الاسلام دين السلام
الاسلام دين السلام
الاسلام دين السلام
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.



 
الرئيسيةالرئيسية  البوابةالبوابة  أحدث الصورأحدث الصور  التسجيلالتسجيل  دخولدخول  

 

 نقد كتاب مفهوم النص

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
رضا البطاوى




عدد المساهمات : 3283
نقاط : 9745
السٌّمعَة : 0
تاريخ التسجيل : 16/07/2011

نقد كتاب مفهوم النص Empty
مُساهمةموضوع: نقد كتاب مفهوم النص   نقد كتاب مفهوم النص I_icon_minitimeالسبت يونيو 08, 2019 7:16 am

نقد كتاب مفهوم النص
كتاب مفهوم النص لنصر حامد أبو زيد كتاب احتوى على أمور حسنة أهمها هى تناوله لمنهج الغزالى الصوفى بالنقد فقد بين أخطاء هذا المنهج فأحسن البيان وهو ما يمثل أكثر من ثلث الكتاب فى آخره كما تناول فى كتابه بعض أخطاء الفقهاء والمحدثين ونتناول أهم الأخطاء فى كتابه الآن:
قال نصر:
"القرآن نص لغوى يمكن أن نصفه بأنه يمثل فى تاريخ الثقافة العربية نصا محوريا وليس من قبيل التبسيط أن نصف الحضارة العربية الإسلامية بأنها حضارة النص بمعنى أنها حضارة أنبتت أسسها وقامت علومها وثقافتها على أساس لا يمكن تجاهل مركز النص فيه وليس معنى ذلك أن النص بمفرده هو الذى أنشأ الحضارة فإن النص أيا كان لا ينشىء حضارة ولا يقيم علوما وثقافة إن الذى انشأ الحضارة وأقام الثقافة جدل الإنسان مع الواقع من جهة وحواره مع النص من جهة أخرى "ص11
الخطأ كون القرآن نصا محوريا فى تاريخ الثقافة العربية وبالطبع لا يوجد فى الثقافة العربية وهى ثقافة كافرة ما يجعل القرآن نصا محوريا فالكفار تحولوا لمسلمين كما قال تعالى "ورأيت الناس يدخلون فى دين الله أفواجا"ومن ثم لم يعد لتلك الثقافة وجود عند المسلمين لأنهم تخلوا عن أديانهم السابقة
القرآن هو النص المحورى الوحيد عند المسلمين ولو سلمنا بوجود ما يسمى العرب فإنهم كما فى الحاضر منهم من يدعى الإسلام ومنهم النصارى ومنهم اليهود ومنهم غير ذلك ومن ثم فالنصوص لديهم متعددة ومن ثم لا يمثل القرآن نصا محوريا لأنه واحد من ضمن عدة كتب محورية فالدول فى المنطقة أصبح لها دساتيرها المكتوبة كما كان لحكامها فى العصور السابقة دساتير شفوية تخلت عن تطبيق القرآن فى مقابل تنفيذ إرادة الحكام
الخطأ الآخر هو تحاور الإنسان مع النص القرآنى وهو كلام لا أساس له فالإنسان لا يتحاور إلا مع مثله والنص ليس إنسان آخر نتحاور معه وإنما يفسره كل فرد حسب ما يريد فالنص لا ينبغى لأحد أن يفسره لأن مفسره الوحيد هو الله كما قال تعالى "ما كان لمؤمن ولا مؤمنة إذا قضى الله ورسوله أمرا أن يكون لهم الخيرة من أمرهم" فليس لإنسان أن يفسر غير تفسير الله المنزل على رسوله(ص) وفى هذا قال تعالى "وما اختلفتم فيه من شىء فحكمه إلى الله"
قال نصر:
"إن النص حين يكون محورا لحضارة أو ثقافة لابد أن تتعدد تفسيراته وتأويلاته ويخضع هذا التعدد التأويلى لمتغيرات عديدة متنوعة "ص11
نصر هنا يقول بتعدد تفسيرات النص فى كل الحضارات أى الثقافات وهو ما يعارض أن القرآن كنص يمنع هذا التعدد ويجعل التفسير هو تفسير الله وحده كما قال تعالى "ونزلنا عليك الكتاب تبيانا لكل شىء"فالله بين كل قضية كما قال "إنا علينا جمعه وقرآنه فإذا قرأناه فاتبع قرآنه ثم إنا علينا بيانه"
