الاسلام دين السلام
الاسلام دين السلام
الاسلام دين السلام
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.



 
الرئيسيةالرئيسية  البوابةالبوابة  أحدث الصورأحدث الصور  التسجيلالتسجيل  دخولدخول  

 

 قراءة فى كتاب إثبات أن الحنان صفة من صفات الله

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
رضا البطاوى




عدد المساهمات : 3279
نقاط : 9733
السٌّمعَة : 0
تاريخ التسجيل : 16/07/2011

قراءة فى كتاب إثبات أن الحنان صفة من صفات الله Empty
مُساهمةموضوع: قراءة فى كتاب إثبات أن الحنان صفة من صفات الله   قراءة فى كتاب إثبات أن الحنان صفة من صفات الله I_icon_minitimeالسبت أبريل 10, 2021 6:34 am

قراءة فى كتاب إثبات أن الحنان صفة من صفات الله
الكتاب تأليف سلطان بن فهد الطبيشي من أهل العصر وهو يدور حول كون الحنان اسم لله تعالى أم لا والعنوان وهو إثبات الاسم يتناقض مع نفى الكتاب له ويبدأ الطبيشى الكتاب بمقولة خاطئة أطبق عليها القوم وهو أن الأسماء الحسنى يراد بها الألفاظ التى تطلق على الذات العلية فقال:
"وصف الله أسماءه بأنها حسنى في عدة آيات منها: قال تعالى: ولله الأسماء الحسنى" فادعوه بها فأسماؤه سبحانه وتعالى بالغة الحسن؛ لأنها تضمنت صفات الكمال المطلق، الذي لا نقص فيه بوجه من الوجوه
قال ابن القيم : أسماؤه - أي الله سبحانه وتعالى -كلها أسماء مدح وحمد وثناء وتمجيد؛ ولذلك كانت حسنى، وصفاته كلها صفات كمال، ونعوته كلها نعوت جلال، وأفعاله كلها حكمة ورحمة ومصلحة وعدل
لذا لا يجوز لأي أحد أن يسمي الله سبحانه وتعالى باسم لم يثبت في القرآن، ولا في السنة الصحيحة له، وهو مذهب الجمهور من أهل السنة والجماعة أن أسماء الله توقيفية لا يجوز تسميته بما لم يرد به السمع
قال ابن القيم: أسماء الله تعالى توقيفية، ولم يسم نفسه إلا بأحسن الأسماء وقال ابن الوزير : فأسماء الله وصفاته توقيفية شرعية، وهو أعز من أن يطلق عليه عبيده الجهلة ما رأوا من ذلك؛ فلا يجوز تسميته : رب الكلاب والخنازير ونحو ذلك من غير إذن شرعي، وإنما يسمى بما سمى به نفسه ولله الأسماء الحسنى" فادعوه بها وذروا الذين يلحدون في أسمائه وقال السفاريني : لكنها أي الأسماء الحسنى في القول الحق المعتمد عند أهل الحق توقيفية بنص الشرع وورود السمع بها والتوقيفي: ما ورد به كتاب، أو سنة صحيحة، أو حسنة، أو إجماع؛ لأنه لا يخرج عنهما، وأما السنة الضعيفة، والقياس فلا يثبت بهما
وهذا هو الحق في أسماء الله الحسنى أنه لا يثبت لله اسم إلا بقرآن، أو سنة صحيحة، أو حسنة، أو إجماع ، وأما السنة الضعيفة فلا يجوز إثبات اسم لله بها ونرى البعض من الناس يسمون الله بأسماء لم تثبت في قرآن ولا سنة صحيحة، ولا إجماع "

