نقد كتاب الأربعين لأبي سعد النيسابوري
مؤلف الكتاب أو جامع رواياته هو محمد بن يحيى بن منصور أبو سعد محيي الدين النيسابورىّ (المتوفى 548هـ) وهو من الكتب التى جمع القوم فيها أربعين رواية بناء على رواية لا أساس لها كما يعتقد الكثير ممن ألفوا فى الأربعينيات وقد ذكرها المؤلف قى مقدمته فقال:
"وبعد حمد الله رب العالمين والصلاة على رسوله محمد وآله وأصحابه أجمعين فهذه أربعون حديثا عن أربعين صحابيا في أربعين بابا من أبواب الدين وشرائع الإسلام رويناها رغبة فيما بلغنا عن رسول الله (ص) بأسانيد أنه قال «من حفظ على أمتي أربعين حديثا في أمر دينها بعثه الله تعالى فقيها وكنت له يوم القيامة شافعا وشهيدا» وذكرنا أسانيدها رغبة فيما روي في الآثار عند ذكر الصالحين تنزل الرحمة وراعينا في أسانيدها ما هو الأعلى مما وجدناه وبالله التوفيق"
والعدد الوارد فى الكتاب هو43 ومع هذا عدها الرجل 40 وهى:
""الحديث الأول عن أبي بكر عبد الله بن عثمان الصديق خليفة رسول الله (ص):
1 - أنا أبو حامد أحمد بن علي بن محمد بن عبدوس أنا أبو سعد عبد الرحمن بن حمدان النضروي أنا أبو بكر أحمد بن جعفر بن حمدان بن مالك القطيعي نا عبد الله بن أحمد بن حنبل نا أبي نا عفان نا همام أنا ثابت عن أنس بن مالك روى أن أبا بكر قال قلت للنبي (ص)وهو في الغار وقال مرة ونحن في الغار لو أن أحدهم نظر إلى قدميه لأبصرنا تحت قدميه قال فقال «يا أبا بكر ما ظنك باثنين الله ثالثهما» هذا حديث متفق على صحته من حديث همام بن يحيى بن دينار الشيباني البصري أخرجه البخاري في الصحيح عن محمد بن سنان عن موسى بن إسماعيل عن همام وفي موضع آخر عن عبد الله بن محمد عن حبان بن هلال عن همام ورواه مسلم في الصحيح عن زهير بن حرب وعبد بن حميد وعبد الله بن عبد الرحمن الدارمي كلهم عن حبان بن هلال عن همام وتابعه شعبة وغيره عن ثابت بن أسلم البناني"
قول خاطىء للتالى :
-أن آية الهجرة تقول "إلا تنصروه فقد نصره الله00"ليس بها ما يدل على قرب الكفار من الغار بينما القول يبين لنا أنهم وصلوا لبابه حتى أنهم كانوا فوقهم مباشرة .
-أن الصاحبين تحدثا والمشركين فوقهم ومع هذا لم يسمعوهم وهو تخريف لأن المختبىء أيا كان منزلته يكتم أنفاسه حتى لا يسمعها من يبحث عنه فكيف يخالفون هذا الحذر ؟
-أن القول فى الآية "لا تحزن إن الله معنا "غير قولهم "يا أبا بكر ما ظنك باثنين الله ثالثهما فأولهما نهى وثانيهما سؤال وهو تناقض واضح .
-أن المشركين كانوا يقفون على رءوس الصاحبين بحيث أن أحدهم لو نظر لقدميه لأبصرهم تحتها وهو تخريف لأن الإنسان لو وقف على رأس أخر لاستحال عليه أن يرى ما تحت قدميه لأن أقدامه تغطيه.
"الحديث الثاني عن أمير المؤمنين أبي حفص عمر بن الخطاب العدوي:
2 - أخبرنا أبو علي نصر الله بن أحمد بن عثمان الخشنامي أنا أبو بكر أحمد بن الحسن الحيري نا أبو العباس محمد بن يعقوب الأموي أنا الربيع بن سليمان أنا الشافعي أنا مالك عن نافع عن ابن عمر أن عمر بن الخطاب رأى حلة سيراء عند باب المسجد فقال يا رسول الله لو اشتريت هذه فلبستها يوم الجمعة وللوفد إذا قدموا عليك فقال رسول الله (ص) «إنما يلبس هذه من لا خلاق له في الآخرة» ثم جاء رسول الله (ص)منها حلل فأعطى عمر منها حلة فقال يا رسول الله كسوتنيها وقد قلت في حلة عطارد ما قلت فقال رسول الله (ص) «لم أكسكها لتلبسها» فكساها عمر أخا له مشركا بمكة هذا حديث متفق على صحته أخرجه البخاري في الصحيح عن محمد بن يوسف وعبد الله بن مسلمة القعنبي كلاهما عن مالك ورواه مسلم بن الحجاج في الصحيح عن يحيى بن يحيى عن مالك بن أنس وللحديث طرق وهذا حسن عال؛ فإنها برواية يقال لها سلسلة ذهبية"
الخطأ تحريم الحرير وهو الديباح وهو القسى على الرجال وهو يخالف أن الله أباح لنا لبس السرابيل أى الملابس بكل أنواعها والتى تقى من الحر والبرد والبأس وهو أذى السلاح وفى هذا قال تعالى "وجعل لكم سرابيل تقيكم الحر وسرابيل تقيكم بأسكم"
"الحديث الثالث عن أبي عمرو عثمان بن عفان أمير المؤمنين :