ما نعيشه حاليا هو ما أراده الكفار الذين هدموا الدولة الإسلامية الأخيرة حيث أبعدوا الناس عن الحق وأبعدوا عن تفكيرهم وجود القرآن بتفسيره وهو بيانه الإلهى فى الكعبة الحقيقية محفوظا فعندما قال الله تعالى " وما اختلفتم فيه من شىء فحكمه إلى الله" يعنى الذهاب إلى الكعبة حيث كتاب الله المحفوظ لمعرفة الحكم فالله ليس فى مكان حتى نذهب إليه وإنما كتابه وهو القرآن وتفسيره الإلهى موجود فى بيت الله الذى لا يستطيع أحد أن يفعل فيه ذنب كالتحريف أو غيره لأن العذاب ينزل عليه حين يرد أى يقرر الذنب وليس فعله وفى هذا قال تعالى "ومن يرد فيه بإلحاد بظلم نذقه من عذاب أليم"
قال نصر:
"فالقرآن كتاب الفن العربى الأقدس سواء نظر إليه الناظر على أنه كذلك فى الدين أم لا وهذا الدرس الأدبى للقرآن فى ذلك المستوى الفنى دون نظر إلى اعتبار دينى وهو ما نعتده وتعتده معنا الأمم العربية أصلا "ص12
الخطأ هنا هو أن نصر كان يظن أنه هناك شىء خارج الدين فيظن الأدبى خارج الدينى وهو ما يناقض القرآن نفسه حيث فصل كل شىء ولم يستثن شىء فقال تعالى "وكل شىء فصلناه تفصيلا"
فدين الله لا يوجد شىء خارجه
قال نصر:
" ثم لكل ذى غرض أو صاحب مقصد بعد الوفاء بهذا الدرس الأدبى أن يعمد إلى ذلك الكتاب فيأخذ منه ما يشاء ويقتبس منه ما يريد ويرجع إليه فيما أحب من تشريع أو اعتقاد أو اصلاح اجتماعى أو غير ذلك وليس شىء من هذه الأغراض الثانية يتحقق على وجهه إلا حين يعتمد على تلك الدراسة الأدبية لكتاب العربية الأوحد دراسة صحيحة كاملة مفهمة له "ص13
الخطأ أن لا أحد يصل لغرضه من القرآن إلا بعد أن يدرسه دراسة أدبية وهو كلام جنونى فالغرض من القرآن هو فهم مراد الله ليس أكثر وأما الدراسة الأدبية فلا تؤدى لشىء من هذا الفهم إلا قليلا لأن الدراسة الأدبية تعتمد علم المعانى اللغوية وهو ما يؤدى لوجود تفسيرات متعددة تناقض كون مراد الله واحد من كل عبارة وليس أكثر كما تعتمد علم الأسلوب أو التركيب اللغوى ونتيجته تتشابه مع علم المعانى لأن النحاة والبديعيين علمهم مختلف فمثلا النحو الكوفى غير النحو البصرى غير البغدادى غير القاهرى وحتى داخل المدرسة الواحدة يتناقض الكل فى تفسيراتهم ومن ثم فأى دراسة تنبع من خارج النص هى دراسة فاشلة فالنص هو من يفسر نفسه
قال نصر:
"ومن منظور الثقافة فالإسلام دين عربى بل هو أهم مكونات العروبة وأساسها الحضارى والثقافى "ص26
وقال :
" ولا نتوقف طويلا أمام من يصرون على اقامة تعارض زائف بين العروبة والإسلام " ص25
وقال:
"فالإسلام دين عربى بل هو أهم مكونات العروبة وأساسها الحضارى الثقافى "ص26
الخطأ كون الإسلام دين عربى وهو ما يخالف النص نفسه فالإسلام دين الله الذى ارتضاه للبشر كما قال تعالى "إن الدين عند الله الإسلام" وقال "ورضيت لكم الإسلام دينا"
والإسلام يتناقض مع العروبة المزعومة فلا يمكن أن يتفق الكفر الموحد بين أهل الأديان مع الإسلام فالإسلام يفرق بين المسلمين وغيرهم ولذا جعل المسلمين أمة واحدة وسط فقال "وكذلك جعلناكم أمة وسطا" ومن ثم فالأمة الإسلامية غير الأمة العربية المزعومة
وقال نصر:
"إن النص فى حقيقته وجوهره منتج ثقافى المقصود أنه تشكل فى الواقع والثقافة خلال فترة تزيد على العشرين عاما وإذا كانت هذه الحقيقة تبدو بديهية ومتفقا عليها "ص27