قبل الدخول فى نقد البحث اقول أن الأسماء الحسنى فى القرآن تعنى الأحكام العادلة ولا تعنى الألفاظ التى تطلق على الله و الدليل على كون الأسماء بمعنى الأحكام فهو قوله بسورة المائدة "ومن أحسن من الله حكما "فالله هنا وصف حكمه بالحسن زد على هذا قوله بسورة يوسف "ما تعبدون من دونه إلا أسماء سميتموها أنتم وأباؤكم "أى ما تطيعون من غيره إلا أحكام ألفتموها أنتم وأباؤكم لأن الكفار يطيعون أحكام وليس ألفاظ تطلق على الآلهة المزعومة مثل مناة واللات والعزى
وقد بين الطبيشى أنه سيتعرض لاسم الحنان فقال :
"وفي هذا البحث المختصر سوف أتعرض لاسم من هذه الأسماء وهو اسم الله (الحنان)، وسأجمع الأحاديث التي ورد فيها لنرى مدى ثبوتها حتى نثبت هذا الاسم لله، أو ننفيه عنه"
ثم ذكر وجود حديث99 اسم لله فقال :
"أخرج البخاري، ومسلم، وغيرهما من طريق أبي الزناد، عن الأعرج، عن أبي هريرة قال: قال رسول الله: "إن لله تسعة وتسعين اسما مائة إلا واحدا؛ من أحصاها دخل الجنة"
وقد جاء من طرق أخرى في غير الصحيحين ذكر أسماء الله الحسنى بعد ذكر الحديث، وسردها، وذكر من بين الأسماء اسم الله (الحنان)، وجاءت أحاديث فيها لفظ (الحنان) وهي :
- طريق عبد العزيز بن الحصين عن أيوب السختياني وهشام بن حسان جميعا عن محمد بن سيرين عن أبي هريرة
- طريق مجاهد عن أبي هريرة
- حديث أنس، وله سندان ومتنان مختلفان
- حديث أبي ذر
- حديث جابر
-حديث حذيفة
- أثر علي
- أثر عروة بن الزبير
- أثر زيد بن عمرو بن نفيل
- أثر الأسود بن يزيد
أولا : طريق عبد العزيز بن الحصين، عن أيوب السختياني، وهشام ابن حسان جميعا عن محمد بن سيرين عن أبي هريرة عن النبي

أخرجه الحاكم من هذا الطريق ولفظه: "إن لله تسعة وتسعين اسما من أحصاها دخل الجنة: الله، الرحمن، الرحيم، ألآله، الرب، الملك، القدوس، السلام، المؤمن، المهيمن، العزيز، الجبار، المتكبر، الخالق، الباريء، المصور، الحليم، العليم، السميع، البصير، الحي، القيوم، الواسع، اللطيف، الخبير، الحنان، المنان، البديع، الودود، الغفور، الشكور، المجيد، المبديء، المعيد، النور، الأول، الآخر، الظاهر، الباطن، الغفار، الوهاب، القادر، الأحد، الصمد، الكافي، الباقي، الوكيل، المجيد، المغيث، الدائم، المتعال، ذو الجلال والإكرام، المولى، النصير، الحق، المبين، الباعث، المجيب، المحيي، المميت، الجميل، الصادق، الحفيظ، الكبير، القريب، الرقيب، الفتاح، التواب، القديم، الوتر، الفاطر، الرزاق، العلام، العلي، العظيم، الغني، المليك، المقتدر، الأكرم، الرؤوف، المدبر، المالك، القدير، الهادي، الشاكر، الرفيع، الشهيد، الواحد، ذو الطول، ذو المعارج، ذو الفضل، الخلاق، الكفيل، الجليل، الكريم"
وقبل الدخول فى النقاش الذى أتى به الطبيشى يوجد فى القرآن أكثر من 110 اسم لله صريحة ومن ثم فحديث99 ليس صحيحا ولا يمكن أن يقوله النبى(ص) وهى:
1-الإله 2-الرب
3-الحى
4- الأحد
5- الواحد
6- الرحمن
7- الرحيم 8-ذو الرحمة
9-أرحم الراحمين
10- الرءوف
11- البر
12-ذو الفضل
13-العفو
15-الودود
16- السلام
17-التواب 18-قابل التوب
19-الكريم 20-الأكرم
21-الغفور 22-الغفار 23- غافر الذنب24 - خير الغافرين 24- واسع المغفرة
25- الحليم
26- الوهاب 27-الشاكر 28- الشكور
29-المستعان
30-الرازق 31-خير الرازقين 32- الكفيل
33-العليم 34- المحيط
35-الخبير
36- السميع
37- البصير 38- الرقيب
39-عالم الغيب والشهادة40 - علام الغيوب41 - عالم غيب السموات والأرض 42- اللطيف
43- القريب
44- المجيب
45- الكاتب
46- الشهيد 47- المؤمن
48 -المبين 49-الخالق 50- الخلاق 51- أحسن الخالقين
53- البارىء 54- المصور
55- بديع السموات والأرض
56- فاطر السموات والأرض 57- فالق الحب والنوى 58-الله
59-الملك
60-مالك الملك
61-القدوس
62-المهيمن
63-العزيز
64-الجبار
65-المتكبر
66-السلام
67- أهل التقوى
68-أهل المغفرة
69-القهار
70-الصمد
71- رب الناس
72- ملك الناس
73-إله الناس
74-رب السموات والأرض
75-رب المشرق والمغرب
76-الغنى
77-الولى
78-الحميد
79-الوكيل
80-القدير
81-القادر
82-العفو
83-المحيى
74-محى الموتى
85-أحكم الحاكمين
86-الرازق
87-المتين
88-المؤمن
89-رب الفلق
90-القاهر
91-خير الفاصلين
92-أسرع الحاسبين
93-رب العالمين
94-ذو القوة
95-
96- الحكم
97-نور السموات والأرض
98-المقتدر
99-المجيد
100-شديد العقاب
101-ذى الطول
102-رفيع الدرجات
103-ذو العرش
104-رب العرش
105-الكريم
106- الحق
107 -المليك
108-الناصر
109-العظيم
110-النصير
111-المولى
112-الواسع
113-الحسيب
114-المقيت
115-الحفيظ
116- العلى
117- الأعلى
118-الحليم
119-سريع الحساب
120-الأول
121-الأخر
122-الظاهر
123-الباطن
124-ذو الجلال والإكرام
125-رب المشارق والمغارب
126-مالك يوم الدين
127- شديد المحال
128- ذو الانتقام
129-القيوم
130-المتعال
131-الوهاب
132-خير الماكرين
133-الكاشف
134-القوى
135-القريب
136-المجيب
137-الفتاح
138-النور
139 -أحسن الخالقين
140-فاطر السموات والأرض
141-خير الوارثين
142-الكافى
ثم أورد الطبيشى الكلام فى الحديث فقال:

"ثم قال الحاكم : هذا حديث محفوظ من حديث أيوب، وهشام عن محمد بن سيرين عن أبي هريرة مختصرا دون ذكر الأسامي الزائدة فيها كلها في القرآن، وعبد العزيز بن الحصين بن الترجمان ثقة وإن لم يخرجاه وإنما جعلته شاهدا للحديث الأول- أي حديث الوليد بن مسلم -
وتعقبه الحافظ ابن حجر بقوله : وفي كلامه مناقشات:
- جزمه بأن عبد العزيز ثقة مخالف لمن قبله، فقد ضعفه يحيى بن معين، والبخاري، وأبو حاتم وغيرهم حتى قال ابن حبان: يروي الموضوعات عن الثقات
- شرط الشاهد أن يكون موافقا في المعنى، وهذا شديد المخالفة في كثير من الأسماء
-جزمه بأنها كلها في القرآن ليس كذلك؛ فإن بعضها لم يرد في القرآن أصلا وبعضها لم يرد بذكر الاسم وأخرج هذا الطريق البيهقي في الأسماء والصفات، ثم قال : "تفرد بهذه الرواية عبد العزيز بن الحصين بن الترجمان، وهو ضعيف الحديث عند أهل النقل؛ ضعفه يحيى بن معين، ومحمد بن إسماعيل البخاري"وحديث عبد العزيز بن الحصين ضعيف لعدة أمور؛ منها ما ذكره الحافظ ابن حجر،ومنها ما يلي :
- أن لفظة (الحنان) التي ذكرها عبد العزيز بن الحصين في هذا الحديث لا توجد إلا عنده، والرواية الأخرى وهي الأصح من هذه الرواية لا يوجد بها هذه الرواية فهي زيادة منكرة
- تفرد عبد العزيز بن الحصين بذكر الأسماء عن أيوب، وهي زيادة منكرة؛ فقد روى معمر عن أيوب هذا الحديث ولم يذكر الأسماء الحسنى، ومعمر أوثق وأجل من عبد العزيز بن الحصين
وروى العقيلي هذا الحديث في الضعفاء في ترجمة عبد العزيز بن الحصين، حيث ذكر له حديثين : أحدهما هذا الحديث، ثم قال: فلا يتابع عليهما جميعا وكلا الحديثين الرواية فيهما من غير هذا الوجه مضطربة؛ فيها لين، وأما الرواية في تسعة وتسعين اسما مجملة بأسانيد جياد عن أبي هريرة عن النبي { وقال ابن كثير: والذي عول عليه جماعة من الحفاظ أن سرد الأسماء في هذا الحديث مدرج وكذا قال ابن حجر
ثانيا : طريق مجاهد عن أبي هريرة: قال الحكيم الترمذي : حدثنا صالح بن أحمد بن أبي محمد، حدثنا يعلى بن هلال، عن ليث، عن مجاهد عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله: "إنما الشفاعة يوم القيامة لمن عمل الكبائر من أمتي ثم ماتوا عليها إلى أن قال :ثم يدخلون الجنة فيكتب في جباههم عتقاء الله من النار إلا رجلا واحدا فإنه يمكث فيها بعدهم ألف سنة ثم ينادي يا حنان يا منان فيبعث الله إليه ملكا ليخرجه إلى آخر الحديث
وهذا السند فيه علل هي :
- صالح بن أحمد بن أبي محمد لم أجد له ترجمة