3 - أخبرنا نصر الله بن أحمد النيسابوري أنا أحمد بن الحسن الحيري نا محمد بن يعقوب المعقلي أنا الربيع أنا الشافعي أنا سفيان عن هشام بن عروة عن أبيه عن حمران أن عثمان توضأ بالمقاعد ثلاثا ثلاثا ثم قال سمعت رسول الله (ص) يقول «من توضأ وضوئي هذا خرجت خطاياه من وجهه ويديه ورجليه» هذا حديث صحيح من حديث حمران بن أبان بن عثمان عن جده أخرجه مسلم في الصحيح عن ابن أبي عمر عن سفيان بن عيينة وأخرجه من حديث أبي أسامة ووكيع عن هشام بن عروة عن أبيه عن حمران وله طرق من حديث حمران روى عنه عطاء بن يزيد ومعاذ بن عبد الرحمن وبكير وجامع بن شداد ومحمد بن المنكدر وزيد بن أسلم وكلها أخرج مسلم في الصحيح بألفاظ مختلفة"
الخطأ خروج الخطايا من الجسم مع الوضوء وهو ما يخالف كون الخطايا وهى الذنوب تسجل فى الكتاب وهو خارج الجسم كما قال تعالى على لسان الناس"مال هذا الكتاب لا يغادر صغيرة ولا كبيرة إلا احصاها"
"الحديث الرابع عن أمير المؤمنين أبي الحسن علي بن أبي طالب :
4 - حدثنا أبو عبد الله محمد بن محمود الرشيدي إملاء نا أبو طالب بن غيلان وهو محمد بن محمد بن إبراهيم البزاز أنا أبو بكر محمد بن أبي عبد الله الشافعي نا محمد بن بشر نا الحسين بن علي الحلواني نا عبد الملك بن إبراهيم الجدي نا سعيد بن خالد الخزاعي من أهل المدينة نا عبد الله بن الفضل الهاشمي نا عبيد الله بن أبي رافع عن علي بن أبي طالب قال قال رسول الله (ص) «يجزئ الجماعة إذا مروا بالقوم أن يسلم أحدهم عليهم ويجزئ عن القعود أن يرد عليهم أحدهم»
المستفاد من الحديث هو أن تسليم فرد من الجماعة يمنع عنهم كتابة ذنب عليهم ورد فرد من القاعدين على المسلم يمنع كتابة ذنب هليهم
"الحديث الخامس عن أبي محمد طلحة بن عبيد الله التيمي القرشي :
5 - أخبرنا أبو علي الخشنامي أنا أبو بكر الحيري نا أبو العباس الأصم أنا الربيع أنا الشافعي أنا مالك بن أنس عن عمه أبي سهيل بن مالك عن أبيه أنه سمع طلحة بن عبيد الله يقول جاء رجل إلى رسول الله (ص) وإذا هو يسأل عن الإسلام فقال رسول الله (ص) " خمس صلوات في اليوم والليلة فقال هل علي غيرها؟ قال لا إلا أن تطوع " لم يزد الشافعي ها هنا على هذا وباقي "الحديث فيما رواه عنه الحسين بن محمد بن الصباح الزعفراني قال رسول الله (ص) " وصيام شهر رمضان قال هل علي غيره؟ قال لا إلا أن تطوع " وذكر له رسول الله (ص)الزكاة فقال هل علي غيرها؟ قال «لا إلا أن تطوع» فأدبر الرجل وهو يقول والله لا أزيد على هذا ولا أنقص منه فقال رسول الله (ص) «أفلح إن صدق» هذا حديث متفق على صحته من حديث أبي سهيل نافع بن مالك بن أبي عامر الأصبحي عن أبيه أخرجه البخاري في الصحيح عن إسماعيل بن أبي أويس وأخرجه مسلم عن قتيبة بن سعيد وأخرجه أبو داود عن عبد الله بن مسلمة وأخرجه إسحاق بن راهويه في مسنده عن روح بن عبادة القيسي كلهم عن مالك بن أنس الأصبحي إمام دار الهجرة وتابعه إسماعيل بن أبي جعفر بن أبي كثير المدني عن أبي سهيل وقال في آخره «أفلح الأعرابي وأبيه إن صدق» أو «دخل الجنة وأبيه إن صدق» وإنما كان ذلك قبل أن ينزل فرض الحج وقبل النهي عن الحلف بالآباء والله أعلم"
والخطأ أن القائل عرف الإسلام بأنه الصلوات الخمس وهو آلاف الأحكام المنظمة للحياة وهو يعارض حديث جبريل 000ما الإسلام قال شهادة أن لا إله إلا الله وإقام الصلاة وإيتاء الزكاة 00رواه الستة فهنا الإسلام الشهادة والصلاة والزكاة والصوم والحج وفى القول الصلاة فقط
"الحديث السادس عن أبي عبد الله الزبير بن العوام :
6 - أخبرنا أبو حامد أحمد بن علي بن محمد الحذاء أنا عبد الرحمن بن حمدان أنا أحمد بن جعفر بن حمدان نا عبد الله بن أحمد بن حنبل نا أبي نا أبو معاوية نا هشام عن أبيه عن عبد الله بن الزبير عن أبيه م قال «جمع لي رسول الله (ص)أبويه يوم أحد» هذا حديث حسن من حديث هشام بن عروة بن الزبير وهذه ترجمة صحيحة والرواة عن آخرهم ثقات وقد روي عن سعد بن أبي وقاص أنه قال «جمع لي رسول الله (ص)أبويه يوم أحد» وهذا حديث صحيح وروى عبد الله بن شداد عن علي بن أبي طالب قال ما سمعت النبي (ص)يجمع أبويه لأحد غير سعد بن أبي وقاص فإني سمعته يوم أحد يقول «ارم يا سعد فداك أبي وأمي»
الخطأ فداء حى بموتى نوع من الخبل إذا كان للدنيا فلا يمكن أن يفدى الموتى الحى وفى الأخرة لا يوجد فداء كما قال تعالى "فاليوم لا يؤخذ منكم فدية ولا من الذين كفروا"
"الحديث السابع عن أبي إسحاق سعد بن أبي وقاص واسم أبي وقاص مالك بن وهيب بن عبد مناف الزهري القرشي :
7 - أخبرنا أحمد بن علي بن عبدوس أنا أبو سعد النضروي أنا أبو بكر القطيعي نا عبد الله بن أحمد حدثني أبي ثنا يحيى بن سعيد أنا إسماعيل نا قيس قال سمعت سعد بن مالك يقول «إني لأول العرب رمى بسهم في سبيل الله ولقد رأيتنا نغزو مع رسول الله (ص)وما لنا طعام نأكله إلا ورق الحبلة وهذا السمر حتى أن أحدنا ليضع كما تضع الشاة ما له خلط ثم أصبحت بنو أسد تعزرني على الدين لقد خبت إذا وضل عملي» هذا حديث صحيح أخرجه البخاري في الصحيح الشطر الأول من "الحديث عن عمرو بن عون عن خالد الطحان عن إسماعيل وعن عبد الله عن روح عن شعبة عن إسماعيل وأما الشطر الآخر فرواه البخاري عن مسدد عن يحيى بن سعيد عن إسماعيل ورواه مسلم من حديث المعتمر بن سليمان وعبد الله بن كثير ويونس ووكيع وكلهم عن إسماعيل بن أبي خالد عن قيس بن أبي حازم وإذا اعتبرت بحديث شعبة يظهر لك علو هذا الإسناد:
القول لأول العرب لا يقوله المسلم وإنما يقول لأول المسلمين فمن العرب مسلمين وكفرة وقد رمت العرب الكفار المسلمين بكثير من الأسهم
"الحديث الثامن عن أبي الأعور سعيد بن زيد بن عمرو بن نفيل:
8 - أخبرنا أبو حامد أحمد بن علي بن عبدوس أنا أبو سعد عبد الرحمن بن حمدان العدل أنا أبو بكر أحمد بن جعفر القطيعي نا عبد الله بن أحمد بن حنبل حدثني أبي نا يحيى بن سعيد عن صدقة بن المثنى حدثني جدي رباح بن الحارث أن المغيرة بن شعبة كان في المسجد الأكبر وعنده أهل الكوفة عن يمينه وعن يساره فجاء رجل يدعى سعيد بن زيد فحياه المغيرة وأجلسه عند رجليه على السرير فجاء رجل من أهل الكوفة فاستقبل المغيرة فسب وسب فقال من يسب هذا يا مغيرة بن شعبة؟ ألا أسمع أصحاب رسول الله (ص)يسبون عندك ولا تنكر ولا تغير أنا أشهد على رسول الله (ص)بما سمعت أذناي ووعاه قلبي من رسول الله (ص) فإني لم أكن أروي عنه كذبا يسألني عنه إذا لقيته إنه قال «أبو بكر في الجنة وعمر في الجنة وعثمان في الجنة وعلي في الجنة وطلحة في الجنة والزبير في الجنة وعبد الرحمن بن عوف في الجنة وسعد بن مالك في الجنة وتاسع المؤمنين لو شئت أن أسميه لسميته» قال فراح أهل المسجد يتناشدونه يا صاحب رسول الله (ص)من التاسع؟ فقال أنا تاسع المؤمنين ورسول الله (ص)العاشر وقال عبد الله بن أحمد نا إبراهيم بن الحجاج الناجي نا عبد الواحد بن زياد نا صدقة بن المثنى النخعي حدثني جدي فذكره أطول منه وهذا حديث مشهور تداولته الأئمة وتلقته بالقبول رواه جماعة عن سعيد بن زيد مثل عبد الله بن ظالم وعبد الرحمن بن الأخنس ومحمد بن قيس وحيان بن غالب وحميد بن عبد الرحمن وليس تقديم علي على عثمان إلا في هذه الرواية ورواية حيان بن غالب والآخرون قدموا عثمان على علي ما وفي رواية حميد بن عبد الرحمن أبو عبيدة بن الجراح بدل رسول الله (ص) ورواه جماعة من حديث عبد الرحمن بن عوف وفيه ذكر أبو عبيدة وهو العاشر رواه عنه ابنه حميد"
الخبل هنا هو الجلوس فى المسجد للحديث العادى ووضع سرير فى المسجد وكأنه بيت للنوم وهو ما يناقض أن المسجد كما قال تعالى "فى بيوت أذن الله أن ترفع ويذكر فيها اسمه"
ومن ثم لا يمكن حدوث هذا فى المسجد كما أن المسلمين كلهم فى الجنة دون أسماء كما قال تعالى" لا تجد قوما يؤمنون بالله واليوم الآخر يوادون من حاد الله ورسوله ولو كانوا آباءهم أو أبناءهم أو إخوانهم أو عشيرتهم أولئك كتب فى قلوبهم الإيمان وأيدهم بروح منه ويدخلهم جنات تجرى من تحتها الأنهار خالدين فيها رضى الله عنهم ورضوا عنه أولئك حزب الله ألا إن حزب الله هم المفلحون"
"الحديث التاسع عن أبي عبد الرحمن عبد الله بن مسعود الهذلي :
9 - حدثنا أبو سعيد إسماعيل بن عمرو بن محمد البحيري إملاء نا عمي أبو عثمان سعيد بن محمد البحيري أنا أبو سعيد محمد بن عبد الله بن حمدون وأبو بكر محمد بن أحمد بن عبدوس قالا نا أبو حاتم مكي بن عبدان نا عبد الرحمن بن بشر بن الحكم حدثني يحيى بن سعيد عن سفيان الثوري حدثني منصور عن سالم بن أبي الجعد عن أبيه عن عبد الله بن مسعود قال قال رسول الله (ص) «ليس منكم أحد إلا موكل به قرينه من الجن وقرينه من الملائكة» قالوا وإياك يا رسول الله؟ قال «وإياي إلا أن الله تعالى أعانني عليه فأسلم فلا يأمرني إلا بخير» هذا حديث صحيح أخرجه مسلم في الصحيح ورواه عن عثمان بن أبي شيبة وغيره عن جرير عن منصور ورواه أيضا عن ابن المثنى عن عبد الرحمن بن مهدي عن سفيان ورواه أيضا عن ابن أبي شيبة عن يحيى بن آدم عن عمار بن رزيق كلاهما عن منصور"
والخطأ أن الجن قرناء للبشر وهو ما يناقض أن الجن كالبشر يوجد من يوسوس لهم وهو الشيطان كما قال تعالى "قل أعوذ برب الناس ملك الناس إله الناس من شر الوسواس الخناس الذى يوسوس فى صدور الناس من الجنة والناس"
"الحديث العاشر عن أبي العباس عبد الله بن العباس بن عبد المطلب :
10 - أخبرنا أبو الفتيان عمر بن أبي الحسن الحافظ بالطابران أنا أبو مسعود أحمد بن محمد بن عبد الله الحافظ أنا أبو تمام زاهر بن أحمد بسرخس نا أبو ذر القاسم بن داود بن سليمان القراطيسي نا عبد الله بن محمد بن أبي الدنيا أبو بكر نا عبد الله بن معاوية الجمحي نا ثابت بن يزيد نا هلال بن خباب عن عكرمة عن ابن عباس قال قال رسول الله (ص) «ما لي وللدنيا وما للدنيا وما لي والذي نفسي بيده ما مثلي ومثل الدنيا إلا كراكب سار في يوم صائف فاستظل تحت شجرة ساعة من نهار ثم راح فتركها» وهذا حديث حسن غريب ورواه علي بن عبد الحميد الغضائري عن عبد الله بن معاوية الجمحي وقال في أوله إن عمر بن الخطاب دخل على رسول الله (ص)وهو على حصير قد أثر في جنبه فقال يا رسول الله لو اتخذت فراشا ألين من هذا فقال «ما لي وللدنيا وما للدنيا ولي» والباقي بمعناه ورواه عكرمة بن عمار عن سماك أبي زميل قال حدثني عبد الله بن عباس قال حدثني عمر بن الخطاب قال دخلت على رسول الله (ص)وهو مضطجع على حصير فذكر معنى "الحديث قريبا منه وروي ذلك أيضا من حديث أبي الأسود عن عروة بن الزبير عن عمر بن الخطاب وروي ذلك من حديث ابن مسعود عن النبي (ص) وأنه كان هو القائل ذلك لرسول الله (ص)"
المستفاد المسلم أو الإنسان فى الدنيا ضيف يبقى فترة ثم يموت
"الحديث الحادي عشر عن أبي عبد الرحمن عبد الله بن عمرو بن العاص :
11 - أخبرنا أحمد بن علي بن عبدوس النيسابوري أنا أبو سعد عبد الرحمن بن حمدان العدل أنا أحمد بن جعفر بن حمدان أنا عبد الله بن أحمد بن حنبل نا هدبة بن خالد نا همام نا قتادة عن محمد بن سيرين عن عبد الله بن عمرو بن العاص قال كنت مع رسول الله (ص)في حش من حشان المدينة فجاء رجل فاستأذن فقال «قم فأذن له وبشره بالجنة» فقمت فأذنت له فإذا هو أبو بكر فبشرته بالجنة فجعل يحمد الله عز وجل حتى جلس ثم جاء رجل آخر فاستأذن فقال «قم فأذن له وبشره بالجنة» فقمت فأذنت له فإذا هو عمر فبشرته بالجنة فجعل يحمد الله عز وجل حتى جلس ثم جاء رجل خفيض الصوت فاستأذن فقال «قم فأذن له وبشره بالجنة على بلوى» فقمت فأذنت له فإذا هو عثمان فبشرته بالجنة على بلوى فجعل يقول اللهم صبرا حتى جلس قلت يا رسول الله وأين أنا؟ قال «أنت مع أبيك» هذا حديث غريب الإسناد ورواته ثقات"
12 - والصحيح في الباب حديث أبي موسى الأشعري أن رسول الله (ص)كان في حائط بالمدينة مسندا ظهره يعني إلى الحائط فجاء رجل فاستفتح الباب فقال «قم فأذن له وبشره بالجنة» فإذا هو أبو بكر ثم جاء آخر فاستفتح الباب فقال «قم فافتح له وبشره بالجنة» فإذا هو عمر ثم جاء آخر فاستفتح الباب فقال «قم فافتح له الباب وبشره بالجنة على بلوى شديدة تصيبه» فإذا هو عثمان وكان الرجل الذي يفتح لهم الباب أبا موسى أخبرنا أبو حامد الحذاء أنا أبو سعد النضروي أنا أبو بكر القطيعي نا عبد الله بن أحمد نا هدبة نا حماد بن سلمة عن محمد بن عمرو عن أبي سلمة عن أبي موسى وعلي بن الحكم البناني عن أبي عثمان فذكره وليس في حديث علي بن الحكم مسندا ظهره أخرجه البخاري في الصحيح ورواه عن يوسف بن موسى عن أبي أسامة عن عثمان بن غياث عن أبي عثمان ورواه أيضا عن سليمان بن حرب عن حماد وهو ابن زيد عن أبي عثمان وبعده قال حماد ونا عاصم الأحول عن علي بن الحكم عن أبي عثمان ورواه أيضا عن مسدد عن يحيى عن عثمان بن غياث عن أبي عثمان ورواه مسلم في الصحيح عن ابن المثنى عن ابن أبي عدي عن عثمان بن غياث عن أبي عثمان ورواه أيضا عن أبي الربيع عن حماد عن أيوب عن أبي عثمان النهدي"
الخطأ المشترك بين الحديثين العلم بالغيب مثل موت عثمان على بلوى وهو ما يخالف عدم علمه بالغيب كما قال تعالى على لسانه "ولا أعلم الغيب" وقال " لو كنت أعلم الغيب لاستكثرت من الخير وما مسنى السوء"
"الحديث الثاني عشر عن أبي عبد الرحمن عبد الله بن عمر بن الخطاب:
13 - أخبرنا أبو علي بن أحمد بن عثمان النيسابوري وأبو بكر عبد الغفار بن أبي الحسن الشيروي قالا أنا أحمد بن الحسن بن أحمد القاضي نا محمد بن يعقوب بن يوسف أنا الربيع أنا الشافعي أنا مالك عن نافع عن ابن عمر أن رجلا سأل النبي (ص) ما يلبس المحرم من الثياب؟ فقال رسول الله (ص) «لا يلبس القميص ولا السراويلات ولا العمائم ولا البرانس ولا الخفاف إلا أحد لم يجد نعلين فليلبس خفين وليقطعهما أسفل من الكعبين» حديث متفق على صحته من حديث مالك بن أنس الأصبحي رواه البخاري في الصحيح عن محمد بن سيرين وإسماعيل بن أبي أويس ورواه مسلم في الصحيح عن يحيى بن يحيى كلهم عن مالك وله طرق في الصحيحين من حديث ابن عمر والله أعلم"
الخطأ تحريم الملابس على المحرم وهو ما يناقض أن الله لم يحرم الملابس فى الكعبة على أحد فلا يصح لأحد أن يكشف عن بعض جسمه ولا يصح ان يلبس الناس فى الكعبة غير المخيط الذى كثيرا ما يكشف العورات المغلظة عند السجود المعروف حاليا وإنما اللباس واحد داخل وخارج الكعبة
"الحديث الثالث عشر عن عمران بن حصين:
14 - أخبرنا عمر بن أبي الحسن بن سعدويه الدهستاني بطوس نا أحمد بن محمد بن عبد الله الرازي أخبرني أبو أحمد محمد بن أحمد بن يعقوب الزرقي الشيخ الصالح أنا أبو علي محمد بن محمد بن إسماعيل يعرف بابن الأعرج مروزي نا الفضل بن عبد الجبار نا إبراهيم بن الأشعث خادم الفضيل بن عياض نا الفضيل بن عياض عن هشام عن الحسن عن عمران بن حصين قال قال رسول الله (ص) «من انقطع إلى الله كفاه الله كل مؤنة ورزقه من حيث لا يحتسب ومن انقطع إلى الدنيا وكله الله إليها» هذا حديث غريب من حديث أبي علي الفضيل بن عياض تفرد به عنه إبراهيم بن الأشعث ورواه محمد بن علي بن الحسن بن شقيق عن إبراهيم بن الأشعث نحوه"
المستفاد من اكتفى بطاعة أحكام الله حماه الله ومن اكتفى بالدنيا سلط الله عليه العقوبات دنيا وأخرة
"الحديث الرابع عشر عن أبي اليقظان عمار بن ياسر:
15 - أخبرنا أبو حامد أحمد بن علي الحذاء أنا أبو سعد النضروي نا أبو بكر القطيعي نا عبد الله بن أحمد نا يحيى بن معين نا إسماعيل بن مجالد عن بيان عن وبرة عن همام بن الحارث قال عمار بن ياسر «رأينا رسول الله (ص)وما معه إلا خمسة أعبد وامرأتان وأبو بكر » هذا حديث صحيح عال تفرد بإخراجه أبو عبد الله محمد بن إسماعيل البخاري في الصحيح فرواه عن عبد الله عن يحيى بن معين عن إسماعيل بن مجالد عن بيان بن بشر عن وبرة بن عبد الرحمن ورواه أيضا عن أحمد بن أبي الطيب عن إسماعيل بن مجالد نحوه إلا أن فيه ذكر سماع همام عن عمار والله أعلم"
من الجائز حدوث هذا الكلام
"الحديث الخامس عشر عن أبي الدرداء عويمر بن عامر:
16 - أخبرنا أحمد بن علي بن عبدوس الحنيفي أنا عبد الرحمن بن حمدان بن محمد العدل أنا أحمد بن جعفر بن حمدان أنا عبد الله بن أحمد بن حنبل نا إسحاق بن منصور الكوسج من أهل مرو أنا محمد بن المبارك الصوري نا صدقة بن خالد نا زيد بن واقد عن بسر بن عبيد الله عن أبي إدريس الخولاني عن أبي الدرداء قال كنت جالسا عند رسول الله (ص) إذ أقبل أبو بكر آخذا بطرف ثوبه حتى أبدى عن ركبته فلما رآه رسول الله (ص) قال «أما صاحبكم فقد غامر» وأقبل حتى سلم على رسول الله (ص) فقال يا رسول الله إنه كان بيني وبين عمر شيء فأسرعت إليه ثم إني ندمت على ما كان مني فسألته أن يغفر لي فأبى علي فتبعته البقيع كله حتى تحرم مني بداره فأقبلت فقال رسول الله (ص) «يغفر الله لك يا أبا بكر» ثلاث مرات ثم إن عمر ندم حين سأله أبو بكر أن يغفر له فأبى عليه ثم خرج من منزله حتى أتى منزل أبي بكر فسأل هل ثم أبو بكر؟ فقالوا لا فعلم أنه عند رسول الله (ص) فأقبل عمر إلى رسول الله (ص) فجعل وجه رسول الله (ص)يتمعر حتى أشفق أبو بكر أن يكون من رسول الله (ص)إلى عمر ما يكره فلما رأى ذلك أبو بكر جثا على ركبتيه وقال يا رسول الله أنا والله كنت أظلم فقال رسول الله (ص) " يا أيها الناس إن الله بعثني إليكم فقلتم كذبت وقال أبو بكر صدقت وواساني بنفسه وماله فهل أنتم تاركوا لي صاحبي " ثلاث مرات قال فما أوذي بعدها هذا حديث صحيح تفرد به مسلم بإخراجه في الصحيح فرواه عن هشام بن عمار عن صدقة بن خالد وأخرجه أيضا من حديث الوليد بن مسلم عن العلاء بن زيد عن أبي إدريس عائذ الله بن عمرو الخولاني"
طبقا للتاريخ المعروف أن أبا بكر أوصله الأذى فى حادثة الإفك وهو ما يناقض قول الرواية " فما أوذي بعدها"
"الحديث السادس عشر عن معاذ بن جبل :
17 - حدثنا أبو سعيد إسماعيل بن أبي عبد الرحمن البحتري إملاء نا أبو عبد الرحمن محمد بن أحمد بن محمد بن جعفر الشاذياخي إملاء أنا السيد أبو الحسن محمد بن علي الحسني الرضي أنا سليمان بن حرب الملطي بحمص نا محمد بن خلاد نا حجاج بن نصير نا الخليل بن مرة نا ثور بن يزيد عن خالد بن معدان عن معاذ بن جبل قال قال رسول الله (ص) «من بنى لله مسجدا بنى الله له بيتا في الجنة» هذا حديث صحيح المتن غريب الإسناد وله طرق تجمع وتذاكر بها"
الخطأ أن أجر بناء مسجد هو قصر أو بيت أو مسجد فى الجنة وهو ما يخالف الأجر العام فى القرآن وهو أن أى عمل غير مالى بعشر حسنات مصداق لقوله تعالى "من جاء بالحسنة فله عشر أمثالها "
"الحديث السابع عشر عن صفوان بن عسال المرادي
18 - أخبرنا أبو علي نصر الله بن أحمد بن عثمان أنا أبو بكر أحمد بن الحسن القاضي نا محمد بن يعقوب الأموي أنا الربيع بن سليمان أنا الشافعي أنا سفيان عن عاصم بن بهدلة عن زر قال أتيت صفوان بن عسال قال ما جاء بك؟ قلت ابتغاء العلم قال إن الملائكة تضع أجنحتها لطالب العلم رضا بما يطلب قلت إنه حاك في نفسي المسح على الخفين بعد الغائط والبول وكنت امرءا من أصحاب رسول الله (ص) فأتيتك أسألك هل سمعت من رسول الله (ص)في ذلك شيئا؟ قال «نعم كان رسول الله (ص)يأمرنا إذا كنا سفرا أو مسافرين ألا ننزع خفافنا ثلاثة أيام ولياليهن إلا من جنابة لكن من غائط وبول ونوم» هذا حديث حسن مشهور من حديث عاصم بن أبي النجود صاحب القراءة رواه عنه سفيان بن عيينة ومعمر بن راشد وزاد معمر مسح المقيم قال أبو عيسى الترمذي سألت محمدا يعني البخاري أي حديث أصح عندك في التوقيت في المسح على الخفين؟ فقال حديث صفوان بن عسال وحديث أبي بكرة حسن ورواه الحسن بن محمد الزعفراني عن سفيان بن عيينة بإسناده نحوه إلا أنه زاد في آخر "الحديث قال قلت هل سمعته يذكر في الهوى شيئا؟ قال سمعته يقول بينما نحن في مسير إذ ناداه أعرابي بصوت جهوري يا محمد فأجابه على نحو من قوله هاؤم فقلنا ويحك اغضض من صوتك فإنا قد نهينا عن ذلك فقال والله لا أغضض من صوتي قال أرأيت رجلا أحب قوما ولم يلحق بهم؟ قال (ص) «المرء مع من أحب» ثم لم يزل رسول الله (ص)يحدثنا حتى قال «إن من قبل المغرب بابا عرضه أربعون عاما» أو سبعون سنة «فتحه الله تعالى للتوبة يوم خلق السماوات والأرض فلا يغلقه حتى تطلع الشمس منه»
الأخطاء هنا عدة منها :
الخطأ الأول أن عرض الباب هنا مقاس بالزمن 40 عاما وليس بالمسافة المكانية وهو تخريف لأن الباب مكان يقاس بالذراع أو القوس
والخطأ الثانى وضع الملائكة أجنحتها لطالب العلم فقط وهو ما يخالف أن الملائكة لا تنزل الأرض لعدم اطمئنانها فيها مصداق لقوله تعالى "قل لو كان فى الأرض ملائكة يمشون مطمئنين لنزلنا عليهم من السماء ملكا رسولا ".
"الحديث الثامن عشر عن النعمان بن بشير:
19 - أخبرنا أبو حامد بن عبدوس الحذاء أنا أبو سعد بن حمدان العدل أنا أبو بكر بن مالك نا عبد الله بن أحمد بن حنبل حدثني أبي نا وكيع نا إسرائيل عن أبي إسحاق عن النعمان بن بشير قال جاء أبو بكر يستأذن على النبي (ص) فسمع عائشة وهي رافعة صوتها على رسول الله (ص) فأذن له فدخل فقال يا ابنة أم رومان وتناولها أترفعين صوتك على رسول الله (ص) قال فحال النبي (ص)بينه وبينها قال فلما خرج أبو بكر جعل رسول الله (ص)يقول لها «أترضين» يترضاها «ألا ترين أني حلت بين الرجل وبينك» قال عبد الله أحسبه قال ثم جاء أبو بكر فاستأذن فوجده يضاحكها قال فأذن له فدخل فقال يا رسول الله أشركاني في سلمكما كما أشركتماني في حربكما هذا حديث حسن غريب ورواه العيزار بن حريث قال قال النعمان بن بشير فذكره مختصرا وفي بعض الروايات في آخر الحديث قال قال رسول الله (ص) «قد فعلت أو فعلنا»
المستفاد وقوع المشاكل بين الزوجين جائز الوقوع وتصالحهما أيضا
"الحديث التاسع عشر عن أبي هريرة عبد الرحمن بن صخر الدوسي :
20 - حدثنا أبو سعيد بن أبي عبد الرحمن المزكي إملاء أنا أبو نعيم بشرويه بن محمد المعقلي أنا أبو سهل بشر بن أحمد الإسفراييني نا أبو بكر الفريابي وهو جعفر بن محمد بن المستفاض نا قتيبة بن سعيد نا إسماعيل بن جعفر عن العلاء بن عبد الرحمن عن أبيه عن أبي هريرة أن رسول الله (ص) قال " إذا مات الإنسان انقطع عنه عمله إلا من ثلاثة إلا من صدقة جارية أو علم ينتفع به أو ولد صالح يدعو له " هذا حديث صحيح تفرد بإخراجه أبو الحسين مسلم بن الحجاج القشيري ورواه عن قتيبة بن سعيد وعلي بن حجر ويحيى بن أيوب كلهم عن إسماعيل بن جعفر بن أبي كثير المدني"
والخطأ أخذ الإنسان لحسنات من الأخرين يثاب عليها وهو يخالف أن الإنسان له ثواب سوى ثواب سعيه مصداق لقوله تعالى "وأن ليس للإنسان إلا ما سعى "
"الحديث العشرون عن أبي حميد الساعدي واسمه عبد الرحمن بن سعد
21 - أخبرنا أبو بكر عبد الغفار بن محمد بن الحسين العدل أنا أبو بكر أحمد بن الحسن القاضي نا أبو العباس محمد بن يعقوب الوراق أنا الربيع بن سليمان المؤذن أنا الشافعي أنا سفيان عن الزهري عن عروة بن الزبير عن أبي حميد الساعدي قال استعمل النبي (ص)رجلا من الأسد يقال له ابن اللتبية على الصدقة فلما قدم قال هذا لكم وهذا لي فقام النبي (ص)على المنبر فقال " ما بال العامل نبعثه على بعض أعمالنا فيقول هذا لكم وهذا لي فهلا جلس في بيت أبيه أو بيت أمه فينظر يهدى إليه أم لا والذي نفسي بيده لا يأخذ أحد منها شيئا إلا جاء به يوم القيامة يحمله على رقبته إن كان بعيرا له رغاء أو بقرة لها خوار أو شاة تيعر " ثم رفع يديه حتى رأينا عفرة إبطيه ثم قال «اللهم هل بلغت اللهم هل بلغت» قال الشافعي أنا سفيان بن عيينة عن هشام بن عروة عن أبيه عن أبي حميد الساعدي قال بصر عيني وسمع أذني رسول الله (ص) وسألوا زيد بن ثابت يعني بمثله هذا حديث متفق على صحته من كلا الوجهين أما حديث الزهري فرواه البخاري عن عبد الله وعلي بن المديني ورواه مسلم عن أبي بكر بن أبي شيبة وابن أبي عمر وعمرو الناقد كلهم عن سفيان بن عيينة وعن الزهري فأخرجه البخاري أيضا من حديث شعيب عن الزهري وأخرجه مسلم أيضا من حديث معمر عنه وأما حديث هشام بن عروة فرواه مسلم في الصحيح عن ابن أبي عمر عن سفيان بن عيينة عنه ومن حديث أبي أسامة وأبي معاوية وغيرهما عن هشام ورواه البخاري من حديث أبي أسامة وغيره كلاهما عن هشام وله طرق سوى ذلك وروى الشافعي عن ابن عيينة عن ابن طاوس عن أبيه قال استعمل رسول الله (ص)عبادة بن الصامت على صدقة فقال «اتق الله يا أبا الوليد لا تأتي يوم القيامة ببعير تحمله على رقبتك له رغاء أو بقرة لها خوار أو شاة لها ثؤاج» فقال يا رسول الله وإن ذا لكذا؟ فقال رسول الله (ص) «إي والذي نفسي بيده إلا من رحمه الله» قال والذي بعثك بالحق لا أعمل على اثنين أبدا أخبرنا أبو بكر الشيروي وأبو علي الخشنامي قال أنا أبو بكر الحيري نا أبو العباس الأصم أنا الربيع أنا الشافعي أنا ابن عيينة فذكره وهذا حديث غريب وليس فيه ذكر سماع طاوس بن كيسان من عبادة وطاوس من التابعين وقد روي ذلك في غير هذا الحديث في مانعي الزكاة وهو صحيح"
والخطأ مجىء الإنسان حاملا البعير أو البقرة أو غيرهما فى يوم القيامة ويخالف هذا أن الإنسان يأتى يوم القيامة وحيدا أى فردا ليس معه شىء وفى هذا قال تعالى "وكلهم آتيه يوم القيامة فردا "كما أن الإنسان يترك ما كان قد خوله أى أعطاه إياه فى الدنيا وفى هذا قال تعالى "ولقد جئتمونا فراداى كما خلقناكم أول مرة وتركتم ما خولناكم وراء ظهوركم "
"الحديث الحادي والعشرون عن أبي حمزة أنس بن مالك النجاري الأنصاري:
22 - أخبرنا أبو الفتيان عمر بن عبد الكريم بن سعدويه الحافظ بالطابران نا أبو مسعود أحمد بن محمد بن عبد الله بن عبد العزيز البجلي أخبرني أبو الفضل محمد بن أحمد بن سليمان الشرمغولي بها أنا أبو نعيم عبد الملك بن محمد بن عدي الجرجاني بها إملاء نا عمر بن شبة نا يوسف بن عطية نا ثابت عن أنس أن رسول الله (ص) قال ذات يوم «أتدرون أي الناس أكيس؟» قالوا الله ورسوله أعلم قال «المؤمنون فهل تدرون أي المؤمنين أكيس؟» قالوا الله ورسوله أعلم قال «أكثرهم للموت ذكرا وأحسنهم له استعدادا» قالوا يا رسول الله فهل لذلك علم؟ قال «التجافي عن دار الغرور والإنابة إلى دار الخلود والاستعداد للموت قبل نزول الموت وإذا دخل النور القلب انفسح له واستوسع» هذا حديث حسن غريب تفرد به عمر بن شبة النميري عن يوسف بن عطية الصفار عن ثابت البناني وقد تكلموا في يوسف وروي بأسانيد عن عبد الله بن مسور المدائني من ولد جعفر بن أبي طالب أن رسول الله (ص) لما نزلت عليه هذه الآية {أفمن شرح الله صدره للإسلام} قالوا يا رسول الله وكيف ذلك؟ قال «إذا دخل النور القلب انفسح له وانشرح» قالوا وهل لذلك من علم يعرف به؟ قال «نعم التجافي عن دار الغرور والإنابة إلى دار الخلود والاستعداد للموت قبل نزول الموت» وروي ذلك من حديث عبد الرحمن بن عبد الله بن مسعود عن أبيه عن النبي (ص)نحوه وكلها غرائب"
المستفاد الاستعداد للموت بصالح الأعمال
"الحديث الثاني والعشرون عن سهل بن سعد الساعدي
23 - أخبرنا أبو بكر بن أبي الحسن الناجي نا أبو بكر بن الحسن الحيري القاضي نا أبو العباس محمد بن يعقوب أنا الربيع أنا الشافعي أنا مالك عن أبي حازم بن دينار عن سهل بن سعد الساعدي أن رسول الله (ص) قال «لا يزال الناس بخير ما عجلوا الفطر» هذا حديث متفق على صحته أخرجه البخاري في الصحيح عن محمد بن يوسف عن مالك عنه ورواه مسلم عن يحيى بن يحيى عن عبد العزيز عن أبيه وعن قتيبة عن يعقوب وعن زهير عن عبد الرحمن كلاهما عن أبي حازم"
المستفاد وجوب الإفطار إذا دخل أول الليل