نلاحظ الجنون وهو أن النص تشكل فى الواقع والثقافة فالقرآن لم يتشكل بسبب الواقع والثقافة لأنه كان يعادى الواقع والثقافات فى العالم كله فهو علاج نزل من عند الله يراعى مصالح كل العباد سواء كانت تلك المصالح معروفة لدى من نزل عليهم أو مجهولة
كما أن القرآن له وجود مسبق على محمد (ص) بقرون كثيرة بدليل أن علماء بنى إسرائيل كانوا يعرفونه قبل مبعث محمد (ص) بقرون وفى هذا قال النص القرآنى" ألم يكن لهم آية أن يعلمه علماء بنى إسرائيل " والكتابيون كانوا يعرفونه من قبل نزوله ويستفتحون به على المشركين قبل البعثة كما قال تعالى " وَلَمَّا جَاءَهُمْ كِتَابٌ مِّنْ عِندِ اللَّهِ مُصَدِّقٌ لِّمَا مَعَهُمْ وَكَانُوا مِن قَبْلُ يَسْتَفْتِحُونَ عَلَى الَّذِينَ كَفَرُوا فَلَمَّا جَاءَهُم مَّا عَرَفُوا كَفَرُوا بِهِ "
قال نصر:
"فإن الإيمان بوجود ميتافيزيقى سابق للنص يعود لكى طمس هى الحقيقة البديهية ويعكر من ثم امكانية الفهم العلمى لظاهر النص"27
الخطأ هنا هو أن نصر ينكر الوجود السابق للقرآن وهو ما يخالف النص فى قوله" ألم يكن لهم آية أن يعلمه علماء بنى إسرائيل " والكتابيون كانوا يعرفونه من قبل نزوله ويستفتحون به على المشركين قبل البعثة كما قال تعالى " وَلَمَّا جَاءَهُمْ كِتَابٌ مِّنْ عِندِ اللَّهِ مُصَدِّقٌ لِّمَا مَعَهُمْ وَكَانُوا مِن قَبْلُ يَسْتَفْتِحُونَ عَلَى الَّذِينَ كَفَرُوا فَلَمَّا جَاءَهُم مَّا عَرَفُوا كَفَرُوا بِهِ "
قال نصر :
"والاعتراض الذى يمكن أن يثار هنا كيف يمكن تطبيق منهج تحليل النصوص على نص إلهى وقد يتضمن الاعتراض بعض الاتهام والعياذ بالله من سوء النية حول تطبيق مفاهيم البشر ومناهجهم على نص غير بشرى من حيث أصله ومصدره والحقيقة أن هذا الاعتراض إن صدر فإنما يصدر عن ذلك النمط من الفكر التأملى المثالى الذى أشرنا إليه بوصف علمى باسم الحوار الهابط وإذا كان أصحاب هذا المنهج يتفقون معنا فى أن الله سبحانه وتعالى ليس موضوعا للدرس والتحليل وإذا كانوا يتفقون معنا كذلك فى أنه سبحانه وتعالى شاء أن يكون كلامه إلى البشر بلغتهم أى من خلال نظامهم الثقافى المركزى فإن المتاح الوحيد أمام الدرس العلمى هو درس الكلام الإلهى من خلال تحليل معطياته فى إطار النظام الثقافى الذى تجلى من خلاله ص28
أصر نصر هنا على تطبيق مناهج البشر على النص وهو القرآن وهو إصرار يعرف نصر وأمثاله أنه لن ينتج سوى نفس النتيجة التى آل إليها التفسير والمفسرون وهو الاختلاف فلو طبقنا منهجين على النص فالنتيجة هى اختلاف تفاسيرهم ولو طبقنا ثالث فهى نفس النتيجة
ما لم يفهمه الناس هو أن البشر لا يملكون حق التفسير فالله وحده من فسر أى فصل أى بين معنى كل جملة فى وحيه "وكل شىء فصلناه تفصيلا"و"تبيانا لكل شىء"و"إلا جئناك بالحق وأحسن تفسيرا"
قال نصر:
"وفى منهج تحليل النصوص تنبع مصداقية النص من دوره فى الثقافة فما ترفضه الثقافة وتنفيه لا يقع فى دائرة النصوص وما تتلقاه الثقافة بوصفه نصا دالا فهو كذلك وقد يختلف اتجاه الثقافة فى اختيار النصوص من مرحلة تاريخية إلى مرحلة تاريخية أخرى فتنفى ما سبق أن تقبلته أو تتقبل ما سبق أن نفته من النصوص ص29
هنا يجعل نصر مصداقية النص نابعة من دوره فى الثقافة فما ترفضه الثقافة وتنفيه لا يقع فى دائرة النصوص وما تتلقاه الثقافة بوصفه نصا دالا فهو كذلك وهو ما يناقض كون صدق أى مصداقية القرآن نابعة من داخله فى قوله:
" إن ما يقوله ابن خلدون هنا عن اتحاد الدليل والمدلول يمكن التعبير عنه أخرى بالقول أن صدق الوحى لا يحتاج على دليل أخر خارجه بل الوحى ذاته بتضمن الدليل على صدقه "ص156
وقال نصر:
"فمن قبيل تحصيل الحاصل القول بأن مصداقية هذا النص القرآن لا تنبع من كثرة عدد المؤمنين به كما أن قلة عددهم لا تقلل من مصداقيته إن وجود النص فى الثقافة أخطر من وجوده فى عواطف المعتقدين والمؤمنين ص29
هنا تنبع مصداقية القرآن من وجود النص القرآنى فى الثقافة أى من شىء خارجى وهو ما يناقض كون مصداقيته نابعة من داخله فى قوله:
" أن صدق الوحى لا يحتاج على دليل أخر خارجه بل الوحى ذاته بتضمن الدليل على صدقه ص156
وقال نصر :
"وإذا كان اسم الكتاب واسم القرآن من الأسماء التى تعد بمثابة الأسماء الأعلام فإن اسم الوحى فى دلالته على القرآن ليس كذلك بل تتسع دلالته ليشمل كل النصوص الدينية الإسلامية وغير الإسلامية فهو مفهوم يستوعب كل النصوص الدالة على خطاب الله للبشر هذا من حيث الاستخدام القرآنى ص35
نلاحظ هنا جهل نصر بأن النص يستخدم لفظ الكتاب كلفظ الوحى فى الكتب المنزلة على الرسل الآخرين فالتسمية الأشهر هى تسمية اليهود والنصارى وغيرهم الكتابيين أو أهل الكتاب فكل نبى أى رسول نزل عليه كتاب كما قال تعالى :
" كَانَ النَّاسُ أُمَّةً وَاحِدَةً فَبَعَثَ اللَّهُ النَّبِيِّينَ مُبَشِّرِينَ وَمُنذِرِينَ وَأَنزَلَ مَعَهُمُ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ لِيَحْكُمَ بَيْنَ النَّاسِ فِيمَا اخْتَلَفُوا فِيهِ"
والخطأ الأخر هو أن الرجل سمى كتب الرسل الآخرين النصوص غير الإسلامية وهو ما يخالف النص ذاته فدين الرسل وهو الوحى المنزل عليهم واحد وهو الإسلام وفى هذا قال تعالى "إن الدين عند الله الإسلام" كما قال على لسان يعقوب(ص)أيضا "إن الله اصطفى لكم الدين فلا تموتن إلا وأنتم مسلمون"
وقال نصر:
"والرمز من الكلام هو الخفى الذى لا يدركه إلا المخاطب به جاء فى اللسان الرمز إشارة وإيماء بالعينين والحاجبين والشفتين والفم والرمز فى اللغة كل ما أشرت إليه مما يبان بلفظ بأى شىء أشرت إليه بيد أو بعين ص37
نلاحظ وجود تناقض فى تعريف الرمز فمرة إشارة وإيماء بالعينين والحاجبين والشفتين والفم ومرة إشارة إليه بيد أو بعين فالمشترك هو العين بينما المتناقض الحاجبين والشفتين والفم مع اليد والرمز هو كل ما فهم بغير الصوت البشرى من إشارة
وقال نصر:
"إن العربى الذى يدرك أن الجنى يخاطب الشاعر ويلهمه شعره ويدرك أن العراف والكاهن يستمدان نبوءاتهما من الجن لا يستحيل عليه أن يصدق بملك ينزل بكلام من بشر لذلك لا نجد من العرب المعاصرين لنزول القرآن اعتراضا على ظاهرة الوحى ذاتها وإنما انصب الاعتراض إما على مضمون كلام الوحى أو على شخص الموحى إليه ص38
الخطأ أن اعتراض العرب لم يكن على ظاهرة الوحى أو الشخص الموحى له وهو ما يناقض تكذيب القوم للنبى(ص) فى قوله تعالى " فَإِنْ كَذَّبُوكَ فَقَدْ كُذِّبَ رُسُلٌ مِنْ قَبْلِكَ جَاءُوا بِالْبَيِّنَاتِ وَالزُّبُرِ وَالْكِتَابِ الْمُنِيرِ"
كما أنه من الطبيعى عندما يكذب الإنسان كلام إنسان أخر أن يكون قد اعتبره كاذبا لأن كلامه كذب
قال نصر:
"ولم يكن القرآن فى صياغته للواقع الثقافى بمعزل عن هذه التصورات فقد ذكر الجن فى مواضع كثيرة وخصص سورة كاملة تنبىء عن تحول فى طبيعة الجن وإيمانهم بالإسلام والقرآن بعد أن استمعوا له والسورة من ناحية أخرى لا تنفى ما كان مستقرا فى العقل العربى من اتصال الجن بالسماء ومن امكانية اتصال بعض البشر بالجن ص39
الخطأ هنا هو أن سورة الجن تنبىء عن تحول فى طبيعة الجن ولا يوجد فى السورة الحالية أى شىء يخبرنا بأن الجن يتحولون عن طبيعتهم ومن عنده عبارة أو جملة فليظهرها
والخطأ أن السورة لا تنفى امكانية اتصال بعض البشر بالجن فلا يوجد فى السورة عبارة تقول بأن الاتصال ممكن فالقول "وإن كان رجل من الإنس يعوذون برجال من الجن " لا تدل على الاتصال وإنما تدل على عبادة بعض البشر لبعض الجن حيث يطلبون منهم الحماية ولا حماية لهم من الجن لأنهم لا يسمعونهم بدليل قوله فى نهاية الآية "فزادوهم رهقا" فالطالب يتعب أى يرهق نفسه بطلب العوذ وهو الحماية منهم ولكنهم لا يعرفون أنهم يطلبون حمايتهم لأنهم لا يسمعونهم
قال نصر:
"إن النص هنا وإن كان يمثل الواقع الذى ينتمى إليه يعيد تشكيل هذا الواقع من خلال آلياته اللغوية الخالصة لقد صار الجن فى النص جنا مؤمنا مسلما يدين سلوكه السابق ويدين البشر الذين كانوا يعوذون به"رجال من الإنس يعوذون برجال من الجن فزادوهم رهقا" وفى سورة الناس نلاحظ تحول أحاديث الجن إلى وسوسة يستعاذ بالله منها ويوسف هذا الجن بأنه وسواس خناس فإذا عرفنا أن سورة الناس سابقة فى ترتيب النزول على سورة الجن أمكننا أن نميز بين هاتين الصورتين صورة الجن الخناس الموسوس الذى يستعاذ بالله منه وصورة الجن الذى يشبه البشر فى انقسامه إلى مؤمنين وكافرين ولا شك أن الصورة الثانية تعد نوعا من التطوير القرآنى النابع من التوافق مع معطيات الثقافة من جهة والهادف إلى تطويرها لمصلحة الإسلام من جهة أخرى ص40
الخطأ أن الجن يوسوسون لغيرهم فى سورة الناس ولو عقل نصر الآية لعرف أن الجن مثل الإنس يوسوس لهم الوسواس الخناس بدليل قوله تعالى"من شر الوسواس الخناس الذى يوسوس فى صدور الناس من الجنة والناس" فالشيطان يوسوس للفريقين فالجن موسوس لهم كالبشر من جانب الشيطان الموسوس وليس الجن من يوسوسون
قال نصر:
"إن طرفى الاتصال الأساسيين فى عملية الوحى النبوى هما الله فى جانب والرسول البشر فى جانب أخر وقد عبر القرآن عن هذا الاتصال بأنه إلقاء وذلك فى السورة الثانية من حيث النزول وهى سورة المزمل "إنا سنلقى عليك قولا ثقيلا " ومن المعروف أن المتحدث المعبر عنه بالضمير نا فى هذه الآية هو ذات المذكور فى الآيات الأولى اقرأ باسم ربك من سورة العلق الاتصال إذن يتم من خلال الإلقاء والشفرة المستخدمة فى الاتصال هى القول وفى آيات أخرى من القرآن تم التعبير عن الإلقاء بالتنزيل وعن القول بالكلام ص45
هنا الشفرة عند نصر قول أى كلام صوتى مفهوم وهو ما يخالف كونها شفرة غير صوتية بلغة غير اللغة الطبيعية فى قوله:
"وإذا كان الوحى فى الحالة الأولى كلاما لا يفهمه إلا طرفا الاتصال فهو كلام بدون قول أو لنقل هو كلام بشفرة غير صوتية بلغة غير اللغة الطبيعية وعلى عكس من ذلك يكون الخطاب المعبر عنه بالنداء فى حالة موسى كلاما باللغة التى يمكن أن يستوعبها موسى إنه قول لغوى ص46
قال نصر:
أولى هذه الطرائق الوحى بالمعنى السالف الذى ناقشناه فى الفقرة السابقة وهو ما يطلق عليه العلماء الإلهام مثل الوحى إلى أم موسى وإلى النحل وإلى الملائكة وكل وحى يتميز بالخصوصية والسرية والطريقة الثانية من طرائق كلام الله للبشر الكلام من وراء حجاب وذلك كلامه لموسى من وراء حجاب الشجرة والنار والجبل ونلاحظ فى حالتين من حالات الكلام من وراء حجاب أنه قد عبر عن بداية الكلام بالنداء ص46
وقال:
الطريقة الثالثة من طرائق كلام الله للبشر هى الوحى غير المباشر عن طريق الرسول الملك الذى يوحى للمستقبل بإذن الله ما يشاء وهذه الطريقة كانت هى الطريقة التى تم بها إلقاء القرآن أو تنزيله ص46
الخطأ فى الفقرات السابقة وجود ثلاث طرق لكلام الله للبشر فقد وضح الله أن ما كان لبشر والمراد لإنسان أن يكلمه أى يحدثه الله والمراد يفهمه الله ما يريد إلا عن طريقين :وحيا أى إلقاء مباشر بوسيط غير جبريل(ص)وهو الملك وفسر هذا بأنه من وراء حجاب أى من خلف حاجز والمراد أن الله لا يحدثه حديثا مباشرا كحديث الرجل أمام الرجل وإنما الله يحدثه بوسيط لا يتكلم كالبشر مثل الشجرة التى كلمت موسى(ص)،أو يرسل رسولا والمراد أو يبعث مبعوثا هو جبريل(ص) فيوحى بإذنه ما يشاء والمراد فيلقى فى قلب النبى (ص)بأمر الله ما يريد الله أن يفهمه إياه وما سبق هو تفسير قوله تعالى "وما كان لبشر أن يكلمه الله إلا وحيا أو من وراء حجاب أو يرسل رسولا فيوحى بإذنه ما يشاء "
والدليل على أن الكلام من وراء حجاب هو نفسه الوحى أن الله سمى كلامه لموسى (ص)عند الشجرة وحيا فقال "وأنا اخترتك فاستمع لما يوحى"
قال نصر:
"وإذا كان الرأى السابق يرى أن الشفرة اللغوية فى عملية الاتصال الوحى كانت هى اللغة العربية سواء فى مستوى الاتصال الرأسى الله جبريل أو فى المستوى الأفقى جبريل محمد (ص) فإن الرأى الثانى يفرق بين هذين المستويين فيجعل تحويل الوحى من مستوى الإلهام على مستوى الاتصال اللغوى أى يجعل الصياغة اللغوية للوحى مهمة جبريل مرة ويجعلها مهمة محمد (ص) مرة أخرى ص50
الخطأ هو أن صياغة الوحى اللغوية كانت مهمة جبريل(ص) ومحمد (ص) وهو ما يتنافى مع كون مهمة الرسول سواء كان ملائكيا أو بشريا هى البلاغ أى توصيل المنزل له كما قال تعالى "ما على الرسول إلا البلاغ"
واعتبار من لم يبلغ المنزل غير مبلغ للرسالة كما فى قوله تعالى"يا أيها الرسول بلغ ما أنزل إليك من ربك وإن لم تفعل فما بلغت رسالته"
فالمنزل منزل من الله باللفظ بدليل أن الله نزل عليه البيان أى الذكر ليبين المنزل الأول وهو القرآن فقال:
" وأنزلنا إليك الذكر لتبين للناس ما نزل إليهم"
قال نصر:
"إن حالة الوحى كما سبقت الإشارة حالة تتطلب استعدادا خاصا يكون فى حالة الأنبياء استعدادا فطريا نابعا من الاصطفاء الإلهى لهؤلاء البشر بهذا الاستعداد يمكن للنبى البشر أن ينسلخ من طبيعته ويتحول إلى الملأ الأعلى فيأخذ من الملك ما يوحيه إليه ص52
قال نصر:
"فإن الذى يعنينا من هذا النص فى سياقنا هذا أن ابن خلدون فى هذه التسوية بين حالتى الوحى وفى اعتبارهما مجرد مرحلتين زمنيتين يتخلى عن تفرقته الأساسية بينهما من حيث طبيعة الشفرة المستخدمة التى أشار إليها باسم الرمز فى حالة انسلاخ النبى (ص)وباسم الكلام فى حالة تحول الملك إلى البشرية وإذا كان ابن خلدون قد فرق بين هاتين الحالتين من جهة أخرى على أساس أن حالة الانسلاخ إلى الملكية هى حالة النبوة حالة الأنبياء غير المرسلين وأن الحالة الثانية هى حالة الأنبياء المرسلين فهل يمكن أن نفترض أن المرحلة المبكرة من الوحى كانت مرحلة نبوة فقط غير متضمنة للرسالة ص55
الخطأ فى الفقرتين الاستعداد الفطرى الذى يعنى أن ينسلخ النبى(ص) من طبيعته ويتحول إلى الملأ الأعلى والمراد بهم الملائكة وهو ما يخالف أن النبوة لا تحتاج لتحول من البشرية للملائكية بدليل أن الله طالب رسوله (ص) أن ينفى كونه من الملائكة فقال:
" قل لا أقول لكم عندى خزائن الله ولا أعلم الغيب ولا أقول أنى ملك"
فالاستعداد الموجود هو قوة الإرادة الراغبة فى العدل بين الناس بما شرعه الله
والخطأ الثانى فصل النبوة عن الرسالة وهو مفهوم خاطىء فالرسالة هى نفسها النبوة فالرسول هو نفسه النبى (ص)أيا كان اسمه وعصره فهى تفرقة تخالف النص نفسه والأدلة على كون الرسل هم أنفسهم الأنبياء هى:
1=قوله تعالى بسورة البقرة "كان الناس أمة واحدة فبعث الله النبيين مبشرين ومنذرين" فانظر كلمة بعث التى تعنى أرسل وأرسل من النبيين وبدليل أن الله أعاد نفس المعنى مفسرا مبينا معنى كلمة الأنبياء فوضع كلمة الرسل أو المرسلين مكان الأنبياء فقال بسورة الأنعام "وما نرسل الرسل إلا مبشرين ومنذرين " وقال بسورة الكهف " وما نرسل المرسلين إلا مبشرين ومنذرين"
2-قوله تعالى بسورة الزخرف " وكم أرسلنا من نبى فى الأولين "فهنا أرسل الله الأنبياء
3-قوله تعالى بسورة الأعراف "وما أرسلنا فى قرية من نبى "فهنا أرسلنا نبى فى كل قرية
4-قوله تعالى بسورة الحج " وما أرسلنا من قبلك من رسول ولا نبى "فهنا أرسنا نبى وقد فسر الله رسول بنبى
5- قوله تعالى بسورة الإسراء " ولقد فضلنا بعض النبيين على بعض "فقد فسره الله بقوله فى سورة البقرة "تلك الرسل فضلنا بعضهم على بعض" فهنا فسر الله النبيين بالرسل
6-فسر الله القتلى من أنبياء بنى إسرائيل كما فى قوله تعالى بسورة آل عمران " ويقتلون النبيين بغير حق " بأنهم رسل بقوله بسورة المائدة "لقد أخذنا ميثاق بنى إسرائيل وأرسلنا إليهم رسلا كلما جاءهم رسول بما لا تهوى أنفسهم فريقا كذبوا وفريقا يقتلون " فهل أنا مخطىء فى استدلالى هذا ؟
7-فسر الله النبى (ص)فى قوله تعالى بسورة الزخرف " وما يأتيهم من نبى إلا كانوا به يستهزءون" بأنه الرسول بقوله فى سورة الحجر" وما يأتيهم من رسول إلا كانوا به يستهزءون" فهل أنا هنا مخطىء؟
8-بين الله لنا أن البر يؤمن بالنبيين فقال "لكن البر من آمن بالله واليوم الأخر والملائكة والكتاب والنبيين " فهل معنى هذا أن نكفر بالرسل ؟قطعا لا أنه قصد أن النبيين هم أنفسهم الرسل
9= أن الله عرف رسوله بأنه النبى (ص)الأمى فقال بسورة الأعراف "فأمنوا بالله ورسوله النبى (ص)الأمى "
10- بين الله أن النبيين فى الجنة فقال بسورة النساء" ومن يطع الله والرسول فأولئك مع الذين أنعم الله عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا" ولا يوجد آية تقول أن الرسل فى الجنة ولو اعتبرنا الأنبياء غير الرسل فمعنى هذا هو أن الرسل فى النار وهو كلام غير معقول
11- عرف الله المسيح (ص) بكونه رسول فقال بسورة المائدة "ما المسيح ابن مريم إلا رسول " ومع هذا عرف المسيح(ص) نفسه بكونه نبى فقال بسورة مريم" وجعلنى نبيا "
وأكتفى بهذا القدر من الأدلة
ونأتى للنقطة الثانية وهى الوحى فهو ينزل على النبيين وهم الرسل بدليل ما جاء من آيات يؤتون فيها الوحى جميعا مثل قوله تعالى بسورة المائدة "إنا أوحينا إليك كما أوحينا إلى نوح والنبيين من بعده"وقوله تعالى بسورة البقرة "وما أوتى النبيون من ربهم"وقوله تعالى بسورة آل عمران "وما أوتى موسى وعيسى والنبيون من ربهم " وقد فسر الله هذه وغيرها بقوله بسورة الأنبياء"وما أرسلنا من قبلك من رسول إلا نوحى إليه "فهنا الوحى على الرسل مما يعنى أنهم الأنبياء الموحى لهم فى الآيات قبلها
ونأتى للنقطة الثالثة وهى أن النبى (ص)ينبىء بالغيب وحده فنجد أن كلمة النبأ ومشتقاتها تستعمل فى الإخبار بالغيب وغيره فمثلا قوله تعالى بسورة الحجر " نبىء عبادة إنى أنا الغفور الرحيم "تخبر بحكم وليس بحدث لم يحدث بعد وهو كون الله رحيم غفور ومثلا قوله تعالى بسورة الكهف"هل ننبئكم بالأخسرين أعمالا" يخبرنا بحكم هو ماهية الأخسرين أعمالا
قال نصر:
إن مفهوم الانسلاخ عن البشرية والتحول إلى الملكية فى حالة الوحى الأولى ليس مقصودا معناه الحرفى بالتحول الفيزيقى كما يفهم من منطوقه فالتغير الذى كان يلاحظ على النبى (ص)تغير طارىء طفيف وليس تحولا بالمعنى الذى تنبىء عنه لفظة الانسلاخ أو الانخلاع ولعل هذا هو الذى مهد السبيل أمام الفلاسفة والمتصوفة لمناقشة مفهوم النبوة من خلال نظرية الخيال ص56
هنا الانسلاخ من البشرية تغير طارىء طفيف وهو ما يخالف كونه انسلاخ تام فى قوله:
"إن حالة الوحى كما سبقت الإشارة حالة تتطلب استعدادا خاصا يكون فى حالة الأنبياء استعدادا فطريا نابعا من الاصطفاء الإلهى لهؤلاء البشر بهذا الاستعداد يمكن للنبى البشر أن ينسلخ من طبيعته ويتحول إلى الملأ الأعلى فيأخذ من الملك ما يوحيه إليه ص52
قال نصر:
"وإذا كانت النفس الإنسانية تتلقى من الملأ الأعلى على قدر روحانيتها وصفائها فلاشك أن االأنبياء يصلون إلى الدرجة القصوى من الصفاء والروحانية ولكنهم لا يتحولون إلى ذوات من التعقل المحض تجعلهم ملائكة هل يمكن أن نقول إذن أن المرحلة الأولى من مراحل الوحى مرحلة الشدة والغط والتحول من جانب النبى (ص)كانت مرحلة أشبه بالرؤيا حيث تتلقى نفس النبى (ص)بناء على هذا التصور من الملك رسالة ذات شفرة خاصة يحولها النبى (ص)بعد ذلك إلى رسالة لغوية وهل يمكن أن نقول أن التعود والألفة مع توالى عملية الاتصال جعلت الوحى ممكنا فى حالة اليقظة بالكلام اللغوى العادى ص57
الخطأ المشترك بين الفقرتين هو التلقى من الملأ الأعلى فالملأ الأعلى هم الملائكة جميعا وهم من اختصوا فى خلق آدم (ص) وفى هذا قال تعالى ""قل هو نبأ عظيم أنتم عنه معرضون ما كان لى من علم بالملأ الأعلى إذ يختصمون"
فالنبى(ص) تلقى من الروح القدس أى الأمين وحده أى شديد القوى كما قال تعالى "إن هو إلا وحى يوحى علمه شديد القوى " وقال "نزل به الروح الأمين على قلبك"
والخطأ الأخر هو حمل الوحى رسالة ذات شفرة خاصة يحولها النبى (ص)بعد ذلك إلى رسالة لغوية وهو كلام يتناقض مع كونه قول والقول هو اللغة الصوتية كما قال تعالى " إنه لقول رسول كريم ذى قوة عند ذى العرش مكين"
ومن ثم الوحى ليس شفرة وإنما قول عادى من أقوال اللغة
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
نقد كتاب مفهوم النص
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
الاسلام دين السلام :: الرئيسية :: المنتدى الاسلامى-
انتقل الى: