3 - قوله تعالى {يا أيها النبي قل لأزواجك} إلى قوله {للمحسنات منكن أجرا عظيما} هما آيتان باتفاق أهل العدد وعليه فالروايات التي جاءت بلفظ "الآيتين" مطابقة لما عند أهل العدد وأما رواية "الآية" فتحمل على إرادة الجنس وأما رواية "الآيات" فانفرد بها ابن ماجه وهذه اللفظة شاذة وهي مخالفة لما في الصحيحين وغيرهما ومخالفة أيضا لما في علم عد الآي"
ومما سبق يتبين أن الأحاديث بعضها مناقض للعد الموجود ثم قال :
المطلب الثاني ما ورد التعبير عنه بالمفرد والمثنى
وفيه ثلاثة فروع
الفرع الأول نصوص الأحاديث والآثار الواردة في ذلك
1 - عن ابن عباس قال خرج رجل من بني سهم مع تميم الداري وعدي بن بداء فمات السهمي بأرض ليس بها مسلم فلما قدما بتركته فقدوا جاما من فضة مخوصا من ذهب فأحلفهما رسول الله (ص)ثم وجد الجام بمكة فقالوا ابتعناه من تميم وعدي فقام رجلان من أوليائه فحلفا {لشهادتنا أحق من شهادتهما} وإن الجام لصاحبهم قال وفيهم نزلت هذه الآية {يا أيها الذين آمنوا شهادة بينكم إذا حضر أحدكم الموت} وفي رواية ونزلت هاتان الآيتان {يا أيها الذين آمنوا شهادة بينكم إذا حضر أحدكم الموت}"
ونص الآية يدل على أن الحادثة المزعومة لم تكن وقعت بقوله " شهادة بينكم إذا حضر أحدكم الموت" والرواية تخالف القرآن في عدم اقامة حد الزور على تميم وعدى ثم قال :
2 - عن علي قال سمعت رجلا يستغفر لأبويه وهما مشركان فقلت تستغفر لأبويك وهما مشركان فقال أليس قد استغفر إبراهيم لأبيه وهو مشرك؟ قال فذكرت ذلك للنبي (ص)فنزلت {ما كان للنبي والذين آمنوا أن يستغفروا للمشركين} وفي رواية فنزلت {ما كان للنبي والذين آمنوا أن يستغفروا للمشركين} إلى قوله {تبرأ منه} وفي رواية فأنزل الله تعالى فيه {ما كان للنبي} "
والحديث يخالف القرآن فالقرآن يتحدث عن كون الاستغفار وقع من النبى(ص) والمؤمنين وليس من ذلك الرجل وحده ثم قال :
3 - عن سهل بن سعد الساعدي قال شهدت من رسول الله (ص)مجلسا وصف فيه الجنة حتى انتهى ثم قال (ص)في آخر حديثه «فيها ما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر» ثم اقترأ هذه الآية {تتجافى جنوبهم عن المضاجع يدعون ربهم خوفا وطمعا ومما رزقناهم ينفقون فلا تعلم نفس ما أخفي لهم من قرة أعين جزاء بما كانوا يعملون} ثم قرأ هذه الآية {تتجافى جنوبهم عن المضاجع} "
والخطأ هو أن الجنة فيها الذى لم يخطر على قلب بشر وهو ما يناقض أنه خطر على بال كل المسلمين في كل العصور الآيات التى تصف نعيم الجنة ثم قال :
4 - عن ابن عمر أن رسول الله (ص)كان إذا سافر فركب راحلته كبر ثلاثا ثم قال {سبحان الذي سخر لنا هذا وما كنا له مقرنين} يقرأ الآيتين ثم يقول «اللهم إني أسألك في سفري هذا البر والتقوى ومن العمل ما ترضى اللهم هون علينا السفر واطو لنا الأرض اللهم أنت الصاحب في السفر والخليفة في الأهل اللهم اصحبنا في سفرنا فاخلفنا في أهلنا» وكان إذا رجع قال «آيبون تائبون لربنا حامدون» وفي جل الروايات ذكر النص كاملا {سبحان الذي سخر لنا هذا وما كنا له مقرنين وإنا إلى ربنا لمنقلبون} بدون قوله "يقرأ الآيتين" وفي رواية ثم قال {سبحان الذي سخر لنا هذا وما كنا له مقرنين} "
والخطأ تسمية الله صاحبا وخليفة وهى تسميات لا تطلق على الله وإنما تطلق على المخلوقات لوجود تشبيه فيها له وهو ما نهى عنه بقوله:
" ليس كمثله شىء" ثم قال :
5 - عن عبد الله بن عباس عن عمر بن الخطاب أنه قال لما مات عبد الله بن أبي بن سلول دعي له رسول الله (ص)ليصلي عليه ثم قال في آخر الحديث فلم يمكث إلا يسيرا حتى نزلت الآيتان من براءة {ولا تصل على أحد منهم مات أبدا} إلى {وهم فاسقون} قال فعجبت بعد من جرأتي على رسول الله (ص)يومئذ والله ورسوله أعلم وانفرد الترمذي بلفظ فوالله ما كان إلا يسيرا حتى نزلت هاتان الآيتان {ولا تصل على أحد منهم مات أبدا ولا تقم على قبره }وانفرد البزار بلفظ فما برحت حتى نزلت الآية {ولا تصل على أحد منهم مات أبدا ولا تقم على قبره} وقد ورد هذا الحديث من وجه آخر عن نافع عن ابن عمر بلفظ فنزلت أو فأنزل الله {ولا تصل على أحد منهم مات أبدا ولا تقم على قبره إنهم كفروا بالله ورسوله وماتوا وهم فاسقون} أي بدون تحديد الذي نزل أهو آية أم آيتان"
والروايات تناقض المصحف الحالى وتناقض بعضها فالقول المذكور آية ومع هذه تسميه روايات آيتان ثم قال :
6 - عن علي بن أبي طالب قال كنا في جنازة فيها رسول الله (ص)بقيع الغرقد فجاء رسول الله (ص)فجلس ومعه مخصرة فنكس ونكت بها ثم رفع رأسه فقال «ما منكم من أحد ما من نفس منفوسة إلا قد كتب الله مكانها من الجنة والنار وإلا قد كتبت شقية أو سعيدة» فقال رجل من القوم يا رسول الله أفلا نمكث على كتابنا وندع العمل فمن كان من أهل السعادة ليكونن إلى السعادة ومن كان من أهل الشقاوة ليكونن إلى الشقاوة فقال رسول الله (ص)«بل اعملوا؛ فكل ميسر؛ فأما أهل السعادة فييسرون للسعادة وأما أهل الشقاوة فييسرون للشقاوة» ثم قرأ رسول الله (ص)هذه الآية {فأما من أعطى واتقى وصدق بالحسنى فسنيسره لليسرى وأما من بخل واستغنى وكذب بالحسنى فسنيسره للعسرى} وفي بعض الروايات ثم قرأ {فأما من أعطى واتقى وصدق بالحسنى}"
والحديث باطل لأنها تتحدث عن جلوس الرسول(ص) عند دفن الجنازة وهو ما يناقض وجوب القيام كما في الآية " ولا تقم على قبره"
وذكر المذاهب في عد الآيات المذكورة سابقا فقال :
"الفرع الثاني مذاهب أهل العدد في أعداد آي السورة المذكورة
الآيات التي اشتمل عليها هذا الفرع كلها محل اتفاق بين أهل العدد فيه إفرادا وتثنية ولم يقع بينهم اختلاف في ذلك
الفرع الثالث مناقشة حول هذه الأحاديث
1 - الأحاديث في هذا المطلب عبرت عن ذات القدر من الآيات الكريمة تارة بأنه آية وتارة بأنه آيتان
2 - يجاب عن البنود الأربعة الأولى بأن لفظ الآية يراد به الجنس لا العدد
3 - قوله تعالى {ولا تصل على أحد منهم مات أبدا ولا تقم على قبره إنهم كفروا بالله ورسوله وماتوا وهم فاسقون} هو آية واحدة باتفاق أهل العدد!! ولم يوافقه إلا ما جاء في رواية البزار "فما برحت حتى نزلت الآية" وهذه الرواية تفرد بها البزار ورواها من طريق محمد بن إسحاق وهو مدلس وقد عنعنه ولفظ البخاري وغيره كله "الآيتان"
والجواب عن الرواية المشهورة «نزلت الآيتان» أن المقصود بالآية هنا "الموضوع"
4 - قوله تعالى {فأما من أعطى واتقى وصدق بالحسنى فسنيسره لليسرى وأما من بخل واستغنى وكذب بالحسنى فسنيسره للعسرى} هو ست آيات باتفاق أهل العدد فأما الروايات التي جاءت بلفظ "الآية" فتحمل على إرادة الجنس
5 - قد يجاب بأن تغاير التعبير هو تصرف من بعض رواة الحديث"
والنقاشات تبين بطلان العديد من الأحاديث السابقة ثم ذكر أحاديث أخرى فقال :
"المبحث السادس
المطلب الأول نصوص الأحاديث والآثار الواردة في ذلك
بعض الأحاديث والآثار التي تقدمت في مباحث سابقة تندرج تحت هذا المبحث أيضا؛ كأحاديث الفاتحة أنها سبع آيات وأحاديث المبحث السابق كلها ومما ورد بالإضافة إلى ذلك
1 - عن أبي مسعود البدري قال قال رسول الله (ص)«الآيتان من آخر سورة البقرة من قرأهما في ليلة كفتاه»
2 - عن عبد الله بن مسعود قال "الكبائر ما بين أول سورة النساء إلى رأس الثلاثين""
وهو كلام يخالف وجود كبائر عندهم في آيات أخرى بعد الثلاثين كقوله تعالى أية48 "إن الله لا يغفر أن يشرك به " وكالقتل في آية 93" ومن يقتل مؤمنا متعمدا فجزاؤه جهنم"
3 - عن بريدة قال بينما نحن قعود على شراب لنا ونحن على رملة ونحن ثلاثة أو أربعة وعندنا باطية لنا ونحن نشرب الخمر حلا إذ قمت حتى آتي رسول الله (ص)فأسلم عليه وقد نزل تحريم الخمر {يا أيها الذين آمنوا إنما الخمر والميسر والأنصاب والأزلام رجس من عمل الشيطان } إلى آخر الآيتين {فهل أنتم منتهون}
4 - عن عبادة بن الصامت قال قال رسول الله (ص)«من يبايعني على هؤلاء الآيات؟» ثم قرأ {قل تعالوا أتل ما حرم ربكم عليكم} حتى ختم الآيات الثلاث «فمن وفى فأجره على الله ومن انتقص شيئا أدركه الله بها في الدنيا كانت عقوبته ومن أخر إلى الآخرة كان أمره إلى الله؛ إن شاء عذبه وإن شاء غفر له» وجاء من وجه آخر عن ابن عباس موقوفا في قوله تعالى {آيات محكمات} قال هي التي في الأنعام {قل تعالوا أتل ما حرم ربكم عليكم ألا تشركوا به شيئا} ثلاث آيات
5 - عن عبد الرحمن بن يزيد أن ابن مسعود صلى بهم العشاء فقرأ بأربعين آية من الأنفال ثم قرأ في الثانية بسورة من المفصل وفي رواية صلى بنا ابن مسعود صلاة العشاء الآخرة فاستفتح بسورة الأنفال حتى إذا بلغ {نعم المولى ونعم النصير} ركع
6 -عن عمران بن حصين قال كنا مع النبي (ص)في سفر فتفاوت بين أصحابه في السير فرفع رسول الله (ص)صوته بهاتين الآيتين {يا أيها الناس اتقوا ربكم إن زلزلة الساعة شيء عظيم} إلى قوله {عذاب الله شديد}
7 - عن عائشة في حديثها الطويل عن حادثة الإفك قالت فكانت أول كلمة تكلم بها أن قال «يا عائشة أما الله فقد برأك» قالت فقالت أمي قومي إليه فقلت والله لا أقوم إليه؛ ولا أحمد إلا الله عز وجل قالت فأنزل الله تعالى {إن الذين جاءوا بالإفك عصبة منكم لا تحسبوه} العشر الآيات كلها وفي رواية مرسلة عن الحكم بن عتيبة فأنزل الله فيها خمسة عشر آية من سورة النور ثم قرأ الحكم حتى بلغ {الخبيثات للخبيثين والخبيثون للخبيثات والطيبات للطيبين والطيبون للطيبات} وفي رواية مرسلة أخرى عن سعيد بن جبير فنزلت ثمانية عشرة آية متواليات بتكذيب من قذف عائشة وبراءتها, ويؤدب فيها المؤمنين فنزلت {إن الذين جاءوا بالإفك}"
وحدثنا عن عدم اختلاف الروايات مع العد حيث قال :
المطلب الثاني مذاهب أهل العدد في أعداد آي السور المذكورة
الآيات التي اشتمل عليها هذا المطلب كلها محل اتفاق بين أهل العدد ولم يقع بينهم اختلاف في شيء من ذلك
المطلب الثالث مناقشة حول الأحاديث المذكورة
1 - البنود الستة الأولى كلها موافقة لجميع مذاهب العدد ولا إشكال فيها
2 - البند السابع أيضا لا إشكال فيه في الرواية التي في الصحيحين وغيرهما «العشر الآيات كلها» وأما رواية «خمسة عشر آية » فهي غير موافقة لما في علم عد الآي..
4 - قال الآلوسي في تفسيره بعد أن ساق الحديث والأثرين "وكأن الخلاف مبني على الخلاف في رؤوس الآي وفي كتاب العدد للداني ما يوافق المروي عن ابن جبير" وقد ثبت بالدليل والبرهان أن لا خلاف في عد آي سورة النور حتى الآية وما نسب إلى الداني فغير موجود في النسخ التي بأيدينا "
وذكر أحاديث أخرى فقال :
"المبحث السابع
المطلب الأول نصوص الأحاديث الشريفة الواردة في ذلك
1 - عن مجاهد قال أربع آيات من سورة البقرة في نعت المؤمنين وآيتان في نعت الكافرين وثلاث عشرة في المنافقين وعن المغيرة بن سبيع قال من قرأ عشر آيات من البقرة عند منامه لم ينس القرآن أربع آيات من أولها وآية الكرسى وآيتان بعدها وثلاث من آخرها "
وهذا الكلام مخالف تماما لكتاب الله فماذا نقول في الآيات من206:204وهى في المنافق وماذا نقول في ألآيات261و262فى في وصف المؤمنين بالانفاق في سبيل الله ثم قال :
2 - أحاديث فضل آية الكرسي ومنها
- عن أبي بن كعب قال قال رسول الله (ص)«يا أبا المنذر أتدري أي آية من كتاب الله معك أعظم؟» قال قلت الله ورسوله أعلم قال «يا أبا المنذر أتدري أي آية من كتاب الله معك أعظم؟» قال قلت {الله لا إله إلا هو الحي القيوم} قال فضرب في صدري وقال «والله ليهنك العلم أبا المنذر» "
هذا الحديث يتناقض مع حديث كون الفاتحة أعظم سورة فلو كانت هى العظمى فلابد أن تكون إحدى آياتها هى العظمى وليس من سورة غيرها ثم قال :
- عن أبي هريرة قال وكلني رسول الله (ص)بحفظ زكاة رمضان فأتاني آت فجعل يحثو من الطعام وذكر الحديث وقال في آخره إذا أويت إلى فراشك فاقرأ آية الكرسي {الله لا إله إلا هو الحي القيوم} حتى تختم الآية فإنك لن يزال عليك من الله حافظ ولا يقربنك شيطان حتى تصبح فقال النبي (ص)«أما إنه قد صدقك وهو كذوب ذاك شيطان» "
لا يوجد شىء اسمه زكاة رمضان فالزكاة هى الزكاة وحتى الموجود في الروايات زكاة الفطر وليس زكاة الصوم ثم قال :
3 - عن أسماء بنت يزيد أن النبي (ص)قال «اسم الله الأعظم في هاتين الآيتين {وإلهكم إله واحد لا إله إلا هو الرحمن الرحيم} وفاتحة آل عمران {الم الله لا إله إلا هو الحي القيوم} "
ولا وجود للاسم الأعظم ولا لما يحققه وهو ما يعارض أن أى لفظ صحيح يطلق على الله مماثل لأى اسم أخر كما قال تعالى :
" قل ادعوا الله أو ادعوا الرحمن أياما تدعوا فله الأسماء الحسنى"
وحدثنا عن الخلاف في العد فقال :
"المطلب الثاني مذاهب أهل العدد في أعداد آي سورة البقرة وسورة آل عمران
1 - قوله تعالى {الحي القيوم} في سورة البقرة عدها المدني الأخير والمكي والبصري ولم يعدها الباقون
2 - قوله تعالى {الم الله لا إله إلا هو } عد الكوفي {الم} ولم يعدها الباقون
المطلب الثالث مناقشة حول الأحاديث المذكورة
1 - إن قيل إن أحاديث آية الكرسي صريحة أو كالصريحة في أنها تبدأ بـ {الله لا إله إلا هو الحي القيوم} وتنتهي بـ {وهو العلي العظيم} وهذا يحتم اعتبارها آية واحدة وإهمال المذاهب التي تعدها آيتين فالجواب ما قد سبق في المبحث الثاني من الرد على ابن شنبوذ
2 - قول أبي عمرو الداني "ومن عد {الحي القيوم} في آية الكرسي فلانعقاد الإجماع على عد نظيره في أول آل عمران ومن لم يعده فلورود التوقيف على النبي "
المبحث الثامن
المطلب الأول نصوص الأحاديث الشريفة الواردة في ذلك
1 - عن عبد الله بن عباس أنه بات عند ميمونة زوج النبي (ص)وهي خالته قال فاضطجعت في عرض الوسادة واضطجع رسول الله (ص)وأهله في طولها فنام رسول الله (ص)حتى انتصف الليل أو قبله بقليل أو بعده بقليل ثم استيقظ رسول الله (ص)فجعل يمسح النوم عن وجهه بيديه ثم قرأ العشر الآيات الخواتم من سورة آل عمران وفي رواية أنه رقد عند رسول الله (ص)فاستيقظ فتسوك وتوضأ وهو يقول {إن في خلق السماوات والأرض واختلاف الليل والنهار لآيات لأولي الألباب} فقرأ هؤلاء الآيات حتى ختم السورة
2 - عن ابن عباس قال إذا سرك أن تعلم جهل العرب فاقرأ ما فوق الثلاثين ومائة في سورة الأنعام {قد خسر الذين قتلوا أولادهم سفها بغير علم} إلى قوله {قد ضلوا وما كانوا مهتدين}
3 - عن أبي هريرة قال وسئل رسول الله (ص)عن الحمر فقال «ما أنزل علي فيها شيء إلا هذه الآية الجامعة الفاذة {فمن يعمل مثقال ذرة خيرا يره ومن يعمل مثقال ذرة شرا يره}»
المطلب الثاني مذاهب أهل العدد في أعداد آي السور المذكورة
1 - سورة آل عمران مائتا آية في جميع العدد اختلف فيها في سبع آيات {الم} [1] عدها الكوفي ولم يعدها الباقون {الإنجيل} [3] لم يعدها الشامي وعدها الباقون {وأنزل الفرقان} [4] لم يعدها الكوفي وعدها الباقون {والإنجيل} [48] عدها الكوفي ولم يعدها الباقون {ورسولا إلى بني إسرائيل} [49] عدها البصري ولم يعدها الباقون {مما تحبون} [92] لم يعدها الكوفي والبصري وعدها الباقون (103) وعليه فإن الآيات من (92) حتى نهايتها مما لم يختلف فيه بين أهل العدد
2 - سورة الأنعام مائة وخمس وستون آية في الكوفي ومائة وست وستون في البصري والشامي ومائة وسبع وستون في المدنيين والمكي اختلافها أربع آيات {وجعل الظلمات والنور} [1] عدها المدنيان والمكي ولم يعدها الباقون {قل لست عليكم بوكيل} [66] عدها الكوفي ولم يعدها الباقون {كن فيكون} [73] {إلى صراط مستقيم} [161] لم يعدهما الكوفي وعدهما الباقون (104)
3 - سورة الزلزلة ثماني آيات في المدني الأول والكوفي وتسع في عدد الباقين اختلافها آية {أشتاتا} لم يعدها المدني الأول والكوفي وعدها الباقون (105) فالآيتان الأخيرتان منها مما لم يختلف فيه بين أهل العدد
المطلب الثالث مناقشة حول الأحاديث المذكورة
1 - أواخر آل عمران المذكورة في الحديث الشريف هي إحدى عشرة آية باتفاق أهل العدد وليست عشرا كما في روايات الحديث الشريف والجواب عن هذا أن في الكلام مجازا بحذف الكسور كما مر من قبل
2 - قوله تعالى {قد خسر الذين قتلوا أولادهم سفها بغير علم } الآية بحسب العد الكوفي والبصري والشامي فهذه الآية رقمها (140) وبحسب المدنيين والمكي رقمها (141) والعدد المذكور عن ابن عباس رضي الله عنهما فيه فارق كبير عن جميع مذاهب العدد؛
3 - جميع الروايات في حديث سورة الزلزلة - في الصحيحين وغيرهما- جاءت بلفظ «هذه الآية» علما بأن المذكور في الحديث آيتان باتفاق أهل العدد والأمر محمول على إرادة الجنس"
وهذا الاختلاف يثبت بطلان الأحاديث أو بطلان العد الحالى ومن ثم تحريف المصحف
وتحدث عن سورة الكهف فقال :
"المبحث التاسع
المطلب الأول نصوص الأحاديث الشريفة الواردة في ذلك
عن أبي الدرداء عن النبي (ص)أنه قال «من قرأ عشر آيات من آخر الكهف عصم من فتنة الدجال»
المطلب الثاني مذاهب أهل العدد في عدد آي سورة الكهف
سورة الكهف مائة وخمس آيات في المدنيين والمكي ومائة وست في الشامي ومائة وعشر في الكوفي ومائة وإحدى عشرة في البصري وقد اختلف فيها في إحدى عشرة آية {وزدناهم هدى} [13] لم يعدها الشامي وعدها الباقون {ما يعلمهم إلا قليل} [22] عدها المدني الأخير ولم يعدها الباقون {إني فاعل ذلك غدا} [23] لم يعدها المدني الأخير وعدها الباقون {وجعلنا بينهما زرعا} [32] لم يعدها المدني الأول والمكي وعدها الباقون {أن تبيد هذه أبدا} [35] لم يعدها المدني الأخير والشامي وعدها الباقون {من كل شيء سببا} [84] لم يعدها المدني الأول والمكي وعدها الباقون {فأتبع سببا} [85] و {ثم أتبع سببا} [89 92] عدهن الكوفي والبصري ولم يعدهن الباقون {عندها قوما} [86] لم يعدها الكوفي والمدني الأخير وعدها الباقون {بالأخسرين أعمالا} [103] لم يعدها المدنيان والمكي وعدها الباقون (107)
المطلب الثالث مناقشة حول الحديث المذكور
إزاء الاختلاف في عدد آي سورة الكهف فهل المراد قراءة عشر آيات على سبيل التقريب وحذف الكسور؟ أم المراد حقيقة العشر؟ فإن كان الأول فلا إشكال وإن كان الثاني ففيه إشكال؛ وهو أن العشر الأواخر من الكهف تختلف باختلاف مذاهب العدد"
وكما سبق القول إما أن ألاحاديث باطلة وإما أن العد باطل وعليه يكون هناك تحريف في المصحف ولا يمكن للقوم إلا أن يقولوا ببطلان الأحاديث لأن تصديقها يعنى تحريف المصحف لمخالفته لها