- يعلى بن هلال لم أجد له ترجمة، ولعله معلى بن هلال، وهو مكثر عن الليث، وقد اتفق النقاد على تكذيبه، فإذا لم يكن هو فهو مجهول
- ليث بن أبي سليم، قال ابن حجر: صدوق، اختلط جدا، ولم يتميز حديثه فترك
فواحدة من هذه العلل تكفي لرد الحديث فما بالك بهذه الثلاثة مجتمعة
ثالثا : حديث أنس الأول :
أخرج هذا الحديث الإمام أحمد فقال : حدثنا حسن بن موسى، حدثنا سلام بن مسكين حدثنا أبو ظلال، عن أنس بن مالك، عن النبي قال: "إن عبدا في جهنم لينادي ألف سنة: يا حنان يا منان قال: فيقول الله لجبريل: اذهب فأتني بعبدي هذا فينطلق جبريل فيجد أهل النار منكبين يبكون، فيرجع إلى ربه فيخبره، فيقول: ائتني به، فإنه في مكان كذا وكذا، فيجيء به، فيوقفه على ربه فيقول له: يا عبدي، كيف وجدت مكانك ومقيلك؟ فيقول: أي رب، شر مكان، وشر مقيل فيقول ردوا عبدي فيقول: يا رب، ما كنت أرجو إذ أخرجتني منها أن تردني فيها فيقول: دعوا عبدي"ورواه أبو يعلى في مسنده، والبيهقي في شعب الإيمان، وفي الأسماء والصفات، والبغوي في شرح السنة، وابن خزيمة في التوحيد، وابن أبي الدنيا في حسن الظن بالله كلهم من طريق سلام بن مسكين به نحوه قال ابن حجر في القول المسدد : أورده - أي هذا الحديث - ابن الجوزي في الموضوعات من طريق المسند أيضا، وقال : هذا حديث ليس بصحيح قال ابن معين: أبو ظلال ليس بشيء، وقال ابن حبان: كان مغفلا يروي عن أنس ما ليس من حديثه؛ لا يجوز الاحتجاج به بحال قلت: قد أخرج له الترمذي، وحسن له بعض حديثه، وعلق له البخاري حديثا، وأخرج هذا الحديث ابن خزيمة في كتاب التوحيد من صحيحه إلا أنه ساقه بطريقة له تدل على أنه ليس على شرطه في الصحة، وفي الجملة ليس هو موضوعا انتهى كلام ابن حجروأبو ظلال قال الذهبي فيه: ضعفوه وقال ابن حجر : ضعيف مشهور بكنيته فالرجل كما ترى ضعيف، ولم يتابع في روايته لهذا الحديث عن أنس
رابعا : حديث أنس الثاني :
أخرجه ابن حبان فقال: أخبرنا محمد بن إسحاق بن إبراهيم مولى ثقيف، قال: حدثنا قتيبة بن سعيد، قال: حدثنا خلف بن خليفة، قال: حدثنا حفص بن أخي أنس بن مالك، عن أنس ابن مالك قال: "كنت مع رسول الله { جالسا في الحلقة ورجل قائم يصلي فلما ركع سجد وتشهد دعا فقال في دعائه: اللهم إني أسالك بأن لك الحمد لا إله إلا أنت الحنان، المنان بديع السماوات، والأرض يا ذا الجلال، والإكرام يا حي يا قيام اللهم إني أسألك فقال النبي: أتدرون بما دعا؟ قالوا: الله ورسوله أعلم فقال: والذي نفسي بيده لقد دعا باسمه العظيم الذي إذا دعي به أجاب وإذا سئل به أعطى"ورواه الضياء المقدسي في المختارة من طريق شيخ ابن حبان السراج وزيادة لفظة (الحنان) في هذا الحديث خطأ ولعل الخطأ فيها من السراج وذلك لأمرين :
- أن النسائي روى هذا الحديث عن شيخه قتيبة، ولم يذكر هذه الزيادة، والنسائي أجل وأحفظ من السراج
- تلاميذ خلف بن خليفة مثل: نوح بن الهيثم حديثه عند البغوي، وكذلك عفان بن مسلم، والحسين بن محمد شيخا الإمام أحمد في المسند، وكذلك سعيد بن منصور حديثه عند الطبراني، وعبدالرحمن الحلبي حديثه عند أبي داود، وعلي بن خلف بن خليفة حديثه عند البخاري في الأدب المفرد، فهذا الجمع يدلك على شذوذ رواية السراج، وأن الزيادة غير صحيحة في هذا الحديث وأما طريق الإمام أحمد الذي قال فيه : حدثنا حسين بن محمد، وعفان قالا: ثنا خلف بن خليفة، ثنا حفص بن عمر، عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال : كنت جالسا مع رسول الله في الحلقة، ورجل قائم يصلي فلما ركع، وسجد جلس، وتشهد ثم دعا فقال : اللهم إني أسألك بأن لك الحمد لا إله إلا أنت الحنان بديع السماوات والأرض الحديث
وهذه اللفظة في هذا الطريق خطأ لأمرين :
- أن الضياء المقدسي روى هذا الحديث في المختارة من طريق الإمام أحمد بنفس السند، ولم يذكر هذه اللفظة بل ذكر المنان
- أن تلاميذ خلف بن خليفة الذين ذكرناهم قبل قليل لم يذكروا هذه اللفظة بل ذكروا المنان فلعلها خطأ من النساخ وتابع حفص ابن أخي أنس بن مالك: أنس بن سيرين، أخرج حديثه ابن حبان في المجروحين فقال: أخبرنا الحسن بن سفيان، قال: حدثنا محمد ابن يزيد الرفاعي، قال: حدثنا وكيع، قال: حدثنا يوسف أبو خزيمة، عن أنس بن سيرين، عن أنس بن مالك أن النبي { سمع رجلا يقول: اللهم إني أسألك بأن لك الحمد لا إله إلا أنت وحدك لا شريك لك أنت الحنان بديع السماوات والأرض، ذو الجلال والإكرام من فضلك ورحمتك فإنهما بيدك لا يملكهما غيرك، فقال: "لقد سألت باسم الله الأعظم الذي إذا دعي به أجاب وإذا سئل به أعطى"وهذا السند فيه : يوسف أبو خزيمة ، وهو : ابن ميمون أيضا، قال فيه البخاري: منكر الحديث جدا، و قال أحمد : قدري ضعيف و قال النسائي: ليس بالقوي، و قال في موضع آخر : ليس بثقة، وقال ابن عدي: لا أرى بحديثه بأسا، وقال ابن حبان: شيخ يروي عن أنس بن سيرين أشياء لا تشبه حديث الثقات عنه استحب مجانبة حديثه إذا انفرد وقال الذهبي: ضعيف وتابع حفص ابن أخي أنس بن مالك أيضا : عاصم الأحول وثابت، أخرج حديثهما ابن عدي في الكامل فقال: ثنا ابن أبي سفيان الموصلي، ثنا محمد بن حمزة بن زياد، ثنا أبي، ثنا أبو عبيدة، عن عاصم الأحول، وثابت، عن أنس، عن النبي سمع رجلا يدعو اللهم إني أسألك بأن لك الحمد لا إله إلا أنت الحنان بديع السماوات والأرض ذا الجلال والإكرام أن تغفر لي، قال رسول الله : "إنه دعا الله باسمه الذي إذا سئل به أعطى، وإذا دعي به أجاب"
وهذا السند فيه : أبو عبيدة وهو : سعيد بن زربي قال فيه ابن معين : ليس بشيء، وقال البخاري : عنده عجائب، وقال النسائي : ليس بثقة، وقال الدارقطني : ضعيف
واختم كلامي حول هذا الطريق بعدم ثبوت هذه اللفظة فيه
خامسا : حديث أبي ذر:أخرج الحاكم : أخبرنا إسماعيل بن محمد بن الفضل الشعراني، قال: ثنا جدي، قال: ثنا كثير بن يحيى، قال: حدثنا أبو عوانة، عن الأعمش، عن إبراهيم التيمي، عن أبيه، عن أبي ذر رضي الله عنه أن النبي قال: "فلان في النار ينادي يا حنان يا منان" قال أبو عوانة: قلت للأعمش سمعت هذا من إبراهيم؟ قال: لا حدثني به حكيم بن جبير عنه وهذا السند فيه حكيم بن جبير : قال أحمد بن حنبل فيه : ضعيف الحديث مضطرب، وقال ابن معين: ليس بشيء، وقال يعقوب بن شيبة : ضعيف الحديث، وقال ابن أبي حاتم : سألت أبا زرعة عنه فقال : في رأيه شيء، قلت : ما محله قال : الصدق - إن شاء الله-، وقال أبو حاتم : ضعيف الحديث منكر الحديث، له رأي غير محمود نسأل الله السلامة غال في التشيع، وقال البخاري : كان شعبة يتكلم فيه، وقال النسائي: ليس بالقوي، وقال الدارقطني: متروك
فهذا الراوي كما ترى الضعف بين عليه من خلال كلام أهل العلم فيه وله شاهد من حديث سعيد بن جبير قال أبو نعيم حدثنا أبي، ومحمد بن أحمد قالا: عن الحسن بن محمد، ثنا محمد بن حميد، عن يعقوب ابن عبدالله القمي، عن جعفر بن أبي المغيرة، عن سعيد قال: "إن في النار لرجلا أظنه في شعب من شعبها ينادي مقدار ألف عام يا حنان يا منان فيقول رب العزة لجبريل يا جبريل اخرج عبدي من النار؛ فيأتيها فيجدها مطبقة فيرجع فيقول يا رب إنها عليهم موصدة، فيقول يا جبريل ارجع ففكها فاخرج عبدي من النار، فيفكها فيخرج مثل الخيال فيطرحه على ساحل الجنة حتى ينبت الله له شعرا ولحما ودما"
ورواه ابن جرير الطبري في تفسيره فقال : حدثنا ابن حميد قال ثنا يعقوب عن جعفر عن سعيد قال في النار رجل في شعب من شعابها ينادي به نحوه وفي سند هذا الحديث : محمد بن حميد الرازي قال فيه الذهبي: ضعيف لا من قبل الحفظ، قال يعقوب ابن شيبة: كثير المناكير، وقال البخاري: فيه نظر، وقال أبو زرعة : يكذب وقال النسائي : ليس بثقة انتهى فالرجل ضعيف جدا
سادسا : حديث جابر:أخرج الخطيب البغدادي حديثه فقال : أخبرني محمد بن احمد بن يعقوب، أخبرنا محمد بن نعيم الضبي، حدثني أبو علي الحسين بن علي الحافظ، حدثنا أبو جعفر أحمد بن حمدان العابد ببغداد، حدثنا إسحاق ابن إبراهيم الضبي، حدثنا خالد بن يزيد العمرى، حدثنا بن أبي ذئب، حدثنا محمد بن المنكدر، قال: سمعت جابر بن عبد الله يقول: عرض هذا الدعاء على رسول الله فقال: "لو دعي به على شيء بين المشرق والمغرب في ساعة من يوم الجمعة لاستجيب لصاحبه لا إله إلا أنت يا حنان يا منان يا بديع السماوات والأرض يا ذا الجلال والإكرام"
وأخرجه ابن الجوزي في العلل المتناهية بسنده ثم قال : هذا حديث لا يصح، قال يحيى- أي ابن معين-، وأبو حاتم الرازي : خالد بن يزيد كذاب
سابعا : حديث حذيفة:أخرج الطبراني فقال: حدثنا أحمد بن عبد الرحمن بن عقال الحراني، قال: حدثنا أبو جعفر، قال حدثنا موسى بن أعين، عن ليث بن أبي سليم، عن أبي إسحاق، عن صلة بن زفر، عن حذيفة، عن النبي قال: "أنا سيد الناس يوم القيامة، يدعوني ربي عز وجل فأقول: لبيك، وسعديك، والخير في يديك، تباركت وتعاليت لبيك، وحنانيك، والمهدي من هديت، عبدك بين يديك، لا ملجأ ولا منجى منك إلا إليك تباركت وتعاليت" ثم قال الطبراني: لم يرو هذا الحديث عن ليث؛ إلا موسى وأخرجه الحاكم، وأبو نعيم من طريق موسى بن أعين به
وهذا السند فيه علتان :
- ليث بن أبي سليم، قال ابن حجر: صدوق، اختلط جدا، ولم يتميز حديثه فترك
- اختلف في رفعه ووقفه، والصواب وقفه قال ابن رجب : يروى من حديث حذيفة مرفوعا، وموقوفا، وهو أصح
ثامنا : أثر علي بن أبي طالب أخرج الخطيب البغدادي هذا الأثر فقال: حدثنا عبد الوهاب بن عبد العزيز بن الحارث بن أسد بن الليث بن سليمان بن الأسود بن سفيان بن يزيد ابن أكينة بن عبد الله التميمي من لفظه، قال: سمعت أبي يقول : سمعت أبي يقول : سمعت أبي يقول : سمعت أبي يقول: سمعت أبي يقول : سمعت أبي يقول : سمعت أبي يقول : سمعت علي ابن أبي طالب وقد سئل عن الحنان المنان فقال: الحنان الذي يقبل على من أعرض عنه والمنان الذي يبدأ بالنوال قبل السؤال
وفي هذا السند فيه علتان :
- عبد العزيز بن الحارث أبو الحسن التميمي الحنبلي قال فيه الذهبي : من رؤساء الحنابلة، وأكابر البغاددة إلا أنه آذى نفسه ووضع حديثا أو حديثين في مسند الإمام أحمد قال ابن رزقويه الحافظ كتبوا عليه محضرا بما فعل كتب فيه الدارقطني وغيره نسأل الله السلامة ثم ذكر له الذهبي حديثا وقال: المتهم به أبو الحسن- أكثر أجداده لا ذكر لهم لا في تاريخ ولا في أسماء رجال قاله الذهبي
تاسعا : أثر عروة بن الزبير أخرج هذا الأثر أبو عبيد القاسم بن سلام في غريبه فقال: حديث عروة بن الزبير أنه كان يقول في تلبيته: لبيك ربنا وحنانيك قال: حدثناه أبو معاوية، عن هشام بن عروة، عن أبيه
وفي هذا السند أبو معاوية قال فيه ابن حجر : ثقة أحفظ الناس لحديث الأعمش وقد يهم في حديث غيره انتهى وهو هنا عن غير الأعمش، ومع ذلك فهو سند جيد
عاشرا : أثر زيد بن عمرو بن نفيل ذكر ابن الجوزي في غريبه، وأبو موسى المديني في الغريبين، وابن الأثير في النهاية كلهم بدون سند عن زيد بن عمرو بن نفيل أنه قال: حنانيك يارب
الحادي عشر: أثر الأسود بن يزيد أخرج أثره ابن سعد فقال: قال أخبرنا الفضل بن دكين، قال حدثنا شريك، عن الأعمش، عن خيثمة قال: كان الأسود يقول في تلبيته: لبيك وحنانيك
وهذا السند فيه: شريك بن عبد الله النخعي الكوفي القاضي قال فيه ابن حجر: صدوق يخطيء كثيرا، تغير حفظه منذ ولي القضاء بالكوفة، وكان عادلا فاضلا عابدا شديدا على أهل البدع"

