوات، وتنحر آبال من الجمال وخناطيل من البقرات، وتذبح أقاطيع من الغنم ابتغاء مرضاة رب الكائنات وكذلك يفعل من ابتداء زمان الإسلام، إلى هذه الأيام. وظني أن الأضاحي في شريعتنا الغراء، قد خرجت من حد الإحصاء، وفاقت ضحايا الذين خلوا من قبل من أمم الأنبياء، وبلغت كثرة الذبائح إلى حد غطي به وجه الأرض من الدماء، حتى لو جمعت دماؤها وأريد إجراؤها، لجرت منها الأنهار، وسالت البحار، وفاضت الغدر والأودية الكبار وقد عد هذا العمل في ملتنا مما يقرب إلى الله سبحانه، وحسب كمطيئة تحاكي البرق في السير ولمعانه؛ فلأجل ذلك سمي الضحايا قربانا بما ورد أنها تزيد قربا ولقيانا، كل من قرب إخلاصا وتعبدا وإيمانا وإنها من أعظم نسك الشريعة، ولذلك سميت بالنسيكة والنسك الطاعة والعبادة في اللسان العربية، وكذلك جاء لفظ النسك بمعنى ذبح الذبيحة.فهذا الاشتراك يدل قطعا على أن العابد في الحقيقة، هو الذي ذبح نفسه وقواه، وكل من أصباه، لرضى رب الخليقة، وذب الهوى حتى تهافت وانمحى، وذاب وغاب واختفى، وهبت عليه عواصف الفناء، وسفت ذراته شدائد هذه الهوجاء.
ومن فكر في هذين المفهومين المشتركين، وتدبر المقام بتيقظ القلب وفتح العينين، فلا يبقى له خفاء ولا مراء، في أن هذا إيماء إلى أن العبادة المنجية من الخسارة، هي ذبح النفس الأمارة، ونحرها بمدى الانقطاع إلى الله ذي الآلاء والأمر والإمارة، مع تحمل أنواع المرارة، لتنجو النفس من موت الغرارة وهذا هو معنى الإسلام، وحقيقة الانقياد التام. والمسلم من أسلم وجهه لله رب العالمين، وله نحر ناقة نفسه وتلها للجبين، وما نسي الحين في حين."
بداية لا ذكر لكلمة الأضاحى في كتاب الله ولا ذكر ليوم الأضحى فيه وإنما سمى الله الذبائح هدى فقال:
" هديا بالغ الكعبة"
والضحية أو الأضحية في العرف شىء مقابل شىء بمعنى أن المذبوح يكون بديلا لإنسان كما في الحكاية المعروفة عن إسماعيل(ص) ومع أن القصة مذكورة في القرآن فلم يذكر الله هذا اللفظ وإنما سماه فدية فقال :
"وفديناه بذبح عظيم"
والفدية أمر مخالف تماما للأضحية فالله لم يشرع في أى رسالة مما أوحاه للرسل ما يسمونه الأضحية وهى القربان البشرى والذى يكونه في مقابله أضاحى من الأنعام وإنما القصة في القرآن كانت رؤيا أى حلم أى منام رآه إبراهيم(ص) وليس تشريعا وكان تفسير ذبح إسماعيل(ص) هو ذبح الجمل العظيم وهو الفداء
وقال غلام أحمد مؤكدا على حكاية القربان البشرى :
"فحاصل الكلام .. أن النسك والضحايا في الإسلام، هي تذكرة لهذا المرام، وحث على تحصيل هذا المقام، وإرهاص لحقيقة تحصل بعد السلوك التام. فوجب على كل مؤمن ومومنة كان يبتغي رضاء الله الودود، أن يفهم هذه الحقيقة ويجعلها عين المقصود، ويدخلها في نفسه حتى تسري في كل ذرة الوجود، ولا يهدا ولا يسكن قبل أداء هذه الضحية للرب المعبود، ولا يقنع بنموذج وقشر كالجهلاء والعميان، بل يؤدي حقيقة أضحاته، ويقضي بجميع حصاته وروح تقاته، روح القربان هذا هو منتهى سلوك السالكين، وغاية مقصد العارفين، وعليه يختتم جميع مدارج الأتقياء، وبه يكمل سائر مراحل الصديقين والأصفياء، وإليه ينتهي سير الأولياء"
وهذا الكلام باطل فالله لم يطلب قربانا بشريا ولا قربانا حيوانيا وإنما طلب المحبة في القربى وهى طاعته هى طريق دخول جنته كما قال تعالى :
" لا أسألكم عليه أجرا إلا المودة في القربى"
والقربان في القرآن لا يأكله الناس وإنما تأكله النار كما قال تعالى :
" قربانا تأكله النار"
بينما الهدى الذى يسمونه الأضاحى يأكل البشر هو طعام للبشر كما قال تعالى :
" فكلوا منها وأطعموا القانع والمعتر"
ويقرر غلام أحمد خبلا أخر وهو أن الإنسان يصل لصفات الألوهية فيكون مصبوغا بها فيقول:
"وإذا بلغت إلى هذا فقد بلغت جهدك إلى الانتهاء، وفزت بمرتبة الفناء، فحينئذ تصل شجرة سلوكك إلى أتم النماء، وتبلغ عنق روحك إلى لعاع روضة القدس والكبرياء، كالناقة العنقاء، إذا أوصلت عنقها إلى الشجرة الخضراء وبعد ذلك جذبات ونفحات وتجليات من الحضرة الأحدية، ليقطع بعض بقايا عروق البشرية وبعد ذلك إحياء، وإبقاء وإدناء، للنفس المطمئنة الراضية المرضية الفانية، ليستعد العبد لقبول الفيض بعد الحياة الثانية.
وبعد ذلك يكسى الإنسان الكامل حلة الخلافة من الحضرة، ويصبغ بصبغ صفات الألوهية، على وجه الظلية، تحقيقا لمقام الخلافة."
وهذا معناه أن الإنسان يشبه خالقه وهو ما يعارض قوله تعالى :
" ليس كمثله شىء"
ويتحدث الرجل مادخا نفسه مزكيا نفسه بكونه حصل على علوم كل من سبق فيقول:
"وبعد ذلك ينزل إلى الخلق ليجذبهم إلى الروحانية، ويخرجهم من الظلمات الأرضية، إلى الأنوار السماوية، ويجعل وارثا لكل من مضى من قبله من النبيين والصديقين وأهل العلم والدراية، وشموس القرب والولاية، ويعطى له علم الأولين، ومعارف السابقين من أولي الأبصار وحكماء الملة، تحقيقا لمقام الوراثة.
ثم يمكث هذا العبد في الأرض إلى مدة شاء ربه رب العزة، لينير الخلق بنور الهداية. وإذا أنار الناس بنور ربه أو بلغ الأمر بقدر الكفاية، فحينئذ يتم اسمه ويدعوه ربه ويرفع روحه إلى نقطته النفسية."
وهذا الكلام وغيره مما سيأتى من مدح غلام لنفسه يناقض تحريم الله تزكية الفرد لنفسه كما قال تعالى:
" فلا تزكوا أنفسكم هو أعلم بمن اتقى"
ويصل الخبل بغلام إلى إدعاء أنه يكون مع رداء الربوبية والعبودية في نفس الوقت فيقول:
"وهذا هو معنى الرفع عند أهل العلم والمعرفة والمرفوع من يسقى كاس الوصال، من أيدي المحبوب الذي هو لجة الجمال، ويدخل تحت رداء الربوبية، مع العبودية الأبدية وهذا آخر مقام يبلغه طالب الحق في النشأة الإنسانية. فلا تغفلوا عن هذا المقام يا كافة البرايا، ولا عن السر الذي يوجد في الضحايا، واجعلوا الضحايا لرؤية تلك الحقيقة كالمرايا، ولا تذهلوا عن هذه الوصايا، ولا تكونوا كالذين نسوا ربهم والمنايا."
وهذا الكلام الجنونى هو إرضاء للنصارى فدخول الرجل الربوبية يعنى أنه والرب واحد كما في مذهب من مذاهب النصرانية وهو المذهب الذى قال الله فيه:
" لقد كفر الذين قالوا أن المسيح هو الله"
وإرضاء للمسلمين بالعبودية
"وتحدث عن معنى النسك مقررا أنها المطايا التى تركب فقال :
وقد أشير إلى هذا السر المكتوم، في كلام ربنا القيوم، فقال وهو أصدق القائلين: - قل إن صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله رب العالمين -. فانظر كيف فسر النسك بلفظ المحيا والممات، وأشار به إلى حقيقة الأضحاة، ففكروا فيه يا ذوي الحصاة ومن ضحى مع علم حقيقة ضحيته، وصدق طويته، وخلوص نيته، فقد ضحى بنفسه ومهجته، وأبنائه وحفدته، وله أجر عظيم، كأجر إبراهيم عند ربه الكريم. وإليه أشار سيدنا المصطفى، ورسولنا المجتبى، وإمام المتقين، وخاتم النبيين، وقال وهو بعد الله أصدق الصادقين: إن الضحايا هي المطايا، توصل إلى رب البرايا، وتمحو الخطايا، وتدفع البلايا. هذا ما بلغنا من خير البرية، عليه صلوات الله والبركات السنية، وإنه أومأ فيه إلى حكم الضحية، بكلمات كالدرر البهية."
وتقرير غلام كون الضحايا هى المطايا هو قول لم أقرأه في أى رواية خاصة أن الغم والماعز في الغالب لا يركبان لصغرهم بينما من الممكن ركوب الإبل والبقر
وتحدث كلاما حسنا خالطا إياه بكلام سيىء عن معنى العيد عند الناس فقال :
"فالأسف كل الأسف أن أكثر الناس لا يعلمون هذه النكات الخفية، ولا يتبعون هذه الوصية. وليس عندهم معنى العيد، من دون الغسل ولبس الجديد، والخضم والقضم مع الأهل والخدم والعبيد، ثم الخروج بالزينة للتعييد كالصناديد. وترى الأطائب من الأطعمة منتهى طربهم في هذا اليوم، والنفائس من الألبسة غاية أربهم لإراءة القوم ولا يدرون ما الأضحاة، ولأي غرض يذبح الغنم والبقرات وعندهم عيدهم من البكرة إلى العشي، ليس إلا للأكل والشرب والعيش الهني، واللباس البهي، والفرس الشري، واللحم الطري وما ترى عملهم في يومهم هذا إلا اكتساء الناعمات، والمشط والاكتحال وتضميخ الملبوسات، وتسوية الطرر والذوائب كالنساء المتبرجات، ثم نقرات كنقرة الدجاجة في الصلاة، مع عدم الحضور وهجوم الوساوس والشتات، ثم التمايل إلى أنواع الأغذية والمطعومات، وملء البطون بألوان النعم كالنعم والعجماوات، والميل إلى الملاهي والملاعب والجهلات، وسرح النفوس في مراتع الشهوات، والركوب على الأفراس، والعجل والعناس، والجمال والبغال ورقاب الناس، مع أنواع من التزيينات، وإفناء اليوم كله في الخزعبيلات، والهدايا من القلايا، والتفاخر بلحوم البقرات والجدايا، والأفراح والمراح، والجذبات والجماح، والضحك والقهقهة، بإبداء النواجذ والثنايا، والتشوق إلى رقص البغايا، وبوسهن وعناقهن، وبعد هذا نطاقهن."
وأما الأكل والشرب فقد أمر الله به الناس في الحج فقال :
" فكلوا منها وأطعموا القانع والمعتر" وأمر الله وتنفيذه لا يكون معصية
ويتحدث غلام أحمد مزكيا نفسه واصفا نفسه بأوصاف النبىة(ص) فيقول:
"فإنا لله على مصائب الإسلام، وانقلاب الأيام! ماتت القلوب، وكثرت الذنوب، واشتدت الكروب. فعند هذه الليلة الليلاء، وظلمات الهوجاء، اقتضى رحم الله نور السماء. فأنا ذلك النور، والمجدد المأمور، والعبد المنصور، والمهدي المعهود، والمسيح الموعود وإني نزلت بمنزلة من ربي لا يعلمها أحد من الناس وإن سري أخفى وأنأى من أكثر أهل الله فضلا عن عامة الأناس وإن مقامي أبعد من أيدي الغواصين، وصعودي أرفع من قياس القائسين وإن قدمي هذه أسرع من القلاص في مسالك رب الناس فلا تقيسوني بأحد ولا أحدا بي، ولا تهلكوا أنفسكم بالريب والعماس وإني لب لا قشر معه، وروح لا جسد معه، وشمس لا يحجبها دخان الشماس. واطلبوا مثلي، ولن تجدوه وإن تطلبوه بالنبراس. ولا فخر، ولكن تحديث لنعم الله الذي هو غارس لهذا الغراس. وإني غسلت بماء النور، وطهرت بعين القدس من الأوساخ والأدناس، وسماني ربي أحمد، فاحمدوني ولا تشتموني ولا توصلوا أمركم إلى الإبلاس ومن حمدني وما غادر من نوع حمد فما مان، ومن كذب هذا البيان فقد مان وأغضب الرحمن. فويل للذي شك، وفسخ العهد وفك، ولوث بطائف من الجن الجنان.
وإني جئت من الحضرة الرفيعة العالية، ليري بي ربي من بعض صفاته الجلالية والجمالية، أعني دفع الضير، وإفاضة الخير. فإن الزمان كان محتاجا إلى دافع شر طغى، وإلى رافع خير انحط واختفى، فاقتضت العناية الإلهية أن يعطى الزمان ما سأل بلسان الحال، ويرحم طبقات النساء والرجال، فجعلني مظهر المسيح عيسى ابن مريم لدفع الضر وإبادة مواد الغواية، وجعلني مظهر النبي المهدي أحمد أكرم لإفاضة الخير وإعادة عهاد الدراية والهداية، وتطهير الناس من درن الغفلة والجناية. فجئت في الحلتين المهزودتين المصبغتين بصبغ الجلال وصبغ الجمال، وأعطيت صفة الإفناء والإحياء من الرب الفعال.
فأما الجلال الذي أعطيت فهو أثر لبروزي العيسوي من الله ذي الجلال لأبيد به شر الشرك المواج الموجود في عقائد أهل الضلال، المشتعل بكمال الاشتعال، الذي هو أكبر من كل شر في عين الله عالم الأحوال، ولأهدم به عمود الافتراء على الله والافتعال.
وأما الجمال الذي أعطيت فهو أثر لبروزي الأحمدي من الله ذي اللطف والنوال، لأعيد به صلاح التوحيد المفقود من الألسن والقلوب والأقوال والأفعال، وأقيم به أمر التدين والانتحال."
وكل هذا الكلام مخالف لقوله تعالى:
" فلا تزكوا أنفسكم هو أعلم بمن اتقى"

وأما حكاية ازدواج شخصيته بكونه المسيح وكونه المهدى فهو كلام يدل على الجنون فالمسيح(ص) مات ولن يعود أبدا لأنه لو عاد لعاد يحيى(ص) لأن قوله تعالى :
" والسلام عليه يوم ولد ويوم يموت ويوم يبعث حيا" في يحيى(ص) هو نفسه قوله على لسان المسيح(ص)" والسلام على يوم ولدت ويوم أموت ويوم أبعث حيا"
فإذا كان غلام هو المسيح فأين يحيى(ص)؟
وفسر الرجل غلام الروايات على مزاجه فقتل الخنزير أصبح فتل خنازير الناس وهو الضالين والمفسدين فقال :
"وأمرت أن أقتل خنازير الإفساد والإلحاد والإضلال، الذين يدوسون درر الحق تحت النعال، ويهلكون حرث الناس ويخربون زروع الإيمان والتورع والأعمال وقتلي هذا بحربة سماوية لا بالسيوف والنبال، كما هو زعم المحرومين من الحق وصدق المقال، فإنهم ضلوا وأضلوا كثيرا من الجهال. وإن الحرب حرمت علي، وسبق لي أن أضع الحرب ولا أتوجه إلى القتال. فلا جهاد إلا جهاد اللسان والآيات والاستدلال."
وفسر المال تفسيرا أخر في الروايا وهو أن المال هو العلم فقال :
"وكذلك أمرت أن أملأ بيوت المؤمنين وجربهم من المال، ولكن لا باللجين والدجال، بل بمال العلم والرشد والهداية واليقين على وجه الكمال، وجعل الإيمان أثبت من الجبال، وتبشير المثقلين تحت الأثقال. فبشرى لكم قد جاءكم المسيح، ومسحه القادر وأعطي له الكلام الفصيح، وإنه يعصمكم من فرقة هي للإضلال تسيح، وإلى الله يدعو ويصيح، وكل شبهة يزيل ويزيح. وطوبى لكم قد جاءكم المهدي المعهود، ومعه المال الكثير والمتاع المنضود. وإنه يسعى ليرد إليكم الغنى المفقود، ويستخرج الإقبال الموءود. ما كان حديثا يفترى، بل نور من الله مع آيات كبرى."
وهذا الكلام كالخطبة كلها هو كلام كهان لأنه كله قائم على السجع من المبدأ وحتى المنتهى
وتحدث عن أنه يهدى الناس بشربة ويرفع الظلم بحربة سماوية ليست للقتل والضرب فقال :
"أيها الناس .. إني أنا المسيح المحمدي، وإني أنا أحمد المهدي. وإن ربي معي إلى يوم لحدي من يوم مهدي. وإني أعطيت ضراما أكالا، وماء زلالا، وأنا كوكب يماني، ووابل روحاني. إيذائي سنان مذرب، ودعائي دواء مجرب. أري قوما جلالا، وقوما آخرين جمالا، وبيدي حربة أبيد بها عادات الظلم والذنوب، وفي الأخرى شربة أعيد بها حياة القلوب. فاس للإفناء، وأنفاس للإحياء"
وهو كلام يعارض القرآن فلا أحد يهدى أحد كما قال تعالى :
" إنك لا تهدى من احببت ولكن الله يهدى من يشاء"
وكرر الكلام الجنونى عن الجمال والجلال فقال :
"أما جلالي فبما قصد كابن مريم استيصالي، وأما جمالي فبما فارت رحمتي كسيدي أحمد لأهدي قوما غفلوا عن الرب المتعالي.
أفأنتم تعجبون، وإلى الزمان وضرورته لا تلتفتون؟ ألا ترون إلى زمان احتاج إلى الرب الفعال، ليري لقوم صفة جلاله ولقوم صفة الجمال؟ وقد ظهرت الآيات، وتبينت العلامات، وانقطعت الخصومات، فما لكم لا تنظرون؟ وانكسفت الشمس والقمر في رمضان فلا تعرفون. ومات بعض الناس بنبأ من الله وقتل البعض فلا تفكرون. ونزلت لي آي كثيرة فلا تبالون. وشهدت لي الأرض والسماء، والماء والعفاء فلا تخافون. وتظاهر لي العقل والنقل والعلامات والآيات، وتظاهرت الشهادات والرؤيا والمكاشفات، ثم أنتم تنكرون. وإن لها شأنا عظيما لقوم يتدبرون. وطلع ذو السنين، ومضى من هذه المائة خمسها إلا قليل من سنين، فأين المجدد إن كنتم تعلمون؟ ونزل من السماء الطاعون، ومنع الحج وكثر المنون، واختصم الفرق على معدن من ذهب وهم يقاتلون. وعلا الصليب، وأضحى الإسلام يسيب ويغيب، كأنه الغريب، وكثر الفسق والفاسقون. وحبب إلى النفوس الخمر، والقمر والزمر، وتراءى الزانون المجالحون وقل المتقون. وتجلى وقت ربنا وتم ما قال النبيون. فبأي حديث بعده تؤمنون؟
أيها الناس، قوموا لله زرافات وفرادى فرادى، ثم اتقوا الله وفكروا كالذي ما بخل وما عادى، أليس هذا الوقت وقت رحم الله على العباد، ووقت دفع الشر وتدارك عطش الأكباد بالعهاد؟ أليس سيل الشر قد بلغ انتهاءه، وذيل الجهل طول أرجاءه، وفسد الملك كله وشكر إبليس جهلاءه؟ فاشكروا الله الذي تذكركم وتذكر دينكم وما أضاعه، وعصم حرثكم وزرعكم ولعاعه، وأنزل المطر وأكمل أبضاعه، وبعث مسيحه لدفع الضير، ومهديه لإفاضة الخير، وأدخلكم في زمان إمامكم بعد زمان الغير.
أيها الإخوان .. إن زماننا هذا يضاهي شهرنا هذا بالتناسب التام، فإنه آخر الأزمنة، وإن هذا الشهر آخر الأشهر من شهور الإسلام، وكلاهما قريب من الاختتام، في هذا ضحايا وفي ذلك ضحايا، والفرق فرق الأصل وعكس المرايا، وقد سبق نموذجها في زمن خير البرايا. والأصل ضحية الروح يا أولي الأبصار، وإن ضحايا الجدايا كالأظلال والآثار، فافهموا سر هذه الحقيقة، وأنتم أحق بها وأهلها بعد الصحابة. وإنكم الآخرون منهم، ألحقتم بهم بفضل من الله والرحمة.
وإن سلسلة الأزمنة ختمت على زماننا من حضرة الأحدية، كما ختمت شهور الإسلام على شهر الضحية، وفي هذا إشارة مخفية لأهل الرأي والرؤية.
وإني على مقام الختم من الولاية، كما كان سيدي المصطفى على مقام الختم من النبوة. وإنه خاتم الأنبياء، وأنا خاتم الأولياء، لا ولي بعدي، إلا الذي هو مني وعلى عهدي. وإني أرسلت من ربي بكل قوة وبركة وعزة، وإن قدمي هذه على منارة ختم عليها كل رفعة. فاتقوا الله أيها الفتيان، واعرفوني وأطيعوني ولا تموتوا بالعصيان. وقد قرب الزمان، وحان أن تسأل كل نفس وتدان. البلايا كثيرة ولا ينجيكم إلا الإيمان، والخطايا كبيرة ولا يذيبها إلا الذوبان. اتقوا عذاب الله أيها الأعوان، ولمن خاف مقام ربه جنتان. فلا تقعدوا مع الغافلين والذين نسوا المنايا، وسارعوا إلى الله واركبوا على أعدى المطايا، واتركوا ذوات الضلع والرذايا، تصلوا إلى رب البرايا. خذوا الانقطاع الانقطاع ليوهب لكم الوصل والاقتراب، وكسروا الأسباب ليخلق لكم الأسباب، وموتوا ليرد إليكم الحياة أيها الأحباب."
الرجل يدعى هنا ختم الولاية وهى نفس الدعوى التى ادعاها ابن عربى في كتبه وهو كونه خاتم الأولياء والأولياء هم المؤمنين كما قال تعالى :
" ألا أن أولياء الله لا خوف عليهم ولا هم يحزنون الذين آمنوا وكانوا يتقون"وأنهى غلام خطبته بأن الحجة قامت على الناس ولا يوجد في الخطبة كلامه كلبه أى دليل على كونه المهدى ولا المسيح ولا أى شىء وإنما هى دليل على كونه مخالف للقرآن وفى نهايتها قال:
"اليوم تمت الحجة على المخالفين، وانقطعت معاذير المعتذرين، ويئس منكم زمر المضلين والموسوسين، الذين أكلوا أعمارهم في ابتغاء الدنيا وليس لهم حظ من الدين، بل هم كالعمين. فاليوم أنقض الله ظهورهم ورجعوا يائسين. اليوم حصحص الحق للناظرين، واستبان سبيل المجرمين، ولم يبق معرض إلا الذي حبسه حرمان أزلي، ولا منكر إلا الذي منعه عدوان فطري، فنترك هؤلاء بسلام، وقد تم الإفحام، وتحقق الأثام، وإن لم ينتهوا فالصبر جدير، وسوف ينبئهم خبير"."
وأما هانى فاختتم كتابع بالقول أن الخطبة معجزة فقال :
"فهذه الخطبة معجزة بمعنى الكلمة، وهي تدل على أن المسيح الموعود قد تلقاها وحيا من الله تعالى، وهذا دليل دامغ على صدقه شاهده جمع كبير من الناس وعاشوه."
والإعجاز يكون معروف النوع وهنا لا يوجد أى إعجاز فهذا الكلام من الممكن أن يقوله أى واحد ويدعى المهدوية والمسيحانية وهو كاذب أيا ما كان لأنه لا وجود لمهدى منتظر ولا مسيح منتظر في الإسلام وإمننما هى مقولة عملت الحكومات على نشرها لتصبير المظلومين على ظلم الحكومات بدعوة أن المهدى المنتظر أو المسيح المنتظر سيحل لهم مشاكلهم بلا حرب ولا ضرب ولا تغيير لأنفسهم وهو ما يعارض أن الاهتداء والوصول للعدبل طريقه واحد وهو تغيير الناس أنفسهم من السوء للحين باتباعهم كلام الله كما قال:
" إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم"
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
نقد الخطبة الإلهامية من أدلة صدق المسيح الموعود
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
الاسلام دين السلام :: الرئيسية :: المنتدى الاسلامى-
انتقل الى: