قراءة في كتاب المباحث المختصرة في حوض النبي (ص)
المؤلف هو عيسى بن عبدالرحمن العتيبي وفى المقدمة أخبرنا العتيبى أن الحوض من الغيبيات وأن دوره في البحث هو جمع المادة فقط فقال :
"المقدمة:
أما بعد :
فإن الله تبارك وتعالى أثنى في كتابه العزيز على عباده المتقين في آيات كثيرة ، ومن صفات عباد الله المتقين ما أخبر به سبحانه في سورة البقرة ، من إيمانهم بالغيب ، فقال سبحانه { الم ذلك الكتاب لا ريب فيه هدى للمتقين الذين يؤمنون بالغيب ويقيمون الصلاة ومما رزقناهم ينفقون } " والأمور الغيبية تشمل كل ما غاب عنك ، وأخبر به الرب –جل وعلا – أو رسوله (ص)، كالإخبار عن الله تعالى وأسمائه وصفاته ، والإخبار عن الأمم السابقة ، والأمور اللاحقة ، وعن يوم القيامة وأحواله ، وكل ما يحصل فيه .
ومن الأمور الغيبية في الحياة الآخرة التي أخبر بها الصادق المصدوق (ص)الحوض ، والنهر الذي يمده ، فإن الإيمان به مما يجب على كل مكلف"
وليس لي في هذه المباحث إلا أن جمعت كلام العلماء "
وقد استهل المؤلف كتابه بتعريف الحوض لغويا وشرعيا فقال :
"المبحث الأول :
تعريف الحوض في اللغة والشرع
الحوض في اللغة : مجتمع الماء ، ويجمع على أحواض ، وحياض
وفي الشرع : مورد عظيم ترده أمة محمد (ص)ممن اتبع هدي النبي (ص)، ولم يبدل أو يتغير"
وفى المبحث الثانى ذكر ما سماه أدلة وجود الحوض وكلها روايات فقال :
"المبحث الثاني :
الأدلة على إثبات الحوض
الأدلة على إثبات الحوض كثيرة جدا منها :
1 – حديث جندب قال : سمعت النبي (ص)يقول : " أنا فرطكم على الحوض " متفق عليه.
2 – حديث أنس قال : قال رسول الله (ص): " ليردن على الحوض رجال ممن صاحبني .. " متفق عليه .
وقد نقل أبو العباس القرطبي ، إجماع السلف ، وأهل السنة من الخلف على إثبات الحوض.
قال القاضي عياض : " وحديث الحوض صحيح ، والإيمان به واجب ، والتصديق به من الإيمان ، وهو على وجهه عند أهل السنة والجماعة ، لا يتأول ولا يحال عن ظاهره ، خلافا لمن لم يقل به من المبتدعة النافين له ، والمحرفين له بالتأويل عن ظاهره " .
والأحاديث الواردة في الحوض قد بلغت حد التواتر المعنوي ، قال القاضي عياض : " وهو حديث ثابت متواتر النقل رواه جماعة من الصحابة " .
قال الحافظ ابن كثير في فصل " ذكر ما ورد في الحوض المحمدي سقانا الله منه يوم القيامة ، من الأحاديث المشهورة المتعددة الطرق المأثورة الكثيرة المتضافرة ، وإن رغمت أنوف كثير من المبتدعة المكابرة القائلين بجحوده ، المنكرين لوجوده ، وأخلق بهم أن يحال بينهم وبين وروده ، كما قال بعض السلف : من كذب بكرامة لم ينلها ، ولو اطلع المنكر للحوض على ما سنورده من الأحاديث قبل مقالته لم يقلها".
ثم سرد أحاديث الحوض من رواية أكثر من ثلاثين صحابيا.
قال الحافظ ابن حجر : " وبلغني أن بعض المتأخرين وصلها إلى رواية ثمانين صحابيا " .
مما تواتر حديث من كذب ……ومن بنى لله بيتا واحتسب
ورؤية شفاعة والحوض ……ومسح خفين وهذي بعض
وذكر الحافظ أن الخوارج وبعض المعتزلة ينكرونه ، وكذلك عبيد الله بن زياد أحد أمراء العراق لمعاوية وولده وقد دخل عليه أنس وهم يتذاكرون الحوض ، فقالوا له : ما تقول في الحوض ؟ فقال : " ولقد أدركت عجائز بالمدينة ما يصلين صلاة إلا سألن الله تعالى أن يوردهن حوض محمد (ص)" فأنس تعجب ممن ينكر الحوض ، لأنه أمر كان يؤمن
به العامة والخاصة ، حتى العجائز يسألن الله تعالى أن سقيهن منه ."
ومن العجيب أن يكون هناك شىء اسمه الحوض وردت فيه كل هذه الروايات ولم يرد ذكره في كتاب الله ولو مرة واحدة
وتحدث عن وجود الحوض فقال :
"المبحث الثالث :
وجود الحوض
جاء في حديث عقبة بن عامر أن رسول الله (ص)خرج يوما فصلى على أهل أحد صلاته على الميت ، ثم انصرف إلى المنبر ، فقال : " إني فرط لكم ، وأنا شهيد عليكم ، وإني والله لأنظر إلى حوضي الآن ... " ، متفق عليه .
قال النووي : " هذا تصريح بأن الحوض حوض حقيقي على ظاهره ، كما ثبت ، وأنه مخلوق موجود اليوم " ."
والحديث ظاهر البطلان فكيف ينظر القائل لشىء وهو في الدنيا لشىء لا يكون إلا في يوم القيامة الذى لم يحدث بعد ؟
الحوض أساسا حسب الحديث يكون في أرض القيامة وأرض القيامة غير موجودة حاليا لأن هذا يحدث كما قال تعالى" يوم تبدل الأرض غير الأرض والسماء"
المبحث الرابع :
وفى المبحث الرابع ذكر صفات الحوض فقال :
"صفة الحوض
جاء في حديث عبدالله بن عمرو بن العاص أن النبي (ص)قال : " حوضي مسيرة شهر ، ماؤه أبيض من اللبن ، وريحه أطيب من المسك ، وكيزانه كنجوم السماء ، من شرب منها فلا يظمأ أبدا " متفق عليه
وجاء من حديث أبي ذر وثوبان رضي الله عنهما أن النبي (ص)قال في صفته " وأحلى من العسل " رواه مسلم.
وجاء من حديث أبي ذر أن النبي (ص)قال في صفة آنيته: " والذي نفس محمد بيده لآنيته أكثر من عدد نجوم السماء وكواكبها"، رواه مسلم .
ولما ذكر النووي اختلاف الروايات في عدد آنية الحوض ، قال : " الصواب المختار أن هذا العدد للآنية على ظاهره ، وأنها أكثر عددا من نجوم السماء ، ولا مانع عقلي ولا شرعي يمنع من ذلك ، بل ورد الشرع به مؤكدا ، كما قال (ص): " والذي نفس محمد بيده لآنيته أكثر من عدد نجوم السماء ".
وأما بالنسبة لمساحة الحوض فقد اختلفت فيه الروايات وسأذكر جزءا منها ثم كلام العلماء رحمهم الله في الإجابة عنها .
1 – جاء في الصحيحين من حديث عبدالله بن عمرو أن النبي (ص)قال : " حوضي مسيرة شهر " .
2 – وجاء من حديث حارثة بن وهب أنه سمع النبي (ص)قال : " كما بين المدينة وصنعاء " متفق عليه.
3 – وجاء من حديث ابن عمر رضي الله عنهما أن النبي (ص)قال : " إن أمامكم حوضا كما بين جرباء وأذرح " متفق عليه.
4 – وجاء من حديث أنس ؛ أن النبي (ص)قال : " إن قدر حوضي كما بين أيلة وصنعاء من اليمن " متفق عليه.
5 – وجاء من حديث عقبة بن عامر أن النبي (ص)قال : " وإن عرضه كما بين أيلة إلى الجحفة " رواه مسلم.
6 – وجاء من حديث ثوبان أن النبي (ص)قال : " حوضي من عدن إلى عمان البلقاء " رواه الترمذي.
7 – وجاء من حديث أبي سعيد الخدري أن النبي (ص)قال : " إن لي حوضا ما بين الكعبة وبيت المقدس " رواه ابن ماجه
وأجاب العلماء عن هذا الاختلاف فيما يلي :
قال القرطبي : " ظن بعض الناس أن هذه التحديدات في أحاديث الحوض اضطراب واختلاف وليس كذلك ، وإنما تحدث النبي (ص)بحديث الحوض مرات عديدة ، وذكر فيها تلك الألفاظ المختلفة مخاطبا لكل طائفة بما كانت تعرف من مسافات مواضعها ، فيقول لأهل الشام : " ما بين جرباء وأذرح " ، ويقول لأهل اليمن : " من صنعاء إلى عدن " ، وهكذا تارة أخرى يقدر بالزمان والزوايا ، فكان ذلك بحسب من حضره ممن يعرف تلك الجهات ، فخاطب كل قوم بالجهة التي يعرفونها" .
وقال القاضي عياض : " وهذا كله من اختلاف التقدير ، ليس في حديث واحد فيحسب اختلافا واضطرابا من الرواة ، وإنما جاء في أحاديث مختلفة عن غير واحد من الصحابة سمعوه في مواطن مختلفة ، ضرب النبي (ص)في كل واحد منها ميلا لبعد أقطار الحوض ، وسعته وكبره ، بما تسنح له من العبارة وقرب للأفهام لبعد ما بين البلاد النائية البعيدة بعضها عن بعض ، لا على تقدير المحقق لما بينهما بلا إعلام ببعد المسافة ، وسعة القطر ، وعظم الحوض ، فبهذا تجتمع هذه الألفاظ من جهة المعنى ، والله أعلم " .
انتهى الجواب عن الإشكال الوارد .
وقد ذكر العلامة محمد بن صالح العثيمين في صفة الحوض فقال : " هذا إذا يقتضي أن يكون مدورا ، لأنه لا يكون بهذه المساحة من كل جانب إلا إذا كان مدورا " . وذكر أبو العباس القرطبي أنه يكون معتدل التربيع."
وهذه التناقضات ليس لها سوى معنى واحد هو أن كل الأحاديث في الحوض كاذبة وضعها الكفار لوجود أكثر من خمس أنواع من التناقض فيها وهى :
1-عدد الآنية أى الكيران فمرة كعدد نجوم السماء ومرة أكثر
2- مساحة الحوض فمرة المساحة فترة زمنية مسيرة شهر ومرة مسافات مكانية مثل من صنعاء لعدن
3- تناقض المسافات المكانية فمرة أيلة وصنعاء ومرة أيلة إلى الجحفة ومرة من عدن إلى عمان البلقاء ومرة الكعبة وبيت المقدس ومرة.... وهى مسافات مختلفة الأبعاد بأميال كثيرة
4- الطعم فمرة طعمه كاللبن ومرة كالعسل
5- في الذى يمد الحوض فمرة نهر الكوثر ومرة ميزابان من الجنة ...
وتحدث عن استمداد الحوض لمائه فقال :
"المبحث الخامس :
الماء الذي يمد الحوض
يستمد الحوض مائه من الكوثر ، فقد جاء من حديث عبدالله بن مسعود أن النبي (ص)قال : " ويفتح نهر من الكوثر إلى الحوض " رواه الإمام أحمد في مسنده.
وجاء من حديث ثوبان أن النبي (ص)قال في صفة الحوض : " يغت فيه ميزابان يمدانه من الجنة ، أحدهما من ذهب ، والآخر من ورق " رواه مسلم"
وتحدث عن أثر الشرب منه فقال :
"المبحث السادس :
آثار الحوض
جاء في حديث عبدالله بن عمرو بن العاص أن النبي (ص)قال : " فمن شرب منه فلا يظمأ بعده أبدا " متفق عليه.
جاء في حديث أبي أمامة أن النبي (ص)قال في وصف الحوض : " من شرب منه لم يظمأ أبدا ، ولم يسوء وجهه أبدا " رواه ابن أبي عاصم في السنة."
وتحدث عمن يشربون منه ومن لا يشربون فقال :
"المبحث السابع :
صفة من يرد الحوض
" يرد هذا الحوض المؤمنون بالله ورسوله (ص)، المتبعون لشريعته ، وأما من استنكف واستكبر عن ابتاع الشريعة ؛ فإنه يطرد منه " .
قال أبو عبدالله القرطبي : " فكل من ارتد عن دين الله ، أو أحدث فيه ما لا يرضاه الله ولم يأذن به فهو من المطرودين عن الحوض ، المبعدين عنه ، وأشدهم طردا من خالف جماعة المسلمين ، وفارق سبيلهم كالخوارج على اختلاف فرقها ، والروافض على تباين ضلالها ، والمعتزلة على أصناف أهوائها ، فهؤلاء كلهم مبدلون ، وكذلك الظلمة المسرفون في الجور ، والظلم ، وتطميس الحق ، وقتل أهله وإذلالهم ، والمعلنون بالكبائر المستخفون بالمعاصي ، وجماعة أهل الزيغ والأهواء والبدع " .
جاء من حديث أنس بن مالك أن النبي (ص)قال : " ليردن علي الحوض رجال ممن صاحبني حتى إذا رأيتهم ورفعوا إلي اختلجوا دوني ، فلأقولن : أي رب ، أصيحابي ، فليقالن لي : إنك لا تدري ما أحدثوا بعدك".
وجاء من حديث أسماء بنت أبي بكر رضي الله عنهما أن النبي (ص)قال : " إني على الحوض حتى أنظر من يرد علي منكم ، وسيؤخذ أناس دوني ، فأقول : يا رب مني ومن أمتي ، فيقال : أما شعرت ما عملوا بعدك؟ والله ما برحوا بعدك يرجعون على أعقابهم"متفق عليه.
وجاء من حديث أم سلمة رضي الله عنها أن النبي (ص)قال : " إني فرط لكم على الحوض ، فإياي ! لا يأتين أحدكم فيذب عني كما يذب البعير الضال ، فأقول : فيم هذا ؟ فيقال : إنك لا تدري ما أحدثوا بعدك ، فأقول : سحقا " رواه مسلم .
وجاء من حديث أبي هريرة أن النبي (ص)قال : " وإني لأصد الناس عنه – أي الحوض- كما يصد الرجل إبل الناس عن حوضه" رواه مسلم .
ومما سبق من الأحاديث يتبين أن الذود عن حوض النبي (ص)على نوعين:
النوع الأول : ذود عام يشمل جميع الناس من غير أمة محمد (ص)، ويدل له حديث أبي هريرة المتقدم ذكره.
وقد ذكر الحافظ ابن حجر الحكمة من هذا الذود ، فقال : " والحكمة في الذود المذكور أنه (ص)يرشد كل أحد إلى حوض نبيه على ما تقدم (أن لكل نبي حوضا) وأنهم يتباهون بكثرة من يتبعهم فيكون ذلك من جملة إنصافه ورعاية إخوانه من النبيين ، لا أنه يطردهم بخلا عليهم بالماء ، ويحتمل أنه يطرد من لا يستحق الشرب من الحوض ، والعلم عند الله ".
النوع الثاني : ذود خاص ، ويكون على أناس من أمة نبينا محمد (ص)، لأمور قامت بهم من الارتداد عن الدين ، نسأل الله السلامة ، والإحداث فيه ، وغيرها ويدل لها الأحاديث المتقدمة ، وقد سبق ذكر كلام القرطبي ."
وكل هذا تخريف تام يتعارض مع أمان كل المسلمين في القيامة كما قال تعالى :
" وهم من فزع يومئذ آمنون"
وتحدث عن أول من يرد الحوض فقال :
"أول الناس ورودا للحوض :
عن ثوبان أن النبي (ص)قال : " أول الناس ورودا عليه فقراء المهاجرين ، الشعث رؤوسا ، الدنس ثيابا ، الذين لا ينكحون المتنعمات ، ولا تفتح لهم أبواب السدد " رواه الترمذي وابن ماجه."
والحديث باطل فهم يصف المهاجرين بأوصاف لا يوصف به إلا الكفار كدناسة وهى نجاسة الثياب وشعثاة الشعور وهو ما يعنى أنهم لا يتوضئون ولا يتطهرون مع أنهم في أحاديث أخرى علامة الأمة التحجيل والغر بسبب الطهارة " غر محجلون"
وتحدث عن مكان الحوض فقال :
"المبحث الثامن :
مكان الحوض
وفيه مسألتان :
المسألة الأولى : مكان الحوض بالنسبة للميزان :
ذكر أبو عبدالله القرطبي أن الحوض يكون قبل الميزان ، وعلل ذلك بقوله : " والمعنى يقتضيه فإن الناس يخرجون عطاشا من قبورهم –كما تقدم- فيقدم قبل الصراط والميزان ، والله أعلم".
المسألة الثانية : مكان الحوض بالنسبة للصراط :
الظاهر –والله أعلم- أن الحوض يكون قبل الصراط ، لأنه لو كان بعد الصراط لكان الذي يرد عن الحوض إلى النار قد جاوز جهنم خلفه فكيف يعاد إليها ، ومثل هؤلاء لا يجاوزون الصراط
ذكر هذا القرطبي ، وابن كثير ، وابن أبي العز الحنفي.
وجاء من حديث أبي هريرة أن النبي (ص)قال : " بينما أنا قائم على الحوض إذا زمرة حتى إذا عرفتهم خرج رجل من بيني وبينهم قال : هلم ، قلت : أين ؟ قال إلى النار والله ، قلت : وما شأنهم؟ قال : إنهم ارتدوا بعدك على أدبارهم القهقرى ، ثم إذا زمرة حتى إذا عرفتهم خرج رجل من بيني وبينهم فقال : هلم ، قلت : أين ؟ قال : إلى النار والله ، قلت : وما شأنهم ؟ قال : إنهم ارتدوا بعدك على أدبارهم القهقرى ، فلا أراه يخلص منهم إلا مثل همل النعم " أخرجه البخاري.
قال القرطبي : " فهذا الحديث مع صحته أدل دليل على أن الحوض يكون في الموقف قبل الصراط " ."
وهذا الكلام المتناقض دليل على عدم صحة أى حديث في الحوض وتحدث عن وجود حوض لكل نبى فقال:
"المبحث التاسع :
ما جاء أن لكل نبي حوض
قال الحافظ ابن حجر : " وقد اشتهر اختصاص نبينا (ص)بالحوض" .
والأصل في هذا الباب ما جاء من حديث سمرة أن النبي (ص)قال : " إن لكل نبي حوضا ، وإنهم يتباهون أيهم أكثر وارده ، وإني أرجو أن أكون أكثرهم واردة " أخرجه الترمذي.
قال أبو عيسى الترمذي : " هذا حديث غريب ، وقد روى الأشعث بن عبدالملك هذا الحديث عن الحسن عن النبي (ص)ومرسلا ، ولم يذكر فيه عن سمرة وهو أصح "
…وقد اختلف المحدثون في صحة مراسيل الحسن ، انظر شرح علل الترمذي لابن رجب 1/285-290 ، واختلف في سماع الحسن من سمرة على أربعة أقوال :
…القول الأول : أنه لم يسمع من سمرة ، قال به شعبة بن الحجاج وابن حبان وغيره .
…القول الثاني : أنه لم يسمع من سمرة ، وإنما حديثه عنه من كتاب سمرة ، قال به يحيى بن سعيد القطان ويحيى بن معين .
…القول الثالث : أنه لم يسمع من سمرة إلا حديث العقيقة ، قال به النسائي .
…القول الرابع : أنه سمع من سمرة ، قال به علي بن المديني ، انظر : تحرير علوم الحديث للجديع 1/155-157.
قال الحافظ ابن حجر : " والمرسل أخرجه ابن أبي الدنيا بسند صحيح عن الحسن قال : قال رسول الله (ص)" ...وذكر الحديث".
وقال أيضا : " أخرجه الطبراني من وجه آخر عن سمرة موصولا مرفوعا مثله وفي سنده لين ، وأخرج ابن أبي الدنيا أيضا في حديث أبي سعيد رفعه ..وذكر الحديث ، وقال " وفي إسناده لين".
قال الحافظ ابن كثير بعد أن ذكر سند ابن أبي الدنيا المرسل " وهذا مرسل عن الحسن ، وهو حسن ، صححه يحيى بن سعيد القطان وغيره ، وقد أفتى شيخنا المزي بصحته من هذه الطرق .
قال العلامة الألباني " وجملة القول إن الحديث بمجموع طرقه حسن أو صحيح ، والله أعلم "
قال الحافظ ابن حجر : " وإن ثبت -أي الحديث- فالمختص بنبينا (ص)الكوثر الذي يصب من مائه في حوضه ، فإنه لم ينقل نظيره لغيره ، ووقع الامتنان عليه به في السورة المذكورة –أي سورة الكوثر-"."
وكل هذا الكلام يدل على عدم صحة الحديث ولو عدنا لكتاب الله لوجدنا الحوض لا وجود له في أى عبارة في القرآن والموجود هو :
ان كل مسلم له عينان أى نهران أى حوضان سواء في الدرجة العليا أو في الدرجة الأقل كما قال تعالى :
"ولمن خاف مقام ربه جنتان فبأى آلاء ربكما تكذبان ذواتا أفنان فبأى آلاء ربكما تكذبان فيهما عينان تجريان"
وقال :
"ومن دونهما جنتان فبأى آلاء ربكما تكذبان مدهامتان فبأى ألاء ربكما تكذبان فيهما عينان نضاحتان"
ومن ثم لا وجود للحوض وإنما الموجود هو عينان أى نهران اى حوضان لكل مسلم وليس للنبى(ص) وحده