ويعد أن استعرض الطبيشى ما جاء فى الروايات التى جاء فيها اسم الحنان قال ان كل تلك الروايات لايصح منها شىء وهو قوله:
"وخلاصة ما سبق: أن جميع الأحاديث السابقة، لا يصح منها شيء، وأما الآثار فأقواها أثر عروة بن الزبير، والأسود بن يزيد وهما من التابعين"

كما انتهى إلى أن الحنان ليس من أسماء الله تعالى فقال:
"ولا يؤخذ مما سبق أن لفظ (الحنان) اسم لله تعالى وقد ذهب إلى أن لفظ (الحنان) من أسماء الله: السمرقندي في تفسيره، والبيهقي في الأسماء والصفات، وأبو نعيم في جزئه، والغزالي، وابن الجوزي، وابن الأثير والأدلة التي ذكرتها لا تؤيدهم وكثير ممن شرح أسماء الله الحسنى لم يذكر هذا الاسم، ولعلهم اعتمدوا على رواية الوليد ابن مسلم
وذكر شيخ الإسلام ابن تيمية عن الإمام مالك أنه كره للداعي أن يقول: ياسيدى ياسيدي، وقال: قل كما قالت الأنبياء يا رب يارب يا كريم، وكره أيضا أن يقول: يا حنان، يا منان فإنه ليس بمأثور عنه وقال الخطابي : ومما يدعو به الناس خاصهم وعامهم، وإن لم يثبت به الرواية عن رسول الله : الحنان وقال القرطبي في شرحه لهذا الاسم : لم يرد في القرآن ولا في حديث صحيح، بل ورد في طرق لا يعول عليها وقد قرأت هذا البحث على شيخنا الشيخ عبدالله بن قعود فقال : الذي أدين الله به أنها صفة لله تعالى، والدليل قوله تعالى: وحنانا من لدنا
وكذا ذكر لي الشيخ محمد بن عثيمين عندما سألته عن هذه اللفظة فقال: إنها صفة لله تعالى
وكذا ذهب الشيخ بكر أبو زيد فقال: ليس من أسماء الله - سبحانه- " الحنان" بتشديد النون، ومعناه: ذو الرحمة، لذا فلا يقال: "عبد الحنان" وإنما هو صفة لله تعالى معنى الرحيم، من الحنان - بتخفيف النون - وهو الرحمة، قال تعالى: وحنانا من لدنا {مريم: } أي رحمة منا
وهذا الصواب في هذه اللفظة أنها صفة لله، ولا يمكن أن يؤخذ منها الاسم، كما هو مقرر عند أهل العلم أن كل اسم صفة، وليس كل صفة اسما؛ لذا لا يسمى "عبدالحنان" والله أعلم"

وما قاله القوم يرد عليه بالتالى :
أنه ليس كل الأسماء المطلقة على الذات العلية يسمى بها الناس أولادهم مثل ذو الجلال والإكرام وذو الطول وذو المعارج ومن ثم سقطت حجة من رفض كونه اسم لأنه لا أحد يسمونه عبد الحنان
ولا أدرى كيف اخترع القوم ان هذا الشىء أو ذاك ليس صفة من صفات الله أو صفة من صفاته مع أن الصفة لم تذكر فى الوحى والصفة فى نحو النحاة اسم ؟
وكما جاز أن يسمى الرحمن والرحيم وأرحم الراحمين من قوله" ورحمة منا " بجوز أن يسمى الحنان من قوله" وحنان من لدنا"
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
قراءة فى كتاب إثبات أن الحنان صفة من صفات الله
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» قراءة فى كتاب الأخوة في الله
» قراءة فى كتاب صفات الرب جل وعلا
» قراءة فى كتاب الأدلة الشرعية في إثبات صرع الشيطان للإنسان
» قراءة فى كتاب حكم إثبات أول الشهر القمري وتوحيد الرؤية
» قراءة فى كتاب أحكام الله فوق كل شيء

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
الاسلام دين السلام :: الرئيسية :: المنتدى الاسلامى-
انتقل الى: