قراءة فى خطبة العين حق
عندما تتخلف العقول تزداد كمية الخرافات والأكاذيب التى يعتقدها الناس ومن تلك الأكاذيب ما ينسبونه للنبى(ص) من كون العين حق وفى هذه الخطبة التى بدأت بالحمد والصلاة نجد الداعية الناس للإيمان بتلك الخرافة فيقول:
"الحمد لله الملك العلام القدوس السلام ، جعل منار الشرع مستمرا على الدوام .. وأشهد ألا إله إلا الله وحده لا شريك له شهادة تنحط بها الأوزار والآثام,ويستعان بها على شكر منحه ومننه الوافرة الأقسام , وأشهد أن رحمته للعالمين سيدنا محمدا عبده ورسوله حامل لواء السلامة والإسلام , والمكتسي حلة الكرامة والإكرام, صلوات الله وسلامه عليه وعلى آله وصحبه والتابعين لهم الذين قامت بهم شرائع الإسلام .
يا أيها الراجون منه شفاعة صلوا عليه وسلموا تسليما
أما بعد .. فأوصيكم ونفسي بتقوى الله تعالى, قال الله تعالى وتقدس {يأيها الذين آمنوا إن تتقوا الله يجعل لكم فرقانا ويكفر عنكم سيئاتكم ويغفر لكم والله ذو الفضل العظيم} .
عباد الله : إن من محاسن شريعة الإسلام – وكلها محاسن – أنها جعلت قاعدة منع الضرر والضرار من أصول قواعد الشريعة ,ومن مجالات التطبيق العملي لهذه القاعدة الجليلة حرص المسلم على أن لا يعين ولا يعان ما استطاع إلى ذلك سبيلا,.
فعن ابن عباس رضي الله عنهما أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: (العين حق ,ولو كان شيء سابق القدر لسبقته العين ,وإذا استغسلتم فاغسلوا) رواه مسلم .
قال النووي في شرحه: فيه إثبات القدر ... فلا يقع ضرر العين ولا غيره من الخير والشر إلا بقدر الله تعالى . وفيه صحة أمر العين ; وأنها قوية الضرر . اهـ
وروى أبي نعيم في الحلية والخطيب البغدادي في تاريخه وحسنه الألباني عن جابر - رضي الله عنه - قال قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: العين تدخل الرجل القبر، وتدخل الجمل القدر) .
أي أنها تصيب الرجل فتقتله فيدفن في القبر، وتصيب الجمل فيشرف على الموت فيذبح ويطبخ في القدر .
وقد قرر علماء أهل السنة أن العين حق ، وأنها تمرض وتقتل، خلافا لبعض المبتدعة المنكرين,وهم محجوجون بالآثار النبوية الصحيحة .
وحقيقة العين كما ذكر القسطلاني: نظر المعيان لشيء باستحسان، مشوب بحسد، فيحصل للمنظور ضرر بعادة أجراها الله تعالى .
وتسمي العرب العائن بالتلقاعة، مبالغة من اللقع وهو الرمي، وتطلق العامة على العين النضل والنحت .
وقد وقعت الكثير من الحوادث قديما وحديثا بسبب العين، وألفت فيها المؤلفات"
ما قاله الخطيب عن قدرة العين لا وجود له والرواية الأولى التى تجعل العين لا تسبق القدر وأنها الشىء الوحيد الذى من الممكن أن يسبق القدر وهى:
"ما يمنع أحدكم إذا رأى من أخيه ما يعجبه 0000فإن العين حق وكان يؤمر العائن فيتوضأ ثم يغتسل منه المعين وفى رواية العين حق ولو كان شىء سابق القدر لسبقته العين 00" تناقض قوله "لا يرد القدر إلا الدعاء "فهنا الدعاء يرد القدر وفى القول نفى أن يكون هناك ما يرد القدر ولو كان شىء يرده لكان العين .
والخطأ فى الروايات أن العين لها تأثير سلبى على المنظور له وهو ما يخالف أن العين لو كان لها تأثير على الأخرين لأصبح الحاسدون هم ملوك العالم لقدرتهم على شل قوة الأخرين ولكننا لا نرى ذلك كما أن العين لو كان لها تأثير لاختار الكفار من لهم عيون لها التأثير للقضاء على النبى (ص)والمسلمين ولم يحاربوهم ولكن هذا لم يحدث لعدم وجود أثر للعين كما أن الحسد أمر نفسى وليس من العين مصداق لقوله بسورة البقرة "حسدا من عند أنفسهم ".
وأكمل الرجل الترويج للخرافة التى اخترعها الكفار لمصلحة الرقاة وحدهم لأنهم هم المستفيدون من تلك الخرافة فقال:
"عباد الله .. وإذا كانت العين من الحق ، فكيف السبيل إلى التوقي منها واستدفاعها؟
إن من أعظم ما تستدفع به العين تجديد العبد لعهد الافتقار والذلة والانكسار لله والحاجة لحفظ الله ورعايته له, بقراءة أذكار الصباح والمساء فقائلها لا يضره شيء بإذن الله, فقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يعوذ الحسن والحسين ويقول (إن أباكما كان يعوذ بها إسماعيل وإسحاق أعوذ بكلمات الله التامة من كل شيطان وهامة ومن كل عين لامة) صحيح البخاري."
والخطأ التعود بكلمات وهى دعاء والدعاء كما قال الله متوقف على مشيئته وهى ما كتبه فى القدر وفى هذا قال تعالى :
"بل إياه تدعون فيكشف ما تدعون إليه إن شاء"
ثم قال:
"ومما تستدفع به العين ستر ما يخاف عليه إن أمكن ذلك كما فعل يعقوب عليه السلام حين أمر بنيه أن يدخلوا من أبواب متفرقة لحاجة في نفسه قال المفسرون إنه أراد أن يدفع ضرر العين عنهم "
ولا يوجد قصة يوسف(ص) ما يشير إلى أن يعقوب (ص) كان خائفا عليهم من الحسد وإنما كان خلقا على فقدانهم جميها بسبب دخولهم من باب واحد ولذا طلب منهم الدخول من أبواب متفرقة
ثم قال:
وكما فعل الخليفة الراشد عثمان - رضي الله عنه - عندما رأى صبيا صغيرا حسن الهيئة، فقال: دسموا نونته، أي سودوا الدائرة التي تكون في خديه، حتى تنصرف الأعين عنه ."
وهذه الحكايات عن توسيخ وجوه الولد هى من الخبل الذى يعرف عثمان حرمته لأنه استجابة لقول الشيطام"ولآمرنهم فليغيرن خلق الله"
والرجل يخبرنا أنه لا يريد بذلك الدعوة للرقاة الآفاكين وغنما للرقاة الشرعيين وهو كلام مجانين فالرقية لا تفيد أحد فلو أن الرسول(ص) كان يعتقد فى نفعها لنفع نفسه فى أمراضه وأمراض المسلمين وفى هذا قال الخطيب:
"وإنك والله لتعجب من تبجح وتفسخ وتعري بعض نساء وشباب المسلمين وإظهارهم لما لا يجوز لهم إظهاره من أجسادهم تقليدا للكفرة والفساق, فهلا خافوا على أجسادهم ضرر العين إذ لم يخافوا عقاب الله وجعله تلك الأجساد وقودا لنار جهنم!!! وما يتذكر إلا أولو الألباب.
وإذا وقعت العين وحل ضررها بالبدن فإن شرها يستدفع بالرقى والتعاويذ الشرعية الثابتة, بعيدا عن دجل الأفاكين,وأكلة أموال الناس بالباطل من السحرة والمشعوذين"
ثم قال:
"ولتجنب الإضرار بالعين شرع الله لنا عند الإعجاب بهيئة المسلم أو حاله أو ماله أو ولده أن نقول: ما شاء الله لا قوة إلا بالله، كما قال تعالى في قصة صاحب الجنتين وصاحبه: (ولولا إذ دخلت جنتك قلت ما شاء الله لا قوة إلا بالله ) , قال ابن كثير رحمه الله في تفسيره: قال بعض السلف : من أعجبه شيء من حاله أو ماله او ولده فليقل: ما شاء الله لا قوة إلا بالله .
ونقل القرطبي عن الإمام مالك رحمه الله أنه قال: (ينبغي لكل من دخل منزله أن يقول: ما شاء الله لا قوة إلا بالله) "
وما قاله الخطيب هنا مخالف للاية فالرجل يطلب من صاحبه الاعتراف بقدرة الله عليه ولا ذكر للحسد فى الآية صراحة أو ضمنا فالمفروض طبقا للكلام أن يكون الأفقر وهو المتكلم هو من يحسد وليس أن يوجه النصيحة للغنى بالقول المذكور
ثم قال :
"ومما يستدفع به ضرر العين التبريك - وهو قول: اللهم بارك فيه أو بارك له أوعليه ، أو ما شاء الله تبارك الله – كما جاء في قصة سهل بن حنيف عندما عانه عامر بن ربيعة .
وقد روى هذه القصة الإمام أحمد وابن ماجه ومالك وغيرهم عن سهل بن حنيف - رضي الله عنه - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - خرج مع أصحابه نحو مكة حتى إذا كانوا بشعب الخزار من الجحفة، اغتسل سهل بن حنيف، وكان رجلا أبيض حسن الجسم والجلد، فنظر إليه عامر بن ربيعة وهو يغتسل فقال: ما رأيت كاليوم ولا جلد مخبأة!! (أي الفتاة في خدرها) فلبط سهل (أي صرع وسقط على الأرض) فأتي رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فقيل له يا رسول الله هل لك في سهل، والله ما يرفع رأسه وما يفيق، قال: هل تتهمون فيه من أحد؟ قالوا: نظر إليه عامر بن ربيعة، فدعا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عامرا فتغيظ عليه، وقال: علام يقتل أحدكم أخاه، هلا إذا رأيت ما يعجبك بركت، ثم قال له: اغتسل له، فغسل وجهه ويديه ومرفقيه وركبتيه وأطراف رجليه وداخلة إزاره في قدح، ثم صب ذلك الماء عليه، يصبه رجل على رأسه وظهره من خلفه، يكفئ القدح وراءه، ففعل به ذلك، فراح سهل مع الناس، ليس به بأس .
وقد أفاد الحديث أن المعين إذا عرف عائنه فإنه يشرع له أن يطلب منه الوضوء والاغتسال, ويجب على من طلب منه الاغتسال أن يمتثل ولا يكابر في ذلك لقوله صلى الله عليه وسلم(وإذا استغسلتم فاغسلوا) . قال الحافظ ابن حجر رحمه الله: وظاهر هذا الأمر الوجوب ."
الرواية جنونية لأن الصحابى تعرى واغتسل أمام الصحابة والنبى(ص) ولم ينكر أحد تعريه واغتساله علنا دون أن يختفى عن الأنظار وهو كلام لا يصدقه سوى المغفلين فهنا النبى (ص)أقر المنكر وهو كشف الرجل عورته أمام الرجال وهو ما لا يقول به مسلم
ثم حدثنا الرجل بحكايات لا أصل لها عن أبيه وغيره فقال:
"وعلى كل من يعلم من نفسه أنه ربما يصيب بالعين أن يتقي الله في إخوانه كما قال عليه الصلاة والسام وأن يكثر دائما في حديثه ووصفه من ذكر الله والدعاء بالبركة، وأن يجتنب الاسترسال في الوصف والاستحسان، وجموح النفس في ذكر ما تراه العين من الأمر المستحسنة
وإنك لتعجب من تمادي بعض العائنين، وجرأتهم على الله في التنافس على إيذاء فلان، أو إفساد سيارة أو بيت علان .
حتى إن أحدهم (كما حدثني الوالد ، وحد) معروفا بالعين، وكان يبيع في السوق، فرأى رجلا يبيع بجواره وقد فتح الله عليه، فدب الحسد في قلب العائن، فلما انتهى السوق كان الرجل الآخر يضع بضاعته في السيارة فجاءه العائن وقال له: أين تذهب وأنا لم أبع مثلك اليوم؟ تريدها في المكينة، أو في الكفرات؟
فقال له: يا فلان خاف الله، فأبى، فقال: إن كنت عازما ففي الكفرات .
يقول الرجل (وهو حي موجود الآن، وكان صديقا للوالد): ذهبت إلى البيت، فبدأت الكفرات تتعطل الواحد تلو الآخر، ولم أصل البيت إلا بعد مشقة .
عباد الله .. وإذا أبى المعيان أو العائن إلا أن يؤذي الآخرين جاز لولي الأمر أو القاضي أن يعزره ، وأن يحبسه حتى ينتهي عن فعله، كما نص على ذلك أهل العلم "
وهو كلام الغرض منها هو التمكين للرقاة من أمور منها المال ومنها كشف عورات الرجال والنساء وأحيانا انتهاك الأعراض بسبب تصديق هذا الجنون وفى أحيان قد يقتل المغفل من قبل الراقى لأنه قد يعتقد ان ضربه هو العلاج كما فى حكاية خرافة الملبوس أى الذى يسكنه الجان كما يفترون
الخطأ أن العين لها تأثير سلبى على المنظور له وهو ما يخالف أن العين لو كان لها تأثير على الأخرين لأصبح الحاسدون هم ملوك العالم لقدرتهم على شل قوة الأخرين ولكننا لا نرى ذلك كما أن العين لو كان لها تأثير لاختار الكفار من لهم عيون لها التأثير للقضاء على النبى (ص)والمسلمين ولم يحاربوهم ولكن هذا لم يحدث لعدم وجود أثر للعين
ثم قالوا:
"عباد الله .. إن مما تجدر الإشارة إليه والتنبيه عليه، أن الإصابة بالعين، واشتهار وقوعها من شخص معين, ليس مؤشرا على فسق ولا صلاح , لأن الإنسان قد تصيبه عين نفسه, قال ابن القيم[وحدهم المشرفون لديهم صلاحيات معاينة هذه الصورة]وقد يعين الرجل نفسه, وقد يعين بغير إرادته) .
ويقول ابن عبد البر (إن الرجل الصالح قد يكون عائنا وقد يعين الرجل نفسه) .
كما نقل المناوي عن الخليفة سليمان بن عبد الملك أنه نظر إلى نفسه في المرآة فأعجبته فقال: كان محمد - صلى الله عليه وسلم - نبيا، وأبو بكر صديقا، وعمر فاروقا، وعثمان حبيبا، وأنا الملك الشاب، فما دار عليه الشهر حتى مات .
وكان لأحدهم ابنة جميلة، فدخل عليها ذات يوم فنظر إليها، ولم يذكر الله وقال: يا بخت من ستكونين من نصيبه .. وما هي إلا ساعات وترتفع حرارة البنت المسكينة، ولم تطلع عليها الشمس إلا وقد أفضت إلى رحمة الله تعالى "
المهم كلها حكايات لا أصل لها ولا يوجد أحد اسمه العائن كما لا يوجد معيون فكل هذا خرافات فالله لم يعط أحد من البشر قدرة زائدة وما يسمونه العين هو عملية ربط نفسى بين أضرار وفرد معين عدة مراتومن ثم يتشاءم البعض من وجود أفراد معينين وهى توافقات فقط ولكن لا أصل للعين المذكورة
فى صغرى كنت أعتقد أن اصحاب العيون الخضراء والزرقاء أشرار بسبب عمليات ربط كهذه فبسبب معركة بين من له عين بتلك المواصفات وبين أخر ثم حدوث سب وشتم بين اخر له تلك المواصفات دخل فى نفسى ان كل من به عين خضراء أو زرقاء هو شرير ولكن عندما فوجئت بوجود بعض الطيبين منهم زال هذا الاعتقاد
كل ما يحدث له تفسير علمى أى شرعى فمثلا من مدة قريبةكنت واقف لشراء شىء من الدكان وجاء أحدهم وهو نصرانى فاشترى مجموعة أشياء وهو يدخن سيجارة ثم ربطها على الدراجة النارية وساق الدراجة وهو يدخن فتطايرت شرارات وأشعلت بعض البضاعة التى اشتراها وفوجئت أنه عندما ألقيت السلام كالعادة وهو جالس أمام دكانه لم يرد مع انه كان يرد فى العادة ولكنه فى اليوم التالى فوجئت أنه رد لأنه فكر وعرف أن السبب ليست العين المزعومة وإنما السبب سيجارته وتيار الهواء الذى أشعل النار
كل الحوادث له تفسير ولكم من لا يفكرون فيما يقع لهم هم من يصدقون بوجود حكاية العين
ثم قال الهطيب:
"عباد الله .. كل شيء بقضاء الله، ولا ينبغي أن يحاط من اشتهر بالعين وإضرار الناس بها بهالة من الإجلال والمخافة منه والتودد له على وجه يعتقد هو أو غيره أن بيده ضر أحد أو نفعه, واقرأوا إن شئتم قول الله عن السحرة الذين هم اشد خطرا وأكثر ضررا من العيانين قال تعالى (وما هم بضارين به من أحد إلا بإذن الله) فالأمر كله إليه , ما من نسمة هواء تجري إلا بأمره، وما من مثقال ذرة في هذا الكون الفسيح تسكن أو تتحرك إلا بمشيئته وعلمه سبحانه وتعالى,ومن الناس من يصاب بما هو اخطر من العين حين ينسب إليها كل شئ، فإذا تلعثم في كلامه، أو تعثر في ممشاه، او اصطدم بسيارته ظن أن ذلك من أثر العين, حتى إنك لترى الرجل والمرأة وما فيهما ما يستحسنه عاقل من خلق ولا خلق ولا علم ولا دين، ومع ذلك يتوهم ملاحقة العين له في كل آن، وما هذا إلا استدراج من الشيطان له ليعيش في دوامة من الوساوس يفسد بها دينه وتتعطل مصالح دنياه "
هنا الرجل يحاول أن ينفى أثر العين من العديد من المواقف وهو كلام غير صحيح فلا أثر لأى عين مهما كانت وإنما العملية كما قلت عملية ربط نفسى بين حدوث ضرر وبين تواجد شخص ما عدة مرات ومن ثم بدلا من نفكر فى السبب الحقيقى ننشغل برمى التهمة على الأبرياء مع أننا قد نكون السبب فى الضرر فى كثير من تلك الأضرار